تمثل الصين تهديدا أكبر للولايات المتحدة من روسيا، وهذا ما يتفق عليه غالبية الجمهوريين، وقد صوت الجمهوري الجورجي النائب مايك كولينز، ضد تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا لأنه يدعو إلى بذل مزيد من الجهد لتسليح تايوان، الجزيرة التي ترغب بالحكم الذاتي والمعرضة لخطر العدوان العسكري من بكين.

وبالنسبة لكولينز وغيره من المشرعين الجمهوريين، فإن تايوان وأوكرانيا متنافستان فعليًا على مجموعة محدودة من المساعدات العسكرية الأمريكية. بينما ترى تايوان أن مصيرها مرتبط بشكل وثيق بمصير أوكرانيا في الوقت الذي تناضل فيه لصد الغزو الروسي. وقال دبلوماسي تايوان في الولايات المتحدة، هسياو بي خيم،: «إن نجاح أوكرانيا هو نجاح لتايوان».

القدرة السياسية

وذكر بعض المشرعين أن الصين تراقب عن كثب لمعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها القدرة السياسية على دعم حليف في حرب طويلة ومكلفة. كما أدت المساعدات الأمريكية لأوكرانيا إلى قيام شركات تصنيع الأسلحة بزيادة الإنتاج - وهو الأمر الذي يمكن أن يفيد تايوان في صراعها مع الصين.

ومع ذلك، كانت تايوان حريصة على عدم التدخل في الجدل الأمريكي حول استمرار التمويل لأوكرانيا، الذي أصبح قضية سياسية مثيرة للانقسام بعد أن حظي في البداية بدعم قوي من الحزبين.

وردا على سؤال حول قيام الكونجرس بإزالة تمويل أوكرانيا من إجراء الإنفاق المؤقت الذي حال دون إغلاق الحكومة الأمريكية في الأول من أكتوبر، رد المكتب الدبلوماسي التايواني بحذر.

وقال مكتب الممثل الاقتصادي والثقافي لتايبيه في بيان: «تايوان ممتنة للحصول على دعم قوي من الحزبين من الولايات المتحدة، وسنواصل العمل مع الولايات المتحدة للحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان».

وقالت بوني جلاسر، المديرة التنفيذية لبرنامج المحيطين الهندي والهادئ في صندوق مارشال الألماني: إن رفض الكونجرس إدراج المساعدات يدق «أجراس الإنذار» في تايوان.

وأشارت إلى أن الحكومة التايوانية «زعمت أن انتصار أوكرانيا يمثل أهمية وجودية بالنسبة لتايوان».

قضية معقدة

وتايوان هي القضية الشائكة في العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين. وتطالب بكين بالسيادة على الجزيرة، التي تقع على بعد حوالي 100 ميل (160 كيلومترًا) قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للبر الرئيسي، وتتعهد بالاستيلاء عليها، بالقوة إذا لزم الأمر، لتحقيق إعادة التوحيد الوطني. بينما تريد الولايات المتحدة حلاً سلميًا ولديها اتفاقية أمنية مع الجزيرة، تزودها بالمعدات والتقنيات العسكرية لمنع أي استيلاء قسري من قبل بكين.

وأثارت الإجراءات العسكرية الصينية بالقرب من الجزيرة المخاوف بشأن الهجمات المسلحة. وقال الرئيس جو بايدن إنه سيرسل قوات للدفاع عن تايوان في حالة الحرب، في حين طالب الرئيس الصيني شي جين بينج الولايات المتحدة باحترام «سيادة بلاده وسلامتها الإقليمية».

تسليم الأسلحة

وسافر كولينز إلى تايوان في أول رحلة خارجية له كعضو في الكونجرس. وعندما عاد، دعا إلى تسليم الأسلحة إلى الجزيرة في الوقت المناسب، بخاصة وأن ما قيمته 19 مليار دولار من الأسلحة المباعة لتايوان قد تأخرت.

وقال كولين: «هذه التأخيرات ترجع في المقام الأول إلى تراكم التصنيع في الولايات المتحدة وإدارة بايدن المشتتة مع تفضيل شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا على تايوان». وأضاف: «يجب أن نكون جديين بشأن تقديم الدعم لحليفتنا تايوان، لأنه في نهاية المطاف عندما يتعلق الأمر بمواجهة الصين، فإن مصالحنا تتوافق».

ويختلف برادلي بومان، كبير مديري مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، مع هذا المنطق.

زرع الشكوك

وقال النائب مايكل ماكول، وهو جمهوري من تكساس قاد في أبريل الماضي وفداً من الكونجرس إلى تايوان كرئيس للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن الدعم للجزيرة لم يتضاءل في الكونجرس.

وأضاف: «طوال المحادثات حول المساعدات المقدمة لأوكرانيا، لم أسمع شخصاً واحداً ينتقد تايوان».

وإنه من غير المرجح أن تتجاهل القيادة الصينية الدعم الأمريكي لتايوان، حتى عندما يتراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وحذر قائلا: من المرجح أن يستغل أي فشل في تمويل أوكرانيا في حملة تضليل لزرع الشكوك بين الشعب التايواني حول التزام الولايات المتحدة للدفاع عنهم.

المساعدات الأمريكية:

انقسمت الأحزاب في استمرار دعم أوكرانيا

يقف الحزب الجمهوري مع دعم تايوان بدلا من أوكرانيا

تدعم تايوان المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.

رفض الكونجرس إدراج المساعدات يدق أجراس الإنذار في تايوان