الدار-خاص
تساؤلات كثيرة رافقت صواريخ حركة حماس وهي تمطر إسرائيل، أمس السبت، مخلفة مصرع مئات الفلسطينيين و الإسرائيلين، ليطرح السؤال حول الجهة المسؤولة عن هذا الهجوم.
و تطرقت مجلة “فورين بوليسي” وصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكيتان، للدور الإيراني في الهجوم المتواصل لليوم الثالث على التوالي، خاصة بعد تلميح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى ضلوع “طهران وحماس في الهجوم و علاقاتهما الطويلة”.
و أشارت مجلة”فورين بوليسي” إلى أن إسرائيل فوتت حقيقة أن إيران التي كانت تدعم منذ فترة طويلة حماس وحزب الله وغيرهما من الجماعات المسلحة المناهضة لتل أبيب “كانت تعلن عن خطط للقيام بشيء مثل هذا منذ أكثر من عام.
و أضافت المجلة الأمريكية أن “حماس لن تكون حماس بدون الدعم الذي حصلت عليه لسنوات عديدة من إيران”.
من جانبها، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلا عن أعضاء كبار في حماس وحزب الله، أن ضباط الحرس الثوري الإيراني “عملوا مع حماس منذ غشت لتخطيط التوغلات الجوية والبرية والبحرية” التي حدثت في الهجوم، وأن مسؤولي الأمن الإيرانيين “أعطوا الضوء الأخضر للهجوم في اجتماع في بيروت يوم الإثنين الماضي، غير أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم ” لم يروا أي دليل على تورط طهران.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لمح إلى إمكانية ضلوع طهران في عملية طوفان الأقصى، قائلا في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، امس الأحد، : “لم نر بعد دليلا على أن إيران وجهت هذا الهجوم بالذات أو كانت وراءه، ولكن هناك بالتأكيد علاقة طويلة؛ وهي ذات الرواية التي قدمها مسؤول أوروبي حول تورط إيران في الفترة التي سبقت الهجوم مثل كبار أعضاء حماس وحزب الله.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن محمود ميرداوي، وهو مسؤول كبير في حماس، إن ” الحركة خططت للهجمات من تلقاء نفسها.
و أضاف : “هذا قرار فلسطيني.. قرار حماس”، فيما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدرين في حماس وحزب الله ومسؤول إيراني، تتمثل الخطة الأوسع للحرس الثوري الإيراني في خلق تهديد متعدد الجبهات يمكن أن يخنق إسرائيل من جميع الجوانب. فهناك حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشمال والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحماس في غزة والضفة الغربية.
و وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن ” قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، أطلق التنسيق بين العديد من الجماعات المسلحة المحيطة بإسرائيل في أبريل الماضي، خلال اجتماع في لبنان، حيث بدأت حماس العمل بشكل وثيق مع مجموعات أخرى مثل حزب الله لأول مرة.
و أشارت الصحيفة إلى أن هذه المجموعات التقت مع قادة فيلق القدس الإيراني مرة كل أسبوعين على الأقل في لبنان منذ غشت الماضي، لمناقشة الهجوم الذي وقع نهاية هذا الأسبوع على إسرائيل وما سيحدث بعد ذلك.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن لينا الخطيب، مديرة معهد SOAS للشرق الأوسط بجامعة لندن، قولها إن “هجوم بهذا النطاق لم يكن ليحدث إلا بعد أشهر من التخطيط، ولم يكن ليحدث دون التنسيق مع إيران”.
و أضافت: “حماس، مثل حزب الله في لبنان، لا تتخذ بمفردها قرارات الدخول في حرب دون موافقة صريحة مسبقة من إيران”. و بالنسبة لها، سيتم اختبار قدرة الجماعات الفلسطينية واللبنانية على التنسيق مع إيران في الأيام المقبلة مع التركيز على الرد الإسرائيلي.
كما نقلت الصحيفة عن مصادرها قولهم، إنه “تم تنقيح تفاصيل العملية خلال عدة اجتماعات في بيروت حضرها ضباط الحرس الثوري الإيراني وممثلو أربع جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بما في ذلك حماس، التي تسيطر على السلطة في غزة، وحزب الله”.
هذا، ويرى مراقبون للوضع الحالي أن من شأن الدور الإيراني المباشر أن يخرج صراع طهران الطويل الأمد مع إسرائيل من الظل، مما يزيد من خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط؛ خاصة بعد تعهد مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار بمهاجمة القيادة الإيرانية إذا ثبت أن طهران مسؤولة عن قتل إسرائيليين.
