بعد أيام قليلة من وقوع الهجوم المباغت الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل، ارتفعت بالمقابل أسعار النفط وقيمة الدولار بشكل تلقائي وسريع، مما أثار القلق من جديد حول وقوع أزمة عالمية جديدة.
هذه المخاوف لها ارتباط بامدادات الوقود من المنطقة في ظل اتفاق بعض الدول المنتجة كالسعودية وروسيا على خفض انتاج النفط.
لكن يطرح السؤال دائما عند حدوث أي حرب أو أزمة اقتصادية جديدة، حول التداعيات التي تفرزها هذه المراحل السياسية والاقتصادية العصيبة على المملكة المغربية.
في هذا السياق، قال عمر الكتاني، الخبير الاقتصادي، إنه “في الحقيقة نحن في وضع صعب جدا بالنسبة للغلاء، والمسألة تتجه نحو مزيد من الإرتفاع لأن هذه حروب الآن منتشرة في مختلف مناطق العالم”، مشيرا إلى أنه من بين “أسلحتها مادة النفط والطاقة والاقتصاد وأيضا العلاقات المالية بين الدول والتي تبين على أننا سندخل في مرحلة جديدة”.
وأورد عمر الكتاني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن هذه “المرحلة الجديدة ستفرض علينا تغيير سلوكنا لأننا نملك سلوك ريعي واقتصادي وتجاري غير منتج وغير إصلاحي، بالإضافة إلى أنه سلوك غير ديمقراطي”، مؤكدا على أن “الأنظمة لا تريد إصلاح سلوكها، في غياب سياسة الاكتفاء الذاتي والتقشف وسياسة ترشيد الانفاق وأيضا الاستباق للكوارث”.
“هذه الاحداث تتسارع وتضعنا أمام أحداث غريبة، لأن الأسعار مشية نحو الإرتفاع ومازالت أمام الدولة فرصة لتصحيح الأوضاع، من اجل تغيير التوجهات وأيضا الفساد الذي يشوب بعض القطاعات والسلوك الاستهلاكي غير المنطقي”، يقول المتحدث.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن “الخطوات التي قامت بها روسيا والسعودية بتخفيض نسبة إنتاج النفط لها أبعاد سياسية واقتصادية، لأنهما يتوفران على قوة قادرة على قلب توازنات الموجودة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، مثال هناك دول بريكس أصبحت رافضة للهيمنة التقليدية للمعسكر الرأسمالي وأيضا الدول الإشتراكية أحدية القطب، بالإضافة أن دول عالم الثالث باتت تثور حول القوى الاستعمارية”.
