الطبعة 26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب

مشاركـــة قيـاسيـــة و احتفــاء بالأدب الإفـريقـــي
* تكريم بوجدرة والأعرج و مايسة باي واحتفاء بفكر مالك بن نبي
أكد محافظ الصالون الدولي للكتاب بالجزائر « سيلا»، محمد إقرب، أمس، أن الطبعة الـ 26 من هذه التظاهرة التي سيحتضنها قصر المعارض بالصنوبر البحري« صافيكس»،  خلال الفترة الممتدة من الـ 25 من شهر أكتوبر الجاري إلى الـ  4 من شهر نوفمبر المقبل بالجزائر العاصمة، تحت شعار «إفريقيا تكتب للمستقبل » ستشهد مشاركة قياسية بعدد غير مسبوق من دور النشر، مبرزا بأن هذا الحدث سيشهد من جهة أخرى تنظيم عدد كبير من الأنشطة الثقافية بمشاركة ما لا يقل عن 200 شخصية من الكتاب، والأدباء، والمؤرخين، إلى جانب خبراء في المجال الرقمي.

وأوضح إقرب في ندوة صحفية نشطها في قصر الثقافة مفدي زكريا، بمعية عدد من إطارات وزارة الثقافة والفنون، من أعضاء لجنة التنظيم، ، بأن هذا الحدث الثقافي سيضع «الكنوز الثقافية والأدبية الإفريقية» في دائرة الضوء، من خلال برنامج ثري يمتد طيلة أيام الصالون.
 وأشار المتحدث إلى أن هذا البرنامج، سيركز على اكتشاف المؤلفين ذوي الصيت الواسع عبر القارة السمراء، حيث سيتداول روائيون ومؤرخون وباحثون من إفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا وآسيا على حلقات نقاش حول التراث الثقافي والإبداع الأدبي، فضلا عن تحديات القارة في مطلع القرن الحادي والعشرين.
من جهة أخرى سيخصص صالون الجزائر الدولي للكتاب -حسب إقرب - ، فضاء هاما يتمحور حول النشر الرقمي، باعتباره موضوعا راهنا، مضيفا بأنه رغم أنه  سبقت الإشارة إليه في الماضي، غير أنه سيكتسي أهمية خاصة هذا العام، وقال إن  الهدف الأساسي منه يتمثل في جمع مهنيي صناعة الكتاب والعاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والرقمنة في فضاء واحد للنقاش في سبيل بلورة خطة عمل مشتركة للمستقبل، لا سيما وهو الموضوع الذي يفرض نفسه في واقعنا أيضا في ضوء عملية الرقمنة التي شرع فيها في مختلف القطاعات عبر الوطن بمبادرة من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
كما ستكون فلسطين التي سجلت حضورها على امتداد الدورات الماضية لصالون الكتاب بالجزائر، وتعيش حاليا لحظات مأساوية في تاريخها، حاضرة من خلال مشاركة أصواتها الإبداعية والفكرية ممثلة في كل من الكاتب إبراهيم نصر الله ويحيى يخلف، وغيرهم من الشخصيات الأخرى من أعضاء السفارة الفلسطينية بالجزائر.
كما سيتم ، إلى جانب ذلك – يضيف محافظ الصالون - إحياء الذكرى العاشرة لرحيل نيلسون مانديلا وكذلك الأمر بالنسبة إلى شاعر الثورة الجزائرية، مفدي زكرياء، الذي خط بدمه أبيات النشيد الوطني «قسما».
أما خارج أسوار أجنحة العرض والنشاط الثقافي الذي يجري على مستواها، ستستضيف الطبعة الـ26 من الصالون ندوة دولية حول « المشترك الصوفي الجزائري الإفريقي : قوة ناعمة من أجل مستقبل إفريقيا» تضع البعد الروحي للإسلام السني، الذي تشاركه الجزائر بعمق مع امتدادها الإفريقي، في دائرة الضوء،  وبالمثل يعقد في المكتبة الوطنية ندوة دولية حول مالك بن نبي وأعماله وفكره بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيله.
فرصة للتواصل المباشر بين الجمهور ومختلف الشخصيات الأدبية والفكرية
وستتاح الفرصة لجمهور «سيلا» بالمناسبة – حسب محافظ الصالون - مقابلة شخصيات أدبية وفكرية والتواصل المباشر معها، من خلال حضور النشاطات المكثفة التي سيشاركون في إثاء النقاش حولها، و من بينهم، كالیكست بیالا من الكاميرون، و تييرنو مونينمبو من غينيا، و رشيد بوجدرة،و مايسة باي  وواسيني لعرج وأمين الزاوي، و أكلي تاجر ، و فاطوماتا كايتا من مالي، و مانهوغنان كاكبو من بينين، وغيرهم، إلى جانب المؤرخين، تود شيبارد من الولايات المتحدة الأمريكية و مليكة رحال و عمار محمد عامر وفؤاد سوفي من الجزائر وغيرهم.
وبالإضافة إلى المحاضرات وجلسات النقاش حول مواضيع مختلفة ومتنوعة، ستتاح لزوار الصالون، من المهتمين بعالم الكتابة والنشر والإبداع الأدبي الفرصة لاكتشاف الروائيين والشعراء الشباب الموهوبين من جميع مناطق البلاد، بعدما أخذ يتألق نجمهم بثبات، لاسيما أولئك الذين توجوا بجوائز في العديد من المسابقات المتخصصة داخل أرض الوطن وخارجه.
وبلغة الأرقام يؤكد المنظمون أن هذه الطبعة تسجل مشاركة قياسية لم تحققها دورات صالون الكتاب من قبل، بما يؤكد مكانتها الرائدة في القارة الإفريقية، وفي العالم العربي وفي حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث سيشغل 1283 عارضاً من 61 دولة أجنحة الصالون النشطة، من بينها 18 دولة إفريقية، ويبلغ عدد العارضين الجزائريين المشاركين 268 عارضا إلى جانب 61 عارضا عربيا و 625 عارضا أجنبيا.
وفيما سيشهد الصالون تكريم ثلاث شخصيات أدبية كبيرة، تتمثل في كل من رشيد بوجدرة وواسيني لعرج ومايسة باي ، فقد كشف محافظ الصالون بأن عدد الأنشطة المبرمجة أيام التظاهرة  تبلغ 40 نشاطا ثقافيا وأدبيا، يشارك فيها ما لا يقل عن 200 شخصية وجهت لها الدعوة لإثراء النقاش حول مختلف محاور الندوات المبرمجة.
وتمت الإشارة في هذا الصدد إلى أن من بين هذه الأنشطة فإن جمهور «السيلا» سيكون على موعد مع العديد من الندوات، ففي « الفضاء الإفريقي» الذي سيحتضنه الجناح المركزي، من بينها ندوة  حول «الفكر الإفريقي وتأكيد الذات في القرن الواحد والعشرين » وندوة حول «المدينة والريف » و أخرى بعنوان «المدن في أعمال كاليكست بيالا» و « وهران في أعمال عبد القادر جمعي» و  «المدن والريف الإفريقي مع بداية دخول الاستعمار إلى البلاد الإفريقية»، و « المدينة في أعمال  محمد ذيب ».
كما سيشارك كتاب وروائيون من إفريقيا والجزائر في إثراء النقاش حول ندوة «من الموسيقى التقليدية إلى موسيقى الراب » وندوة أخرى حول« الكتاب الورقي والكتاب الرقمي وتداولهما في إفريقيا» فضلا عن ندوة أخرى حول « إرث فرانز فانون في العالم بين الأمس واليوم».
أما قاعة الطاسيلي، فستشهد تنظيم  ندوات أخرى متخصصة في الأدب والنقد حول «الحضور الثقافي الإفريقي في الخطاب السردي» و  « آفاق النقد العربي» بمشاركة كتاب وأدباء من مختلف البلاد العربية كمصر والسودان وتونس.
كما يتضمن برنامج ذات القاعة ندوات حول «التجريب في الرواية »، و « المرأة تكتب روايتها»، و « راهن الشعر الجزائري»، و « الرواية العربية بين المحلية والعالمية».
الكتابات حول ثورة الفاتح من نوفمبر في قلب النقاش
من جهة أخرى سينشط ثلة من المؤرخين الجزائريين والأجانب ندوة بمناسبة ثورة نوفمبر المجيدة ندوات بعنوان «نوفمبر في قلب السيلا»، تتضمن مناقشة العديد من من الإبداعات الأدبية التي تتناول تاريخ الثورة الجزائرية من بينها ندوة بعنوان «كتابات حول نوفمبر» وأخرى بعنوان «منارات مفدي زكريا».
وإلى جانب ذلك سيعكف كتاب وأدباء مقيمون في بلدان عربية وأجنبية على مناقشة قضايا أدبية لأدباء المهجر بعنوان « كتاب أدب الدياسبورا ( المهجر ) » فضلا عن مناقشة قضايا أخرى في عدد آخر من الندوات بعنوان « الكتابة المسرحية الراهن والتحولات»، و « كيف نكتب للأطفال والناشئة » وأيضا حول « إشكاليات الترجمة».
كما تم بذات المناسبة تسطير برنامج خاص بأنشطة ثقافية من تنظيم و وزارة الثقافة والفنون وأخرى للمجلس الإسلامي الأعلى وأيضا للمحافظة السامية للأمازيغية،  فضلا عن نشاط للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة».
وفي سياق ذي صلة سيشهد كل من الفضاء الإفريقي وقاعة الطاسيلي تنظيم عدد من المنصات لمناقشة قضايا أدبية أخرى حول «الرواية والقضية الفلسطينية مع الروائي إبراهيم نصر الله »، وأخرى حول « المستعربون الأفارقة وتحديات العولمة : قراءة سوسيو ثقافية».
أما على مستوى الفضاء الرقمي الذي ستحتضنه قاعة الأهقار والذي سيضم  المؤسسات الناشئة ذات العلاقة بالكتاب والرقمنة، والهيئات الأخرى كوزارة التربية اتصالات الجزائر و«السيريست»و غيرها، فسيتم تنظيم العديد من النشاطات الثقافية والندوات  حول كل ما يتعلق بالكتاب والرقمنة ونشر الكتاب الإلكتروني وتسويق الكتاب إلكترونيا، ومن بينها ندوة حول « ممارسة الكتابة في ظل الفضاء الرقمي »، يشارك في إثراء النقاش حول هذا الموضوع، كتاب وروائيون وباحثون.
وإلى جانب ذلك نقرأ عددا آخر من الندوات المتخصصة المبرمجة على غرار «الرقمنة في خدمة النشر» و «التعليم الرقمنة والكتاب الرقمي : الجوانب البيداغوجية والاقتصادية»، و ندوة أخرى حول «التسوق الرقمي للكتاب : تجارب ورهانات يشارك فيها ممثل شركة أمازون في شمال إفريقيا وممثلون عن منصات عالمية شهيرة أخرى». كما يتضمن البرنامج المسطر في ذات القاعة ندوة حول « الكتاب الرقمي والكتاب الصوتي، تجارب وتوجهات»،  و ندوة حول «حقوق المؤلف والبيانات الشخصية في ظل النشر والتسويق الإلكتروني للكتاب»، يشارك فيها خبراء ومختصون،  إلى جانب ندوة أخرى حول « الرقمنة والمكتبات الجوارية الجامعية : فرص وتحديات» وأيضا « دور الرقمنة في الحفاظ على التراث والذاكرة : فرص وتحديات»فضلا عن ندوات حول « الرقمنة والترجمة»، و «الذكاء الاصطناعي والكتاب الرقمي».  
 عبد الحكيم أسابع

تاريخ الخبر: 2023-10-12 00:25:09
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية