أمهات في غرف المداولة للمطالبة بنفقة أقارب
أمهات في غرف المداولة للمطالبة بنفقة أقارب
سالى الجباس
نظرًا لسوء الحالة الاقتصادية الحالية و زيادة أعباء الحياة و غلاء المتطلبات المعيشية الضرورية من مسكن و مأكل و علاج، نجد أن بعض الأمهات تعاني عدم قدرتها على الإنفاق على نفسها في حين أن لها أبناء ميسورين و لكن لا يشعر أبنائها بمعانتها و عدم قدرتها على سد احتياحتها و لا تجد من الحلول لمشكلتها.
فقد استقبلنا تلك المشكلة في بريد المشكلات القانونية و الاجتماعية
و نود أن نوضح و نؤكد أنه يحق للأم و الأب كبار السن المطالبة بنفقة لهم من أبنائهم الميسورين إذا لم يكن يحدث ذلك بصورة ودية، فيحق لهم رفع دعوى نفقة أقارب.
وإن لم يكن لهم أبناء لا يوجد ما يمنع قانونا مطالبة ابن الشقيق أو ابن الشقيقة، خاصة وإذا لم يكن هذا الشقيق أو الشقيقة على قيد الحياة، حيث أن الأسرة بمثابة الخلية الأساسية في المجتمع و صلة الرحم لها عدة اعتبارات مجتمعية و دينية.
جدير بالذكر يحق للنساء أن تطالب بنفقة أقارب لهن في حالة عظم توافر مورد رزق رغم أن ابيها موسر الحال ، فيحق قانونا أن ترفع الابنة كبيرة السن دعوى ضد أبيها للمطالبة بنفقة أقارب، وبالقياس على ذلك فيما يتعلق بـ”نفقة الحواشي فلا يوجد ما يمنع من أن تطالب الأخت أخيها بنفقة أقارب إذا كانت معسرة وحتى العمات والخالات والأعمام والخيلان يمكن لهم أن يطالبوا أبناء الأشقاء بنفقة أقارب.
و الجدير بالذكر أن قانون الأحوال الشخصية أعطى للأب الحق في رفع دعوى نفقة ضده ابنه أمام محكمة الأسرة، ولا يشترط لاستحقاقها أن يكون الأب أو الأم عاجزين عن الكسب، بل يقضي لهم بالنفقة ولو كانا قادرين على الكسب، وذلك لأن الشرع قد نهى عن إلحاق الأذى بهما وتركهما دون نفقة مع فقرهما.
وتقدر نفقة الأقارب بقدر الكفاية، أي بالقدر الذي يكفي الحاجة الضرورية لمعيشة طالب النفقة.