أكنت من السرّ المكتوم أن تختفي سبع قرون لتفوح والأفق طلق على المسارح الزهراء مددا لابن زيدون
هجرت قصر الحمراء بين أنفاس النّرجس و حفيف رياض الحمراء ونزعت قفطان البلاط وبحث بين المواكب عن الذات
وكنت لابن السّبعين طائعا للتجرّد فقد خيّرك بين حور العين و خلود الجنّة
فصمت النفس وتلحّفت سطح قمر رأفا بالفقراء و مشيت في الأسواق متعكزا تظلّل عنقك الغرارة سترا ولابن مدين تهت زجّالا متنغٌما و وشّاحا للطوائف جددت نغم الفريري وصاحب العقد الفريد والتحقت بابن تفليويت صاحب سرقسطة لما صاح واطرباه وقد شقّ قلبه إكبارا ونشدك دلالا
أن تلتزم الذهب ممشى لديارك وجعلت من الزجل مواّلا للسائل و التحاقا بماهية الخالق فابلغ لغرناطة السّلام تحيّة من ابن زملك فقد شرقت موشحاتك وغربت أسماطا أسماطا وأغصانا اغصانا إذا نشدت روحك موشحا فلكل بيت من زجلك غصن من الأعراس ودرت دوران الكواكب تنشد للسّماء آهاتك و صفائك حكمة للعابر واش علي أنا من الناس
واش على الناس مني تدفق الماء لروحك سلاما وصفاء وهذا أمر من شيخ الروحنيات أن تدثّر الصوفيّة فلثمت جبينك تجاعيد الكثبان وأطحت بالصولجان واتكأت على ما تهشّ به جذوع الخلجان
وآهات من دفّك زجلا تخلّد ذكرى الحبيب المصطفى و بين أسواق مكناس تفوح ساحة الهديم رنات بنديرك و دقدقة أبواب المنصور أ أساطير من ذكراك
وتفوح البهور من الشطحات العيساوية وتلتف الأيدي وراء الظّهور وتترنم القوفية على وقع خطى بن عيسى و قد وجد الهجران من فاس الى مكناس ملاذا للصّبر فالهاء هه هه هو اتحاد في ماهية الخالق و بين للورد والقدوم اكتمال القمر فأين أنت أيتها الذاّت هل تماهيت مع الوجود و انفصلت عن الملذات فحرّز ت نفسك حتى تنقاد مهرجانا للآهات و ذكرى لشويّخ من أرض مكناس وسط النّاس يغنّي.
