المغرب لن يقبل تهديد استقرار الصحراء وعلى الكابرانات الاستعداد لقوة الردع


الدار/ افتتاحية

المسيرة الحاشدة التي شهدتها مدينة العيون للتنديد بجريمة استهداف مدينة السمارة من طرف ميليشيات البوليساريو الإرهابية تؤكد بالملموس رفض ساكنة الأقاليم الجنوبية القاطع لتهديد الاستقرار والأمن الذي تنعم به المنطقة منذ عقود طويلة بفضل رعاية القوات المسلحة الملكية ويقظتها وحرصها. تهديد المدنيين الآمنين في مساكنهم وسط مدينة السمارة لا يمكن أبدا التساهل معه أو التجاوز عنه، ولعل هذه المسيرة المنددة تشكل أيضا مطلبا شعبيا للرد القاسي والحازم ضد أي عمل إرهابي يمكن أن يعيد المنطقة إلى أجواء الحرب وعدم الاستقرار ويبعث مشاعر الخوف والهلع في نفوس الأبرياء.

ومن المؤكد أن السلطات المغربية التي أخذت علما بما جرى قد هيأت الرد المناسب ووضعت نصب عينيها الخيارات الكاملة المفتوحة التي ستضمن أولا عدم تكرار ما جرى ثم الضرب بيد من حديد على يد مقترفي هذا الجرم الإرهابي وتجعلهم يدفعون الثمن باهظا. ولعل من بين أهم هذه الخيارات العمل الدبلوماسي الجبار الذي أطلقته وزارة الشؤون الخارجية بكافة ممثلياتها وهيئاتها من أجل دفع المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذا الخرق الإجرامي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار. وفي قلب هذه الجهود الدبلوماسية طبعا كشف حقيقة تورط الجزائر في هذه الأعمال وفي النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية برمته.

نحن نعلم علم اليقين أن العملية الإرهابية التي استهدفت الآمنين في السمارة ما كانت لتحدث أو تنفَّذ دون ضوء أخضر جزائري. ومسؤولية الجزائر عمّا ترتكبه البوليساريو من أعمال إرهابية ثابتة بموجب القانون الدولي باعتبارها بلد الاستقبال الذي يحتضن قواعد الانفصاليين ويسلّحهم ويموّلهم. نحن نرفض الاكتفاء بتحميل بن بطوش وحده مسؤولية ما حدث لأن قرارا عسكريا من هذا المستوى يتجاوزه ويتخطّى صلاحياته ونطاق مسؤولياته. وهذا هو الخطاب الذي تصر الدبلوماسية المغربية على إبلاغه إلى المنتظم الدولي كي لا نخطئ الطريق ونضِل عن الأسباب الجذرية والحقيقية لهذا النزاع. إنه نزاع مغربي جزائري خالص، افتعله الكابرانات نكاية في الوحدة الترابية لبلادنا ويرفضون على الرغم من التحولات الكبرى التي شهدها العالم التفريط في هذه الورقة لاعتبارات سياسية داخلية بالأساس.

المغرب طبعا لا يبحث عن الحرب ولا يريدها لكن إذا فُرض عليه هذا الخيار لحماية أمنه وحدوده فلن يتردد. وإلى جانب الخيار الدبلوماسي فإن خيار البندقية للرد على هذه الخروقات سيظل قائما. والغاية الأساسية من هذا الرد طبعا هو إرساء حالة الردع التي تجعل إرهابيي البوليساريو يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على ارتكاب جريمة من هذا النوع. الردع الذي قطع دابر العمليات الإرهابية على مدار عقود طويلة وقهر الانفصاليين منذ تدشين الجدار العازل ثم تعزز بفضل أسطول الطائرات المسيرة التي تعودت اقتناص رؤوس الإرهابيين الذين تسول لهم أنفسهم اختراق المنطقة العازلة. وإذا كان الكابرانات يعتقدون أن دم شهداء السمارة سيذهب سُدىً فهم واهمون.

لقد ولّى زمن الصبر على الأذى حرصا على الأخوة والقرابة القومية والثقافية والتاريخية. اليد الممدودة للجزائر باستمرار لا تعني تجاهل المؤامرات والمخططات الهادفة إلى تهديد استقرار بلادنا وأمنها. وقد رأى الكابرانات في السنوات القليلة الماضية قوة الردع التي تمثلها الطائرات المسيّرة وعمليات “التبندير” التي أطاحت برؤوس الإرهابيين المدعومين من طرفها. ومستقبلا سترى قيادة الكابرانات أكثر من ذلك على مستوى الدروس العسكرية والأخلاقية المفيدة. وإذا كانت الهزائم السياسية والدبلوماسية التي حصدوها في السنوات الأخيرة تدفعهم إلى خيارات يائسة من هذا النوع الذي ينطوي على الغدر وترويع الآمنين فإن عليهم الاستعداد مستقبلا للمزيد من الهزائم المستفزة. لكن أيّ مغامرة غير محسوبة على غرار جريمة السمارة ستُقابل هذه المرة برد مزلزل.

تاريخ الخبر: 2023-11-06 09:25:05
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

العيون.. تخليد الذكرى الـ 68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-17 00:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

جرسيف .. الاحتفاء بالذكرى ال68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-17 00:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية