هل مشاركة “البوليساريو” وراء تأجيل القمة العربية الإفريقية؟


 

لن تنعقد القمة العربية الإفريقية التي كان مزمعا أن تحتضن المملكة السعودية أشغال نسختها الخامسة في وقتها المحدد، وهو يوم السبت المقبل، وفقا لما أعلنته الرياض مساء أمس الثلاثاء في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، أشار إلى أن القرار اتخذ بالتنسيق مع أمانة جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، لاعتبارات “إقليمية”.

 

 

وتتضارب الروايات بشأن دواعي هذا التأجيل المفاجئ، فبينما عزته الرياض إلى التطورات الجارية في غزة ارتباطا بالحرب الإسرائيلية التي استدعت الدعوة لانعقاد قمة عربية غير عادية وأخرى إسلامية تختصان ببحث الأزمة الحالية وما تشهده من تداعيات إنسانية خطيرة؛ كشفت جبهة “البوليساريو” بالمقابل، أن استبعاد مشاركتها في هذا المحفل العربي الإفريقي هو مرد قرار التأجيل.

 

 

الإعلان عن ذلك، حمله بيان صادر عن الجبهة الانفصالية، زعمت فيه أن “المغرب فشل للمرة السادسة في كسر الإجماع الإفريقي” حول حضورها أشغال القمة، وأضافت أن “المملكة حاولت إقصاء عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي” في إشارة إليها، لافتة إلى أن “دولا وحكومات إفريقية رأت في عقد مؤتمر شراكة كهذا، دون حضور جميع الدول الأعضاء في الاتحاد، سيعتبر إجحافا وتناقضا صارخا مع المبادئ المؤسسة للاتحاد الإفريقي”.

 

 

ويبدو أن قرار التأجيل حسم سلفا أي قبل 07 نونبر الجاري، وهو ما تؤكده وثيقة صادرة عن سفارة الرياض بأديس أبابا الإيثيوبية موجهة إلى مفوضية الاتحاد الأفريقي ومجلس رئاسة الاتحاد طلبت إحالتها وإبلاغها إلى كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، تتحدث عن توصل التمثيلية الدبلوماسية برسالة من السعودية بشأن تأجيل قمة الشراكة المذكورة، مقابل الإبقاء على انعقاد القمة السعودية الإفريقية الأولى في العاشر من نونبر كما هو مخطط له ودون تغيير. حسب المراسلة التي اطلعت عليها “الأيام 24”.

 

 

وسبق للمغرب أن انسحب بمعية ثماني دول عربية من مؤتمر القمة العربية الإفريقية الرابعة الذي أقيم في عاصمة غينيا الاستوائية مالابو عام 2016، بسبب حضور “البوليساريو”، ما حدا بالمجلس الوزاري للقمة إلى نقل الخلاف بشأن مشاركة خصوم المملكة إلى اجتماع القادة. وظل الخلاف قائما حينها ما تسبب في نسف الاجتماع وسط تباين في الرؤى بين الجانبين العربي والإفريقي، ففي الوقت الذي تمسكت فيه الجامعة العربية بإبعاد وفد الجبهة من القمة، أصرت مفوضية الاتحاد الإفريقي على مشاركته.

 

تهويل ومظلومية

مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتحي، استبعد أن يكون سبب تأجيل دورة هذه السنة من لقاء القادة العرب والأفارقة على الأراضي السعودية، مرتبط بما أعلنت عنه “البوليساريو” في بلاغها سالف الذكر، مبرزا في تصريح لـ”الأيام 24″ أن الادعاء بغير ما جاء في بيان الخارجية السعودية هو “تهويل وتكهنات خارج النص”.

 

 

ويرى الفاتيحي أن ما وصفه بـ”خطاب المظلومية” الذي جنحت إليه “البوليساريو” مفضوح، طالما أن القرار ينص على تأجيل موعد التئام الدول العربية والإفريقية إلى تاريخ لاحق وليس إلغاء، موردا أن الخطوة “حكمتها أسباب تقنية ولوجيستية بالتزامن مع زحمة الأنشطة في السعودية، خصوصا وأنها هي المعنية بأن تكون مخرجات ما ينظم على ترابها على قدر كبير من الكفاءة والمهنية والفعالية”.

 

 

بالرغم من أن الفاتيحي يميل إلى حصر مرد إرجاء انعقاد القمة العربية الإفريقية إلى ما أعلنته الرياض، لكن ذلك لم يمنعه من التأكيد على أحقية المغرب في العمل على إفشال أي مخطط يروم إشراك كيان غير معترف به دوليا في اللقاءات الإقليمية التي يفترض أن تحضرها الدول المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

 

عرف يجب أن ينتهي 

يوضح الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية تعليقا على ما ورد في بلاغ “البوليساريو”: “ليس أمرا جديدا، هذا حال المملكة المغربية التي تتحرك في إطار ضرورة الالتزام بالقانون الدولي”، فالجبهة، يشدد الفاتيحي، “ليست تنظيما شرعيا على المستوى الدولي والإقليمي فقط، بل هي تنظيم إرهابي يهاجم الأحياء المدنية ويثير الرعب والهلع في صفوف المدنيين المسالمين العزَّل، كما هو الحال بالنسية لما حدث في مدينة السمارة المغربية من هجوم خلَّف ضحايا من الأبرياء وهم نيام، وهي الجريمة التي تبنتها “البوليساريو” الانفصالية”.

 

 

وسجل المتحدث أن “المغرب يحرص على الوفاء بالتزامات الدول مع مبادئ القانون الدولي، والتي لا تستوجب اعترافا بالكيانات كدول من قبل الأمم المتحدة وفقا للمبادئ المنصوص عليها في الاعتراف بالدول وبالحكومات”، مردفا: “فطالما أن الجبهة لا تتوفر على هذه الصفة، فإن مسألة حضورها وفقا لعرف كان قد حدث في مرحلة تاريخية مشحونة أو ربما لم تكن دقيقة يجب أن ينتهي”.

 

 

هذا الوضع “يجب تصحيحه”، يشدد الفاتحي، مشيرا إلى أن “المغرب سيواصل التعرض والترافع ضد الحضور غير القانوني لكيان وهمي وتنظيم إرهابي لا يتوفر على أي اعتراف من أي منظمة إقليمية أو دولية، عدا الاتحاد الإفريقي في فترة تاريخية تميزت بهيمنة الحزب الوحيد وحصل على العضوية بدعم من مجموعة من الدول الدكتاتورية”.

تاريخ الخبر: 2023-11-08 15:09:02
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 69%
الأهمية: 80%

آخر الأخبار حول العالم

انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:25:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

بين فيتنام وغزة – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:22:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

في سوق الأسهم .. هل عليك بيع أسهمك في مايو وإعادة الشراء في نوفمبر؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:00
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية