لا يزال الاحتقان التعليمي يخيم على تفاصيل المعركة التي تخوضها الشغيلة التعليمية ضد وزارة بنموسى، حيث فضلت من جديد النزول إلى شوارع الرباط للاحتحاج أمام وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وأمام البرلمان تعبيرا عن رفضها القاطع للنظام الأساسي الجديد.
ورغم الحوار الذي أجراه رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية يوم 30 أكتوبر للتوافق على حل نهائي ينهي الخلاف الحاصل، تبين أن اللقاء لم يعطي أكله في ظل الإنزال الحاشد لنساء ورجال التعليم أمس الثلاثاء، الذي أظهر مدى تشبث الأساتذة الغاضبين بمطالبهم التي يعتبرونها “حقا مشروعا بدون مزيادات”.
ويقابل هذا التصعيد التعليمي، دعم الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، التي سبق أن نددت بالأوضاع المشحونة والاضطرابات اليومية، حيث دعت أكثر من مرة إلى ضرورة التدخل الحكومي لإنقاذ المدرسة العمومية.
تعليقا على هذه الأحداث، قال الصادق الرغيوي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، إن “ما يحدث الآن في الساحة التعليمية جاء نتيجة لابتعاد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن المنهجية التشاركية التي تم تنزيلها لمدة سنة ونصف تقريباً، بعد مصادقة المجلس الحكومي على مسودة النظام الأساسي الجديد، منفردة دون اتخاذ رأي النقابات المهنية الأكثر تمثيلية”.
وأكد الصادق الرغيوي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “كان هناك اتفاق بين النقابات والوزارة يرمي على ضرورة توافق على النسخة النهائية، وأن أزيد من 11 سنة لم يتم حل الملف بين الطرفين”، مشددا على أن “أفق الإنتظار لنساء ورجال التعليم واسعة جداً لضمان نظاما منصفا وعادلا ومحفزا”.
وأشار القيادي النقابي أن “النسخة التي وافق عليها المجلس الحكومي جاءت مخيبة لأمل الشغيلة التعليمية، الأمر الذي أدى إلى إحتقان غير مسبوق في الساحة التعليمية”، مشيراً إلى أن “كل الفئات رفضت النظام الأساسي في صيغته الحالية”.
وتابع المتحدث عينه أنه “تم استقبالنا من طرف رئيس الحكومة يوم 30 أكتوبر، حيث تم توقيع اتفاق مبدئي من أجل الشروع في العمل لإعادة النظر في النظام الأساسي الجديد، وإدخال التعديلات الممكنة التي تريدها الشغيلة التعليمية”، موضحا: “ننتظر استدعاء من طرف وزير التشغيل يونس سكوري، للحوار من أجل إدخال التعديلات الجديدة”.
وأبرز الرغيوي أن “موظفي وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة نفذ صبرهم الذي دام لأزيد من 12 سنة”، مردفا أنه “ينبغي الآن الإستجابة للمطالب من طرف الحكومة، والتي تخص التعويضات والأجور بالإضافة إلى تصفية بعض الملفات العالقة في وزارة بنموسى”.
ويستبعد الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم فرضية حدوث سنة بيضاء، قائلا: “لا أعتقد أن تكون هناك سنة بيضاء، لكن يجب بدل مجهودات وتضحيات من رجال ونساء التعليم الذين ضحوا بالغالي والنفيس منذ سنوات طويلة”.
