شهدت مدينة عنابة وضواحيها، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، تساقطا غزيرا للأمطار، تبعته سيول قادمة من المرتفعات وجبال الإيذوغ، ما تسبّب في تجمع للمياه في أحياء البلديات المنخفضة، منها عنابة، البوني، سيدي عمار، الحجار، واستدعى تشكيل فرق تدخل مختلطة بين ديوان التطهير والمصالح التقنية للبلديات، عملت على امتصاص المياه وجهر البالوعات، بعد أن تحولت بعض الطرقات والمسالك إلى مسطحات مائية.
وحسب ما عاينته النصر، فقد كانت التدخلات بسيدي سالم، بوخضرة، 8 مارس سيبوس أكبر الأحياء تضررا لوقوعها في مستوى سطح البحر قبالة الشواطئ، مع غزارة الأمطار وامتلاء القنوات القديمة المهترئة المبرمج إعادة تهيئتها، حيث لم تساعد في طرح المياه إلى البحر وتسببت السيول الجارفة المحملة بالأتربة في انسداد جميع مجاري المياه وتحولها إلى كتل من الطمي، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه وغمر الطرقات وتسرب المياه إلى البيوت في هذه الأحياء، حيث عانى السكان ليلة كاملة في صرف المياه ومحاولة إزالة انسداد قنوات الصرف القريبة من سكناتهم، على أمل انخفاض منسوب المياه الذي واصل ارتفاعه مع تواصل تساقط الأمطار دون توقف.
كما أدت الأمطار الغزيرة المتساقطة، إلى القطع المؤقت للعديد من الطرقات والأنفاق الأرضية بأحياء متفرقة، نتيجة لانسداد مجاري وقنوات المياه، بفعل السيول الجارفة القادمة من مرتفعات جبال الإيذوغ، ما تسبب في عرقلة حركة المرور، خاصة على مستوى الكورنيش، حيث غمرت المياه طريق شاطئ «شابي» وصعبت مرور السيارات والسكان القاطنين بالمنطقة.
من جهته قام ديوان التطهير بتشغيل جميع محطات الرفع الموزعة عبر بلديات الولاية، للتخفيف من أثار الفيضانات وإبقاء العاملين مناوبين 24 ساعة إلى غاية تحسن الوضعية الجوية، بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية والأشغال العمومية، التي تدخلت لتصريف المياه في جميع النقاط السوداء منها الأنفاق الأرضية على مستوى حقل مارس و سيدي عمار. كما أرجع مواطنون سبب الفيضانات بأحياء سيدي سالم، سيبوس وبوخضرة، إلى اهتراء قنوات صرف المياه والصرف الصحي، التي يعود تاريخ إنجازها إلى سنوات الستينيات، كونها أحياء عتيقة تقع مقابل شاطئ البحر، لم تشملها مشاريع إعادة تهيئة قنوات صرف المياه، التي عرفتها أغلب أحياء مدينة عنابة ضمن المشاريع الضخمة لحمايتها من الفيضانات.
وفي ذات السياق، يجري إنجاز مشروع ضخم لصرف المياه على مستوى محيط حي سيبوس، يتضمن إنجاز محطة للرفع وتعلية الوادي وخرسنته، في إطار مخطط حماية ميناء عنابة وتصريف المياه بالمناطق المجاورة له ومنها المياه القذرة. كما خلف الاضطراب الجوي المصحوب بالتساقط الغزير للأمطار، هدما جزئيا وتشققات على مستوى السكنات الهشة والبيوت القصديرية بعدة مناطق، كما تابع رئيس بلدية سرايدي وضعية المدارس، نتيجة للرياح القوية والأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة والوقوف على مدى توفر التدفئة والوجبات الساخنة، حيث من المتوقع تساقط الثلوج على مرتفعات سرايدي مع تواصل الاضطراب الجوي.
وسجلت مصالح الحماية المدنية عدة تدخلات ومعاينة بعض حوادث المرور، جراء صعوبة القيادة مع الاضطراب الجوي الذي بدأ زوال يوم الثلاثاء، كما انحرفت سيارة على مستوى الطريق الوطني رقم 44 مقابل حي الريم، ما استدعى تدخل رافعة الأشغال العمومية، لإخراجها من المجرى المائي.
وعلى إثر الاضطراب الجوي، شكلت مصالح ولاية عنابة خلية يقظة، لمتابعة الأوضاع ورصد تطورات التساقط الغزير للأمطار بالأحياء والقطاعات الحضرية الموجودة تحت سطح البحر، فيما قامت مصالح أمن الولاية ودرك عنابة، على إثر التقلبات الجوية، بالتدخل على مستوى الطرقات والأحياء والنقاط السوداء التي تشهد فيضانات وعرقلة في حركة المرور. إلى جانب التحسيس لفائدة سائقي مختلف المركبات، بإسداء جملة من النصائح والإرشادات المتعلقة بضرورة احترام قانون المرور وقواعد السياقة السليمة أثناء التقلبات الجوية والتبليغ عن النقاط السوداء.كماتدخلت إسعافات الحماية المدنية، ليلة أول أمس، في حدود الساعة العاشرة ليلا، على مستوى حي بني محافر ببلدية عنابة، لإخماد حريق شب في شقة سكنية، حيث تمت السيطرة على الحريق ومنعه من الانتشار، خلف إصابة رجل 68 سنة وامرأة 68 سنة وطفل 17 سنة، بمشاكل في التنفس، مع تسجيل خسائر مادية تمثلت في أفرشة وأغطية. وتم فتح تحقيق في أسباب الحريق.
حسين دريدح
