وأتى الهجوم في يوم تحيي أوكرانيا ذكرى "جرائم" ارتكبها السوفيات في عهد جوزف ستالين في حق الأوكرانيين في ثلاثينات القرن الماضي خلال المجاعة الكبرى التي تسببت بوفاة الملايين.
صباح السبت، قال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 71 مسيرة هجومية من طراز شاهد أطلقتها روسيا ليلا.
وأوضح أن "غالبيتها دمرت في منطقة كييف".
وأصيب خمسة أشخاص بينهم طفل في الحادية عشرة في هذا الهجوم على ما ذكرت السلطات المحلية في كييف.
واستمر الانذار الجوي في كييف مدة ست ساعات، وتسبّب الهجوم بسقوط حطام واندلاع نيران وبأضرار لحقت بأبنية في العاصمة، على ما قال رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو.
وأضاف "يستمر العدو في زرع الرعب والإرهاب".
وتسبب الهجوم أيضا، بانقطاع التيار الكهربائي عن عشرات الأبنية السكنية وأكثر من مئة منشأة.
وقالت وزارة الطاقة في بيان "صبيحة 25 تشرين الثاني/نوفمبر تسبب هجوم واسع شن بمسيّرات بانقطاع خط للتوتر العالي". وأضافت "نتيجة لذلك انقطع التيار عن 77 مبنى سكنيا و120 منشأة في وسط العاصمة".
وكثرت الهجمات بواسطة المسيّرات في الأشهر الأخيرة إن من جانب روسيا أو أوكرانيا.
فأكدت روسيا الجمعة أنها دمرت 16 مسيّرة أوكرانية في جنوب البلاد وفوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا العام 2014 وتستهدفها كييف بانتظام بسبب موقعها الاستراتيجي في البحر الأسود.
وفي اليوم نفسه قال الجيش الأوكراني إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ليلا ثلاث مسيّرات هجومية إيرانية الصنع أطلقتها القوات الروسية.
ذكرى المجاعة
وأتى هجوم السبت فيما تحيي أوكرانيا ذكرى "هولودومور"، المجاعة الكبرى التي تعرض لها الملايين في البلاد في عهد الزعيم السوفياتي الراحل ستالين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن "أكثر من 70 مسيرة في ليلة ذكرى المجاعة الكبرى... القيادة الروسية فخورة بواقع أنها قادرة على القتل".
وشدد في بيان "يستحيل علينا نسيان جرائم الإبادة الفظيعة التي تكبدها الأوكرانيون خلال القرن العشرين، ناهيك عن فهمها والصفح عنها".
وشكر زيلينسكي كذلك الدول التي أقرت رسميا أن هذه المجاعة هي "جريمة إبادة متعمدة".
في منتصف تشرين الأول/أكتوبر وصّفت الجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا هذه المجاعة بأنها إبادة، لتحذو بذلك حذو البرلمان الأوروبي الذي اعتمد هذا التوصيف قبل سنة على ذلك.
وقضى أربعة إلى ثمانية ملايين في أوكرانيا في المجاعة الكبرى بين العامين 1932 و1933 على خلفية تأميم الأراضي التي خطط لها بحسب مؤرخين، ستالين لقمع التطلعات القومية والاستقلالية لهذا البلد الذي كان يومها جمهورية سوفياتية.
وترفض روسيا من جهتها رفضا قاطعا تصنيف المجاعة على أنها إبادة، وتشدد على أن المجاعة الكبرى في الثلاثينات لم تحصد ضحايا أوكرانيين فقط بل من الروس وشعوب أخرى أيضا.
© 2023 AFP