الشركة تهدف للحد من العجز التمويلي الذي تعاني منه البنية التحتية

وافق مجلس النواب على مشروعى قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 474 لسنة 2023 بشأن الموافقة على اتفاقية تأسيس “شركة أفريقيا 50 لتطوير المشروعات” وانضمام جمهورية مصر العربية إلى الاتفاقية، وقرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 475 لسنة 2023 بشأن الموافقة على اتفاقية تأسيس “شركة أفريقيا 50 لتمويل المشروعات” وانضمام جمهورية مصر العربية إلى الاتفاقية.

وقد أدى ضعف البنية التحتية في منطقة أفريقيا إلى تقليل النمو الاقتصادي بنسبة 2% كل عام ، وخفض الإنتاجية بمعدل 40%، وحاليا فإن 38% من سكان أفريقيا لديهم القدرة على الحصول على الكهرباء، وأقل من 10% لديهم خدمات الإنترنت، و25% فقط من الطرق الأفريقية ممهدة، وتصل الفجوة المالية لتوفير خدمات البنية التحتية من 130 إلى 170 مليار دولار سنويا، لذا فقد وقع كلا من البنك الأفريقي للتنمية ومنصة الاستثمار Africa50 ومنتدى المستثمرين السياديين في أفريقيا (ASIF)، اتفاقية للتعاون في تطوير مشاريع البنية التحتية المراعية للبيئة والمقاومة لتغير المناخ في جميع أنحاء أفريقيا، وستعمل الكيانات الثلاثة معا على حشد التمويل ودفع عجلة تنمية المهارات والخبرات في قطاع البنية التحتية، وتم التوقيع في 20 يونيو 2022 في العاصمة المغربية الرباط، خلال حدث إطلاق منتدى المستثمرين السياديين الأفارقة، وتعمل المنصة التي تم تشكيلها على تسريع التنسيق لتعبئة رأس المال الصبور من أجل تنمية القارة.

وقد أنشأ البنك الإفريقي للتنمية صندوق إفريقيا 50 لتزويد القارة الإفريقية بآلية تمويل مبتكرة تتيح تطور تعبئة الموارد على نطاق واسع وجذب التمويلات الخاصة لامتصاص عجز البنية التحتية بها، ويحفز الصندوق المزيد من التدفقات الاستثمارية لتطوير البنية التحتية الحيوية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، مع التركيز على قطاعات الطاقة والنقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمياه ، وذلك بهدف الحد من العجز التمويلي الذي تعاني منه تلك القطاعات في القارة الأفريقية، بحيث يستهدف الصندوق تضييق الفترة الزمنية بين تاريخ طرح فكرة المشروع وجمع التمويل وحشد الموارد اللازمة، وهو من شأنه أن يسهم في تنفيذ عدد أكبر من مشروعات البنية التحتية على المدى القصير والمتوسط ، ويستثمر البنك الأفريقي للتنمية 20 مليون دولار في رأس المال في صندوق تسريع البنية التحتية التابع للمنصة، ومن بين المستثمرين الآخرين مؤسسة التمويل الدولية، وهيئة الاستثمار السيادي النيجيري، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، وبنك غرب أفريقيا للتنمية، وصندوقي الودائع والأمانات لسنغال وبنن، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في توغو، ومجموعة “CDG Invest”، والمجموعة التجارية وفا بنك المغرب، ويهدف صندوق إفريقيا 50 إلى الاستثمار في مجال البنية التحتية، ويتخذ الصندوق شكل مؤسستين هما إفريقيا 50 لتطوير المشروعات، وإفريقيا 50 لتمويل المشروعات، وتهدف المؤسسة الأولى إلى استثمار رأس المال في المراحل المبكرة من دورة تطوير المشروع حتى الإغلاق المالي، بينما تهدف المؤسسة الثانية إلى تطوير البنية التحتية في دول أفريقيا، من خلال تعبئة الموارد اللازمة للتمويل من مصادر متنوعة.

تعظيم الاستفادة من الاتفاقيات

من جانبه أوضح النائب محمد أبو العنيين وكيل مجلس النواب أن تأسيس شركة «أفريقيا 50» فرصة لزيادة الربط مع القارة، مشددا على ضرورة تعظيم الاستفادة من الدراسات المتخصصة بشأن تطوير المشروعات الجديدة المرتبطة بإفريقيا، منوها أن مصر لديها مشروعات ضخمة تربط مصر بإفريقيا وآن الأوان لتعظيم الاستفادة من الاتفاقيات بشكل جدَي وتعظيم القيمة المضافة للعمل في القارة، موضحا أن أفريقيا غنية بالثروات الطبيعية والبشرية ولكنها تفتقر إلى وجود بنية تحتية مما يعمل على زيادة فرص الاستثمار المصري في القارة، فهناك مثلا نحو 600 مليون مواطن في إفريقيا يفتقدون للكهرباء وهي فرص استثمارية كبيرة، مطالبا بضرورة إعداد مبادرات ودراسات متخصصة وتعظيم الاستفادة كي تلعب مصر دورا كبيرا في إفريقيا.

إضافة مطلوبة

من جانبه قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق إن مصر قامت بكل شئ متاح سواء على المستوي العربي أو الإفريقي لزيادة التجارة، ولكن من الواضح أن ما نحتاج إليه لا نستطيع إنتاجه ونقوم باستيراد معظم احتياجاتنا، أما فكرة إنشاء شركة لتمويل المشروعات فلم تكن متواجدة من قبل لكن الأمر يتطلب وجود شركات للتعامل مع الدول الأفريقية خاصة في مجال الأخشاب والخضروات والفاكهة لتكون جهة ممولة للاستيراد من الدول الأفريقية بدلا من الاستيراد من الدول الأوربية، منوها أن شركة أفريقيا 50 هى لتمويل البنية التحتية والتي تضمن العديد من الأعمال كبناء الطرق والكباري وتمويل محطات الكهرباء ومحطات المياه للشرب وأخرى للصرف الصحي وأخرى للزراعة بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات وهذه المنشآت لا تعود بايرادات ولكن عندما تخدم مشروعات أخري سيرجع المردود الخاص بها، مشددا على أن اشتراك مصر في هذه الشركة لا يتعارض مع كونها عضو في البنك الآسيوي للبنية التحتية، حيث أن مثل هذه الخدمات كثيرة وتحتاج إلى أكثر من جهة لتمويلها، وهى تعتبر إضافة مطلوبة ونحن نحتاج إلى عشرات الشركات من هذا النوع لأجل تغطية ما نحتاج إليه في بناء البنية التحتية.