الحملات الصليبية

عودة للموسوعة

الحملات الصليبية

معركة ساحة الدم، منمنمة 1337

الحملات الصليبية أوالحروب الصليبية بصفة عامة اسم يطلق حاليا على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها اوروبيون ما بين اواخر القرن الحادي عشر الى الثلث الاخير من القرن الثالث عشر (1096 - 1291)، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان ، واسميت بهذا الاسم لان الذين اشهجروا فيها كانوا يخيطون على البستهم على الصدر والكتف علامة الصليب من قماش احمر . كانت السبب الرئيس في سقوط البيزنطيين بسبب الدمار الذي كانت تخلفه الحملات الاولى المارة في بيزنطة(مدينة القسطنطينية) عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وتحول حملات لاحقة نحوها.

التاريخ

من سلسلة منطقات عن
المسيحية

الأسس والعقائد
يسوع المسيح
الثالوث الأقدس (الأب ، الابن ، الروح القدس)
كرستولوجيا· الكتاب المقدس·
فهم اللاهوت المسيحي. قانون الإيمان
تلاميذ المسيح· الكنيسة· ملكوت الله· إنجيل
تاريخ المسيحية· الخط الزمني

الكتاب المقدس
العهد القديم· العهد الجديد
الوصايا· عظة الجبل
الولادة· قيامة يسوع· الإرسالية الكبرى
الوحي· الأسفار· القانون· أبوكريفا
التفسير· السبعينية· الترجمات

الثيولوجيا المسيحية
تاريخ الثيولوجيا· الدفاع
الخلق· سقوط الإنسان· الميثاق· الشريعة
النعم· الإيمان· الغفران· الخلاص
تقديس· تأله· العبادة
فهم الكنيسة· الأسرار المقدسة· الأخرويات

التاريخ
المبكرة· المجامع المسكونية· العقائد
الانشقاق· الحملات الصليبية· الإصلاح البروتستانتي

مسيحية شرقية
أرثوذكسية شرقية· أرثوذكسية مشرقية
مسيحية سريانية· كاثوليكية شرقية

مسيحية غربية
كاثوليكية غربية · بروتستانتية
كالفينية · معمدانية · لوثرية
أنگليكانية· تجديدية العماد
إنجيلية · ميثودية . مورمونية
أصولية · ليبرالية · خمسينية
كنيسة الوحدة · . شهود يهوه
فهم مسيحي . توحيدية . الأدفنتست
مواضيع مسيحية
الفرق· حركات· محاولات التوحيد المسيحية
موعظة· الصلاة· موسيقى
ليتورجيا· افخارستيا· الرهبنة· تقويم· الرموز· الفن

شخصيات مهمة
رسل المسيح الاثنا عشر. الرسول بولس
آباء الكنيسة. قسطنطين. أثناسيوس· أوغسطينوس
انسيلم· الأكويني· بالاماس· ويكليف
لوثر· كالفن· جون ويزلي

بوابة المسيحية

    

اتىت بداية الحروب الصليبية في فترة كانت فيها اوروبا قد تنصرت بالكامل تقريبا بعد اعتناق الفايكينج والسلاف والمجر للمسيحية .فكانت طبقة المحاربين الاوروبيين قد اصبحوا بلا عدولقتاله ، فاصبحوا ينشرون الرعب بين السكان ، وتحولوا الى السرقة وبتر الطرق والقتال في ما بينهم ، فكان من الكنيسة ان حاولت التخفيف بمنع ذلك ضد جماعات معينة في فترات معينة من اجل السيطرة على حالة الفوضى القائمة .وفي ذات الوقت افسح المجال للاوربيين للاهتمام بموضوع الارض المقدسة التي سيطر عليها المسلمون منذ عدة قرون ولم يتسن للاوربيين الالتفات لها لانشغالهم بالحروب ضد غير المسيحيين من الفايكنج والمجريين الذين كانوا يشكلون المشكلة الاقرب جغرافيا سابقا ، وكذلك بدأت الكنيسة تلعب دورا في الحرب الاستردادية في اسبانيا ، حيث قام البابا الكسندر الثاني عام 1063 بمباركة المحاربين الذاهبين الى الاندلس ، الامر الذي لعب دورا كبيرا في تكوين فكرة الحرب المقدسة.

كذلك كانت جذور الفكرة الصليبية قد بدأت بالظهور عندما بدا ان المسلمين يضطهدون المسيحيين في الديار المقدسة عندما هدمت احدى الكنائس في القدس ، وان كان قد اعيد بناؤها فيما بعد. وفي هذه الظروف التاريخية ، كان شن حروب الى ما وراء البحار باسم هداية الناس الى الطريق السليم والدفاع عن الاخوة في الارض المقدسة فكرة لاقت ترحيبا في صفوف الاوروبيين.


الأسباب والدوافع

أسبابها

كانت الحروب الصليبية هي الفصل الأخير من مسرحية العصور الوسطى؛ ولعلها أجد الحوادث بالتصوير في تاريخ أوربا والشرق الأدنى، ففيها عمد الدينان العظيمان- المسيحية والإسلام-، آخر الأمر، وبعد قرون من الجدل والنقاش، إلى الفيصل الأخير فيما بين بني الإنسان من نزاع، ونعني به محكمة الحرب العليا؛ وفيها بلغ جميع تطور في العصور الوسطى، وكل توسع في الشؤون التجارية والديانة المسيحية، وكل تحمس في العقيدة الدينية، وكل ما في الإقطاع من قوة، وفي الفروسية من فتنة وبهجة، وبلغ هذا كله غايته في حرب دامت مائتي عام في سبيل البشرية والأرباح التجارية.

أول سبب مباشر للحروب الصليبية هوزحف الأتراك السلاجقة. وكان العالم قبل زحفهم قد كيف من الممكن أن نفسه لقبول سيطرة المسلمين على بلاد الشرق الأدنى. وكان الفاطميون حكام مصر قد حكموا فلسطين حكماً سمحاً رحيماً؛ استمتعت فيه الطوائف المسيحية بحرية واسعة في ممارسة شعائر دينها إذا استثنينا بعض فترات قصيرة قليلة. نعم إذا الحاكم بأمر الله، الخليفة المجنون، دمر كنيسة الضريح المقدس (1010)؛ ولكن المسلمين أنفسهم قدموا المال الكثير لإعادة بنائها(1). وقد وصفها الرحالة المسلم ناصر خسروبأنها بناء واسع الجنبات تتسع لثمانية آلاف شخص، بذل في بنائها أعظم ما يستطاع من الحذق والمهارة، وزين جميع مكان في داخلها بالنسيج الحريري البيزنطي المطرز بخيوط المضى، ورسم فيها المسيح عليه السلام راكباً على ظهر حمار(2)؛ وكان في أورشليم كنائس أخرى كثيرة؛ وكان في وسع الحجاج المسيحيين حتى يدخلوا الأماكن المقدسة بكامل حريتهم؛ وكان الحج إلى فلسطين قد أصبح من زمن بعيد إحدى شعائر العبادة أوالتوبة من الذنوب، فكان الإنسان أينما سار في أوربا يلتقي بحجاج يدلون على أنهم أدوا هذه الشعيرة بأن يضعوا على أثوابهم شارة في شكل الصليب من خوص النخل اتىوا به من فلسطين؛ ويوصف هؤلاء في كتاب بيرز بلاومان Piers Plowman بأنه "كان من حقهم حتى يكذبوا ويخادعوا ما بقي من حياتهم(3)". لكن الأتراك انتزعوا بيت المقدس من الفاطميين في عام 1070، وأخذ الحجاج المسيحيون بعد عودتهم إلى أوطانهم يتحدثون عما يلقونه فيها من ظلم وتحقير. وتقول سيرة قديمة لا نجد ما يؤيدها، إذا أحد هؤلاء الحجاج وهوبطرس الناسك حمل إلى إربان الثاني Urban من سمعان بطريق أورشليم رسالة تصف بالتفصيل ما يعانيه المسيحيون فيها من اضطهاد وتستغيث به لينقذهم (1088).

وكان السبب المباشر الثاني من مسببات الحرب الصليبية ما حاق بالإمبراطورية البيزنطية من ضعف شديد الخطورة. لقد ظلت هذه الإمبراطورية سبعة قرون طوال تقف في ملتقى المارة بين أوربا وآسيا، تصد جيوش آسيا وجحافل السهوب. أما في الوقت الذي نتحدث عنه فإن اضطراب شؤونها الداخلية، وشيعها الخارجة على الدين، وانفصالها عن الغرب على أثر الانشقاق الذي وقع في عام 1054، جميع هذا قد أوهنها وجعلها أضعف من حتى تؤدي رسالتها التاريخية. وبينا كان البلغار، والبشناق Patznaks، والكومان Comans، والروس يدقون أبوابها في أوربا، كان الأتراك يبترون أوصال ولاياتها الآسيوية، وكاد الجيش البيزنطي حتى يقضي عليه عند ملازكرت في عام 1071، واستولى السلاجقة على حمص وإنطاكية (1085)، وطرسوس، ونيقية ذات الماضي التاريخي الديني، وأخذوا يتطلعون من وراء مضيق البسفور إلى القسطنطينية نفسها، واستطاع الإمبراطور ألكسيوس الأول (1081-1118) حتى يحتفظ بجزء من آسيا الصغرى بعقد صلح مذل، ولكنه لم تكن لديه القدرة الحربية على صد الغارات التي توالت بعدئذ على أملاكه. ولوحتى القسطنطينية سقطت وقتئذ في أيدي الهجر لأمكنهم الاستيلاء على شرقي أوربا كله، ولَمَا بقي لمعركة تور (732) أثر ما. وبعث ألكسيوس برسله إلى إربان الثاني والى مجلس بياسنزا Piacenza يستحث أوربا اللاتينية لتساعده على صد هجمات الهجر؛ وكان من أقواله "إن من الحكمة حتى يحارب الأتراك في أرض آسيا بدل حتى ننتظرهم حتى يقتحموا بجحافلهم بلاد البلقان إلى عواصم أوربا الغربية.

وثالث الأسباب المباشرة للحروب الصليبية هورغبة المدن الإيطالية- بيزا، وجنوي، والبندقية، وأملفي Amalfi- في توسيع ميدان سلطانها التجاري الآخذ في الازدياد. ذلك أنه لما استولى النورمان على صقلية من المسلمين (1060-1091)، وانتزعت الجيوش المسيحية منهم جزءاً كبيراً من أسبانيا (1085 وما بعدها)، أصبح البحر المتوسط الغربي حراً للتجارة المسيحية؛ وأثرت المدن الإيطالية وقويت لأنها هي الثغور التي تخرج منها غلات إيطاليا والبلاد الواقعة وراء الألب، وأخذت هذه المدن تعمل للقضاء على تفوق المسلمين في الجزء الشرقي من البحر المتوسط وتفتح أسواق الشرق الأدنى لبضائع غربي أوربا. ولسنا نفهم إلى أي حد كان هؤلاء التجار الإيطاليون قريبين من مسامع البابا.

وصدر القرار النهائي من إربان نفسه، وإن كان غيره من البابوات قد طافت بعقولهم هذه الفكرة. فقد نادى جربرت Gerbert، حينما أصبح البابا سلفستر الثاني Sylvester II، العالم المسيحي لإنقاذ بيت المقدس، ونزلت حملة مخفقة في بلاد الشام (حوالي 1001)؛ ولم يمنع النزاع المرير القائم بين جريجوري السابع وهنري الرابع البابا من حتى يقول بأعلى صوته: "إن تعريض حياتي للخطر في سبيل تخليص الأماكن المقدسة لأفضل عندي من حكم العالم كله"(4). وكان هذا النزاع على اشده حين رأس إربان مجلس بياسنزا في مارس من عام 1095؛ وأيد البابا في هذا المجلس استغاثة ألكسيوس، ولكنه أشار تأجيل العمل حتى تعقد جمعية أكثر من هذا المجلس تمثيلاً للعالم المسيحي، وتبحث في شن الحرب على المسلمين. ولعل الذي نادىه إلى طلب هذا التأجيل ما كان يعمله من حتى النصر في مغامرة في هذا الميدان البعيد غير مؤكد؛ وما من شك في أنه كان يدرك حتى الهزيمة ستحط من كرامة العالم المسيحي والكنيسة إلى أبعد حد؛ وأكبر الظن أنه كان يتوق إلى توجيه ما في طبائع أمراء الإقطاع والقراصنة النورمان من حب القتال إلى حرب مقدسة، تصد جيوش المسلمين عن أوربا وبيزنطية. ولقد كان يحلم بإعادة الكنيسة الشرقية إلى حظيرة الحكم البابوي، ويرى بعين الخيال عالماً مسيحياً عظيم القوة متحداً تحت حكم البابوات الديني، وروما تعود حاضرة للعالم؛ وكان هذا تفكيراً أملته رغبة في الحكم لا تعلوعليها رغبة.

وظل البابا بعدئذ بين شهري مارس وأكتوبر من عام 1095 يطوف بشمالي إيطاليا وجنوبي فرنسا، يستطلع طلع الزعماء ويضمن المعونة لما هومقدم عليه. واجتمع المجلس التاريخي بمدينة كليرمونت Clermont في مقاطعة أوفرني، وهرع إليه آلاف الناس من مائة صقع وصقع لم يقف في سبيلهم برد نوفمبر القارس. ونصب القادمون خيامهم في الأراضي المكشوفة، وعقدوا اجتماعاً كبير لا يتسع له بهو، وامتلأت قلوبهم حماسة حين وقف على منصة في وسطهم مواطنهم إربان الفرنسي وألقى عليهم باللغة الفرنسية أقوى الخطب وأعظمها أثراً في تاريخ العصور الوسطى:

"يا شعب الفرنجة! شعب الله المحبوب المختار!... لقد اتىت من تخوم فلسطين، ومن مدينة القسطنطينية، أنباء محزنة تعلن حتى جنساً لعيناً أبعد ماقد يكون عن الله، قد طغى وبغى في تلك البلاد بلاد المسيحيين، وخربها بما نشره فيها من أعمال السلب وبالحرائق؛ ولقد ساقوا بعض الأسرى إلى بلادهم وقتلوا الآخر بعد حتى عذبوهم أشنع التعذيب. وهم يهدمون المذابح في الكنائس، بعد حتى يدنسوها برجسهم، ولقد بتروا أوصال مملكة اليونان، وانتزعوا منها أنطقيم بلغ من سعتها حتى المسافر فيها لا يستطيع اجتيازها في شهرين كاملين.

على من إذن تقع تبعة الانتقام لهذه المظالم، واستعادة تلك الأصقاع، إذا لم تقع عليكم أنتم- أنتم يا من حباكم الله أكثر قوم آخرين بالمجد في القتال، وبالبسالة العظيمة، وبالقدرة على إذلال رؤوس من يقفون في وجوهكم،يا ترى؟ ألا فليكن من أعمال أسلافكم ما يقوى قلوبكم- أمجاد شارلمان وعظمته، وأمجاد غيره من ملوككم وعظمتهم- فليثر همتكم ضريح المسيح المقدس ربنا ومنقذنا، الضريح الذي تمتلكه الآن أمم نجسة، وغيره من الأماكن المقدسة التي لوثت ودنست.. لا تدعوا شيئاً يقعد بكم من أملاككم أومن شئون أسركم. ذلك بأن هذا الأرض التي تسكنونها الآن، والتي تحيط بها من جميع جوانبها البحار وقلل الجبال، ضيقة لا تتسع لسكانها الكثيرين، تكاد تعجز عن ا، تجود بما يكفيهم من الطعام، ومن اجل هذا يذبح بعضكم بعضاً، ويلتهم بعضكم بعضاً، وتتحاربون، ويهلك الكثيرون منكم في الحروب الداخلية.

طهروا قلوبكم إذن من أدران الحقد، واقضوا على ما بينكم من نزاع، واتخذوا طريقكم إلى الضريح المقدس، وانتزعوا هذه الأرض من ذلك الجنس الخبيث، وتملكوها أنتم. إذا أورشليم أرض لا نظير لها في ثمارها، هي فردوس المباهج. إذا المدينة العظمى القائمة في وسط العالم تستغيث بكم حتى هبوا لإنقاذها، فقوموا بهذه الرحلة راغبين متحمسين تتخلصوا من ذنوبكم، وثقوا بأنكم ستنالون من أجل ذلك مجداً لا يفنى في ملكوت السموات(5)."

وعلت أصوات هذا الجمع الحاشد المتحمس قائلة: "تلك إدارة الله Dieu li volt. وردد إربان هذا النداء ونادىهم إلى حتى يجعلوه نداءهم في الحرب، وأمر الذاهبين إلى الحرب الصليبية حتى يضعوا علامة الصليب على جباههم أوصدورهم. ويقول وليم مالمزبري William Malmsbury: "وتقدم بعض النبلاء من فورهم، وخروا راكعين بين يدي البابا، ووهبوا أنفسهم وأموالهم لله"(6) وحذا حذوهم آلاف من عامة الشعب، وخرج الرهبان والنساك من صوامعهم ليكونوا جنود المسيح بالمعنى الحرفي لهذا اللفظ لا بمعناه المجازي. وانتقل البابا النشيط إلى مدن أخرى- إلى تور، وبوردو، وطولوز (طلوشة)، ومنبلييه، ونيمز Nimes... وظل تسعة أشهر يخطب داعياً إلى الحب الصليبية. ولما بلغ روما بعد حتى غاب عنها سنتين، استقبلته بالترحاب أقدم مدن العالم المسيحي تقوى، وأخذ على عاتقه حتى يحل جميع الصليبيين من جمع القيود التي تعوقهم عن الانضمام إلى المقاتلين. ولم يلق في عمله هذا مقاومة جدية؛ فحرر رقيق الأرض، وحرر التابع الإقطاعي طوال مدة الحرب مما عليه من الولاء لسيده؛ ومنح جميع الصليبيين ميزة المحاكمة أمام المحاكم الكنيسة لا أمام المحاكم الإقطاعية، وضمن لهم مدة غيابهم حماية الكنيسة لأملاكهم. وأمر بوقف جميع الحروب القائمة بين المسيحيين- وإن لم يقوعلى تطبيق أمره هذا، ووضع مبدأ للطاعة يعلوعلى قانون الولاء الإقطاعي؛ إلى غير ذلك توحدت أوربا كما لم تتوحد في تاريخها كله، ووجد إربان نفسه السيد المرتضي- من الوجهة النظرية على الأقل- لملوك أوربا على بكرة أبيهم. وسَرت روح الحماسة في أوربا كما لم تسر فيها من قبل في أثناء هذا الاستعداد المحموم للحرب المقدسة.


الدوافع الدينية

كانت دعوة الباباوية للحروب الصليبية التي بدأها البابا اوربان الثاني في نوفمبر 1095 بعقده مجمعا لرجال الدين في مدينة كليرمون فران الفرنسية ، وكان الكثير من الحملات قد بررت بتطبيق "ارادة الرب" عن طريق الحج الى الارض المقدسة للتكفير عن الخطايا ، وكانت الدعوات تروي عن اضطهاد الحكم الاسلامي للمسيحيين في الارض المقدسة وتدعوالى تحريرهم ، وتراجعت هذه الدوافع الدينية مع مرور الوقت لتصل الى حد تدمير مدينة القسطنطينية المسيحية الشرقية في الحملة الصليبية الأولى والرابعة على أيدي الصليبيين أنفسهم .

الدوافع الاجتماعية

كان قانون الارث المطبق في اوروبا ينص على ان يرث الابن الاكبر عقارات والده وعبيده بعد موته ، وتوزع المنقولات بين ابنائه ، وبسبب هذا القانون نشأت طبقة من النبلاء اوالاسياد الذين لمقد يكونوا يملكون اقطاعيات ، فشاعت بينهم القاب مثل "بلا ارض" و"المعدم" دلالة على عدم ملكيتهم لبترة ارض ، ورأى الكثير من هؤلاء فرصتهم في الحملات الصليبية للحصول على اراض في الشرق ، ورأى آخرون فيها فرصة لتوسيع املاكهم بضم املاك جديدة ، كما كان الفقراء يجدون فيها فرصة لحياة جديدة افضل ووسيلة تخرجهم من حياة العبودية التي كانوا يعيشونها في ظل نظام الاقطاع السائد في ذلك الوقت.

العلاقة مع الإسلام

كانت العلاقات الخارجية لاوروبا مع المد الإسلامي لا تبعث على الطمأنينة .فالمسلمون الذين كانوا قد قاتلوا البيزنطيين منذ القرن السابع الميلادي قد وصلوا الى جبال البيرينية في شمال اسبانيا وجنوب فرنسا بعد ان سيطروا على شمال افريقيا ، فكانت المناطق الاوروبية المتاخمة لحدود دولة الأندلس الاسلامية بشبه جزيرة إيبيريا وجزيرة صقلية تشعر بتهديد السيطرة الإسلامية عليها مما ساهم في تجنيد الاوروبيين بدافع الحماية والدفاع عن مناطقهم.

التوترات بين روما والقسطنطينة

رأت البابوية في السيطرة على الارض المقدسة دعما كبيرا لنفوذها، كما رأت أيضا، في السيطرة على الكنيسة الشرقية بالقسطنطينية وسيلة لاعادة توحيد الكنيسة تحت ظلال البابوية، ولعبت العوامل الاقتصادية والتنافسية دورا بدا واضحا في الحملة الصليبية الرابعة. مما أدي الى التضاؤل المستمر في دفاع الصليبيين عن الامبراطورية البيزنطية.

مختصر الحروب الصليبية

في عهد الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، تم فتح الشام وفلسطين، واتى الخليفة بنفسه لتسلم القدس سنة 16هـ/ 637م.والقدس مدينة هامة من الوجهة الدينية لدى الأديان الثلاثة. لقد فتحت هذه المدينة، وأصبح المسلمون سادتها، ولأنهم قد تفهموا من دينهم التسامح فقد فتحوا أبواب المدينة للحجاج المسيحيين يأتون ويعودون في سلام وأمان. وبقيت هذه السّنة الجميلة تقليدًا تبعه الخلفاء من بعده، فقد امتاز عهد الرشيد بمستوى رفيع من التسامح الديني، فقد أهدى "شارلمان" وهوإمبراطور المسيحيين في ذلك الوقت مفاتيح "كنيسة القيامة"، كما جاز له ببناء مستشفى فيها، ومخطة جمعت كثيرًا من الدراسات المسيحية، وقد كان هذا التسامح سمة جميع العصور الإسلامية قاطبة. بداية الحروب الصليبية: كان البويهيون يقفون موقفًا سلبيّا من أعداء الإسلام بعد استيلائهم على الخلافة العباسية ببغداد؛ مما شجع ملك الروم سنة 462هـ/ 1070م على غزوالشام، فقد خرج ملك الروم في ثلاث مائة ألف مقاتل، ونزل على "مَنْبح" وأحرق القرى بينها وبين أرض الروم، وقتل رجالهم، وسَبَى نساءهم وأولادهم.

وفزع المسلمون في حلب فزعًا عظيمًا، ولم يكد العام ينتهي حتى عاود ملك الروم هجماته بجيش كثير العدد والعدة يريد القضاء على الإسلام والمسلمين، حتى وصل إلى "ملاذكرد" من أرمينيا، ولكن "ألب أوفدان السلجوقي" سار إليه في خمسة عشر ألفًا، وكله إيمان بالله، ويقين بأن الله ناصر دينه، قائلا : "إنني أقاتل محتسبًا صابرًا، فإن سلمت فبنعمة من الله تعالي، وإن كانت الشهادة (الموت في سبيل الله) فإن ابني "ملكشاه" ولي عهدي!

وأشار الفقيه "أبونصر البخاري" حتىقد يكون يوم الجمعة بعد الصلاة هوموعد اللقاء مع الأعداء، بعد حتى يدعوجميع الخطباء للمجاهدين في سبيل الله على المنابر، وصلى بهم الفقيه البخاري، وبكى السلطان، فبكى الناس لبكائه، ونادى ودعوا معه، ثم نطق لهم : من أراد الانصراف فلينصرف، فما ههنا سلطان يأمر وينهي. ثم أخرج السلطان كفنه ليراه جنوده -ليحفزهم على الاستشهاد- فعملوا مثله.

وبدأ الزحف إلى الروم، فلما اقترب السلطان منهم هبط عن فرسه، وسجد لله-عز وجل-ومَرَّغَ وجهَه في التراب، ونادى الله، وطلب منه النصر على أعدائه، وأخذ في التضرع والبكاء، ثم ركب فرسه، وهجم على العدوفحملت العساكر معه، وكان نصر الله على الرغم من قلة عدد المسلمين وكثرة أعدائهم، لكن النصر من عند الله ينصر من يشاء، وهوالقوي العزيز. كان أوفدان، رحمه الله، عادلاً رحيمًا مقرّا بأنعم الله عليه، يتصدق على الفقراء، ولا سيما في رمضان. وشاء الله حتى يقتل المسلمون من الروم عددًا كبيرًا حتى امتلأت الساحة بجثث القتلى منهم، وأُسر ملك الروم، وافتدى نفسه بألف ألف وخمسمائة ألف دينار، كما افتدى قواده، وكان موقف أوفدان قويّا، يستمد قوته من عزة المسلم الذى يستمد عزته من عزة الله سبحانه، فقد فرض أوفدان على ملك الروم حتى يرد جميع أسير مسلم في أيدي الروم، وشرط عليه حتى يرسل إليه عساكر الروم عند طلبها في أي وقت. وكانت مسقطة "ملاذكرد" هذه بين السلاجقة والروم سنة 463هـ/ 1071م، من المعارك الحاسمة التي أدت إلى هزيمة ساحقة مروعة للروم، وذلك رغم التفاوت الكبير بين القوتين، إذ لم تزد قوات أوفدان على عشر من قوات الصليبيين.

اجتماع كليرمونت

وقد أدى ذلك إلى حتى يستنجد أحد أباطرتهم (ملكوهم) بأوربا ويستغيث بها، فراح البابا يدعوإلى اجتماع عام في "كلير مونت" بفرنسا ويدعوالمجتمعين إلى غزوالشرق الإسلامي، وتخليص الأراضي المقدسة من الهجر، وتخليص أراضي الإمبراطورية البيزنطية من الأعداء الغاصبين، وراح يحث الأمراء على توسيع أملاكهم وغزوالشرق الغني، فماذا كانت النتيجة،يا ترى؟ وكيف كانت هزيمة "ملاذ كرد" سببًا في قيام الحروب الصليبية،يا ترى؟ وفي أثناء هذه الحروب ظهر خطر المغول، فكيف قابلت البلاد إعصار المغول، والحروب الصليبية؟

استيلاء الصليبيين على القدس

وفي عام 491هـ/ 1097م؛ تجمعت قوات الصليبيين في القسطنطينية، وبعد حتى تم إعدادها عبرت البسفور إلى الشام، ودارت بينهم وبين السلاجقة معركة عام 1097م، عند "ضورليوم"، ولكن هزم فيها السلاجقة، ثم استولى الصليبيون على أنطاكية في شمالي الشام، وأسسوا بها أول إمارة لهم، ثم استولوا على الرها في إقليم الجزيرة الشمالي، وأسسوا إمارتهم الثانية واتجهوا إلى مدينة القدس وبها بيت المقدس. وأمام أربعين ألف مقاتل، لم يستطع جيش الفاطميين فك حصارهم للمدينة الذي استمر شهرًا كاملا، ودخلوها في النهاية في 15 يوليوسنة 1099م، وأقاموا فيها مذبحة قضوا على سكانها جميعًا رجالا ونساءً وأطفالا وكهولا، واستباحوا مدينة القدس أسبوعًا يقتلون ويدمرون حتى قتلوا في ساحة الأقصى فقط سبعين ألفًا من المسلمين . ويذكر حتى ريموند القائد الصليبي احتل "مَعَرَّة النعمان"، وقتل بها مائة ألف،ٍ وأشعل النار فيها، ثم أقاموا دولتهم الكبرى المعروفة باسم مملكة القدس. وفي هذه الحملة، ظلت بعض مدن الشام الهامة مثل حلب ودمشق في أيدي المسلمين .

لقد تم الاستيلاء على القدس، وشعر الصليبيون أنهم حققوا واجبهم الديني باستعادة المدينة المقدسة. وقد قسم الصليبيون هذا الإقليم إلى أربع إمارات:

  1. إمارة الرُّها 492هـ/ 1098م، وتضم أعالي نهري دجلة والفرات، وتقرب حدودها الجنوبية الغربية من حلب، وكانت عاصمتها الرها التي توجد في بعض الخرائط باسم إدريسّا .
  2. إمارة أنطاكية، وتقع في الإقليم الشمالي جنوب غرب إمارة الرها .
  3. إمارة طرابلس وهي تقع في شريط ضيق على الساحل وهي أصغر هذه الإمارات .
  4. مملكة القدس، وتمتد حدودها الشرقية من قرب بيروت الحالية، ثم تتبع نهر الأردن حيث تتسع قليلا، وتتجه جنوبًا إلى خليج العقبة، وكانت عاصمتها القدس نفسها .

وكان لكل إمارة من هذه الإمارات أمير أوحاكم يحكمها، لقد استولوا على القدس، وها هوذا نصرهم قد تم، وها هي ذي أوربا كلها في فرح متزايد، ولكن الخلافات بينهم قد عادت كأشد ما تكون بعد حتى تم لهم النصر .

فوز نور الدين على الصليبيين

وبرغم مما عانى منه المسلمون تحت مطارق الصليبيين، وبحار الدماء، عاد المسلمون وقيض الله لهذه الأمة رجلا هجريّا هو"عماد الدين زنكي" الذي عهد حتى طريق النصر يبدأ دائمًا بالعودة إلى الله.

عندما انقسمت دولة السلاجقة بعد "ملكشاه" استطاع أحد مماليكه الأتراك وهوعماد الدين زنكي حتى يستقل بإقليم الموصل . وما لبثت قوة هذا الرجل حتى تضاعفت فقام بهجوم على "الرها"، وتمكن من الاستيلاء على عاصمتها رغم مناعة أسوارها سنة 539هـ/1144م. وكان لسقوط "الرها" في أوربا هِزة عنيفة أدت إلى الدعوة إلى حملة صليبية أخري.

ويحمل نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي عبء الجهاد والدفاع عن أرض الإسلام بعد استشهاد أبيه عماد الدين عام 1146م، على يد أحد أتباع الممضى الإسماعيلي (المعروفون باسم الحشاشين الباطنية)، ويعيد نور الدين فتح الرها التي سارع الصليبيون إلى احتلالها بعد استشهاد أبيه، ويعود مظفرًا إلى حلب، ومن هناك يستعد للقاء الصليبيين، ويهزمهم بالقرب من دمشق، بل ويهاجم بعد ذلك إمارة إنطاكية ويستولي على أجزاء منها، ويقبض على أميرها بوهيموند وجماعة من أكابر أمراء الصليبيين، واستطاع حتى يخضع باقي مدن الرها التي لم تكن قد خضعت من قبل. ثم توج جهوده لما نادىه أهل دمشق لحكمهم بعدما رأوا عدله وشجاعته، فتكونت جبهة إسلامية واحدة تمتد من حلب إلى دمشق ويدعمها ملك أخيه في الموصل. كم أنت عظيم يا نور الدين، لقد أضأت للمسلمين طريقهم؛ فعهدوا كيف من الممكن أنقد يكون الجهاد والتضحية.

موقف مصر من الصليبيين

كانت مصر في ذلك الوقت تحت سلطان الفاطميين الذين كانوا وقتذاك في أقصى حالات الضعف، فقد كانت السلطة العملية في أيدي الوزراء الذين كانوا يعملون على اختيار الخليفة من ضعفاء الفاطميين حتى يضمنوا سيطرتهم الدائمة على مصر! وكانت مصر شديدة الأهمية للصليبيين ولدولة نور الدين. إذا وقوعها في أيدي الصليبيين يقويهم، ويمدهم بموارد لا حصر لها. ووقوعها في يد نور الدين يضع الصليبيين في موقف حرج حيث تهاجمهم قوات المسلمين من ثلاث جهات : الشرق، والجنوب، والجنوب الغربي، كما حتى موارد نور الدين وجيوشه يفترض أن تعظم وتتضخم إذا هواستولى على مصر، فكيف السبيل إليها؟

لقد هيأت الأقدار لنور الدين أجمل الفرص. فقد عهد حتى قيادةمصر في ذلك الوقت كانت في أيدي الوزراء، وكان أكبر المتنافسين الوزيران: "شاور" و"ضرغام"، وقد اضطر "شاور" إلى الهروب إلى نور الدين والاستنجاد به حين هزمه "ضرغام" وأوشك حتى يفتك به. وبلغ "نور الدين" حتى جيشًا من الصليبيين كان يتجه نحومصر ليسبقه إليها. فتحرك نور الدين على عجل، وجهز جيشًا بقيادة "أسد الدين شيركوه" يصحبه ابن أخيه صلاح الدين، ودخل جيش نور الدين مصر عام 560هـ/1164م، وسرعان ما انتصر على قوات "ضرغام" وأعاد "شاور" إلى السلطة، ترى هل يقدِّر "شاور" ما قام به تجاهه نور الدين وقائد جيشه أسد الدين شيركوه ،يا ترى؟ لا، بل أراد حتى يتخلص من أسد الدين وجيشه عندما أحس أنهما يقاسمانه النفوذ.

الوزير الفاطمي يستنجد بالصليبيين

هناك تكون كارثة بكل ما في الحدثة من معني! لقد استعانشاور بجيش الصليبيين الذي كان يرابط على الحدود، وسرعان ما استجاب جيش الصليبيين لشاور فدخل مصر، واشتبك مع جيوش نور الدين! واشتد القتال، ولكن لما لم ترجح كفة أحد الفريقين اتفقا على حتى يرحلا معًا عن مصر، وسرعان ما جلا جيش نور الدين وجيش الصليبيين . ولكن جيش نور الدين عاد إلى مصر ثانية في عام 563هـ/ 1167م . وعند ذلك أوفد "شاور" يستنجد بملك القدس المسيحي الذي أوفد جيوشه لمحاربة أسد الدين شيركوه، ولكن شيركوه هزم الصليبيين، واستولى على الإسكندرية التي نصَّب عليها ابن أخيه صلاح الدين الذي أظهر مواهبه الحربية في الدفاع عن الإسكندرية. وعلى الرغم من فوزات شيركوه المؤقتة فإنه شعر ألا سبيل أمامه للاحتفاظ بمصر، فاتفق مع الصليبيين للمرة الثانية على جلاء الفريقين عنها. ولكن الصليبيين نقضوا العهد حين أعدوا حملة دخلت مصر بغرض الاستيلاء عليها، وقد استولوا على "بلبيس" وأعملوا في سكانها القتل والنهب.

فوز شيركوه وصلاح الدين على الصليبيين

خريطة شبه الجزيرة الإيبيرية at the time of the Almoravid arrival in the 11th century- الممالك المسيحية وتضم أراگون، قشتالة، ليون، ناڤاره، والبرتغال

وهنا أوفد الخليفة الفاطمي مستنجدًا بنور الدين الذي أوفد جيشه للمرة الثالثة سنة 564هـ/1169م، يقوده شيركوه، وصلاح الدين، وسرعان ما تم النصر على حملة الصليبيين في مصر، وانسحبت تاركة النفوذ والسيطرة لجيش شيركوه . وقد حاول شاور العودة إلى سياسته القديمة، والتخلص من شيركوه؛ ولكنه فشل وقُبض عليه وأُعدم. وعُيّن "شيركوه" وزيرًا للخليفة الفاطمي بدلا من شاور. وعندما توفي شيركوه خلفه في الوزارة وقيادة الجيوش ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة 564هـ/1169م، وقد هجرزت في يد صلاح الدين جميع السلطات، وتمر الأيام وصلاح الدين يتألق نجمه، وتظهر مع الأيام عبقريته، ويموت الخليفة الفاطمي العاضد سنة 567هـ/1171م بعد حتى ألغي صلاح الدين الخلافة الفاطمية، وتصبح السلطة العملية والنفوذ الحقيقي في يده، يقبض عليهما بيد من حديد.

وراح الصليبيون يفكرون، لقد خلصت مصر لقوات المسلمين، وأصبحت في يد هذا الرجل الحديدي الذي سيوحد قوي المسلمين ويحطم قوي الصليبيين، وإن غدًا لناظره قريب. ظل صلاح الدين حاكمًا على مصر زمنًا طويلا يدعوللخليفة العباسي ولنور الدين من بعده. وتأسست الدولة الأيوبية بمصر بعد وفاة نور الدين محمود 569هـ/1174م على يد صلاح الدين الأيوبي. لقد كان الفاطميون من الشيعة، أما الأيوبيون فهم من أهل السنة، ومن أجل هذا راح صلاح الدين يلغي مظاهر الخلافة الفاطمية ورسومها، ويُعطل معاهد الدعوة الشيعية وطقوسها. وعادت السنة إلى مصر.. السُّنِّية التي رفضت جميع مُعْتَقَد دخيل على ما اتىها به نبيها (، وتمر الأيام فيرث صلاح الدين دولة نور الدين، ويخضع له أمير الموصل سنة 583هـ/1168م.

لقد كانت دولة نور الدين تضم ما بين المسلمين من الشام والحجاز واليمن، كما ضمت أجزاء من شمال إفريقية. فأصبحت دولة صلاح الدين تضم شمالي العراق، وشرقي الشام، ثم الحجاز واليمن ومصر وبعض شمالي إفريقية. لقد كان هذا أكبر اتحاد للقوي الإسلامية في ذلك الوقت الذي كانت فيه الدولة العباسية مفككة ضعيفة لا سلطان لها. وإن بينها وبين الدويلات الصليبية غدًا قريبًا تسترد فيه الأرض وتحمي العرض.

وفي بعض الفترات كان صلاح الدين يعقد معاهدات مع الصليبيين ليتفرغ لتوحيد الجهة الإسلامية، ولكنهم نقضوا العهد، ذلك حتى رجنلد (أنارط) أمير الكرك الصليبي نقض هذه المعاهدة، وقام الصليبيون ببعض الاستفزازات للمسلمين منها حتى رجنلد هذا أعد أسطولا يعبث بشواطئ الحجاز ويهاجم الحجاج المسلمين، ودأب على مهاجمة القوافل الإسلامية. لا مفر إذن من وقوع الحرب بين الفريقين، وتقدمت قوات صلاح الدين من دمشق، ووجهتها القدس.

الضعف البيزنطي

The Seljuq Turks في أقصى اتساعها عام 1092.


مسقطة حطين

كان نصر الله المبين حيث التقت جيوش المسلمين بجيوش الصليبيين في "حطين" وكان ذلك في عام 583هـ/1187م. لقد جمع الصليبيون عشرين ألف مقاتل جمعوهم من جميع دويلات الصليبيين . واشتبك الجيشان، وانجلت المعركة عن نصر ساحق لصلاح الدين مع تدمير تام لجيش أعدائه .لم يكن أمام جيش صلاح الدين بعد معركة حطين إلا حتى يتقدم نحوالقدس، وقبل حتى يتقدم نحوها استسلم له حصن "طبرية"، وفتح "عكا" واستولى على "الناصرية" و"قيسارية" و"حيفا" و"صيدا" و"بيروت"، وبعدها اتجه صلاح الدين إلى القدس.

استرداد القدس

ولكن الصليبيين تحصنوا بداخلها، فاتخذ صلاح الدين جبل الزيتون مركزًا لجيوشه، ورمى أسوار المدينة بالحجارة عن طريق المجانيق التي أمامها، ففر المدافعون، وتقدم المسلمون ينقبون الأسوار، فاستسلم الفرنجة، وطلبوا الصلح، فقبل صلاح الدين، واتفق الطرفان على حتى يخرج الفرنجة سالمين من المدينة على حتى يدفع الرجل عشرة دنانير، والمرأة خمسة، والصبي دينارين، ووفى المسلمون لهم بهذا الوعد، وكان ضمن من خرجوا البطريرك الأكبر يحمل أموال البِيَع(الكنائس) وذخائر المساجد التي كان الصليبيون قد غنموها في فتوحاتهم.

رحمة صلاح الدين

وفي هذه الأثناء، نطق بعض المسلمين لصلاح الدين : إذا هذا البطريرك يقوى بهذا المال على حرب المسلمين! فأجاب صلاح الدين: الإسلام لا يعهد الغدر، وقد أمّنا وعلينا الوفاء. وخرج الرجل بهذه الأموال. ويروى حتى مجموعة من النبيلات والأميرات قلن لصلاح الدين وهن يغادرن بيت المقدس: "أيها السلطان! لقد مننت علينا بالحياة، ولكن كيف من الممكن أن نعيش وأزواجنا وأولادنا في أسرك؟! وإذا كنا ندع هذه البلاد إلى الأبد فمن سيكون معنا من الرجال للحماية والسعي والمعاش؟! أيها السلطان! هَبْ لنا أزواجنا وأولادنا، فإنك إذا لم تعمل أسلمتنا للعار والجوع".فتأثر صلاح الدين بذلك، فوهب لهن رجالهن، رحمك الله يا صلاح الدين، فقد كنت مثالا للرحمة والعفووحسن الخلق، وكنت مثالا حسنًا لمبادئ الحضارة الإسلامية وعظمة الإسلام. فليتقدم البطل الفاتح ليطهر البلاد والعباد من شراذم الصليبيين الذين دنسوا الأرض، واعتدوا على العرض. وتقدم جيش البطل صلاح الدين بل جيش الإسلام والمسلمين؛ ليستولي على معظم مستعمرات الصليبيين ومناطقهم الهامة . وقد ساعد على نجاح هذه الحملات حتى معظم حاميات الصليبيين لقيت حتفها في حطين . ويجيء عام 586هـ/1189م، ولم يَبْقَ في أيدي الصليبيين من جميع أرض سوريا وفلسطين سوى صور وأنطاكية وطرابلس وبعض مدن وقلاع صغيرة مبعثرة هنا وهناك. والحق حتى هذه الأماكن الساحلية التي استهان المسلمون بها وهجروها في أيدي الصليبيين كانت سببًا في كثير من المتاعب للدولة الإسلامية بعد ذلك، فقد تجمع فيها الصليبيون الفارون من الأماكن الأخرى، وقاموا بمهاجمة البلاد الإسلامية المجاورة، واستولوا على بعضها وساعدوا الحملات الصليبية الثالثة التي اتىت من الغرب وكبدت المسلمين خسائر فادحة.

ملوك أوربا يقودون الحرب الصليبية

فقد كان لهذه الفوزات وعلى رأسها سقوط القدس صدى مؤلم في أوربا أدى إلى إثارة الحماس مرة أخري، وتصاعدت صيحات إنقاذ الأراضي المقدسة تتردد في أراتى أوربا. واتجهت الكنيسة إلى جمع الضرائب للحروب الصليبية، وشجعت الناس على الخروج لقتال المسلمين، وأعرب البابا حتى من لم يستطع حتى يخرج بنفسه وتبرع بالمال غُفرت له ذنوبه، ثم تطور هذا الأمر إلى إصدار صكوك الغفران لكل من يتبرع لهذه الحرب، أويخرج فيها. وتم تعبئة عدد من الحملات يقودها ملك إنجلترا "ريتشارد" الملقب بقلب الأسد، و"فيليب أوغسطس" ملك فرنسا، و"فريدريك بربوسا" ملك الألمان. لقد كانت الحملة التى قادها فردريك فاشلة، وذلك لأن قائدها نفسه قد غرق في نهر بأرمينية، فعاد معظم جيشه من حيث أتي، ولم يصل منه إلى الأراضي المقدسة سوى عدد قليل. إلى غير ذلك سقط عبء الحرب على ريتشارد وفيليب. وقبل وصول هذين الأخيرين، أخذ الصليبيون يجمعون قواتهم، ويحاولون القيام بعمل مضاد لحركات صلاح الدين.. فوجهوا قواتهم لتحاصر عكا من البر، وأساطيلهم لتحاصرها من البحر، وكان في استطاعة صلاح الدين حتى يقضي على الجيش الصليبي لولا وصول ريتشارد وجيوشه في ذلك الوقت. وقد طال الحصار البحري البري مدة عامين كاملين من سنة (586-588هـ/ 1189-1191م) ضرب فيها الفريقان أسمى أمثلة الشجاعة، وأخيرًا سقطت عكا في أيدي الصليبيين. الصليبيون يقتلون الأسري: وتوصل الجانبان إلى اتفاق يطلق بمقتضاه الصليبيون سراح حامية عكا، شريطة حتى يدفع صلاح الدين 200 ألف بترة مضىية. وقد وقع حتى تأخر دفع المبلغ المتفق عليه، فأمر ريتشارد بإعدام جميع أسراه، وعددهم 2700 أسير، وهذه نقطة سوداء في تاريخه، يقابلها من جانب صلاح الدين نبل عظيم في معاملة أسراه؛ حيث كان يتعامل معهم بالرحمة والتسامح.

صلح الرملة

استمرت المناوشات البسيطة بين الفريقين، ولكن ريتشارد مَلَّ الحرب، وخاف على ملكه في أوربا، فجرت بينه وبين صلاح الدين مشاورات ومراسلات، ومن أبرز ما اتى في هذه المراسلات ماخطه ريتشارد إلى صلاح الدين يقول: إذا المسلمين والفرنج قد هلكوا وخربت ديارهم، وتلفت الأموال والأرواح، وليس هناك حديث سوى القدس والصليب، والقدس مُتَعَبَّدُنا ما ننزل عنه، والصليب خشبة عندكم لا مقدار له، وهوعندنا عظيم؛ فيَمُنّ به السلطان علينا ونستريح من هذا العناء. فأجاب صلاح الدين: القدس لنا كما هولكم، وهوعندنا أعظم مما هوعندكم، فإنه مسرى نبينا ومجتمع الملائكة، فلا تتصور حتى ننزل عنه، وأما البلاد فهي لنا واستيلاؤكم كان طارئًا عليها لضعف المسلمين، وأما الصليب فهلاكه عندنا قُربة عظيمة فلا يجوز حتى نفرط فيه إلا لمصلحة أوفي منه. وقد أدت هذه المفاوضات إلى عقد اتفاق بين الجانبين وهوصلح الرملة سنة 589هـ/1192م، وشروطه: هجر أراضي الساحل للصليبيين، ومنها صور وعكا ويافا وعسقلان، في حين أصبح داخل البلاد لصلاح الدين على حتى يسمح للمسيحيين بالحج إلى بيت المقدس، وأن يتعهد بحمايتهم.

موقف أبناء صلاح الدين من الصليبيين

ولما توفي صلاح الدين سنة 589هـ/1192م، حكمت أسرته من بعده، فحكم أخوه العادل مصر ومعظم أجزاء الشام، وخلفه ابنه الكامل الذي سقطت دمياط في عهده في يد الصليبيين لما هاجموا مصر سنة 615هـ، ثم انسحبوا منها مدحورين.. بعد هزيمة فادحة أدت بهم إلى الجلاء عن مصر سنة 618هـ، بعد الصلح مع الملك الكامل، فقد بتر المصريون جسر النيل فغرقت الأرض بالمياه وأوشك الصليبيون علي الهلاك، فطلبوا الصلح.

أسر ملك فرنسا

كما تعرضت مصر أيضا لحملة صليبية جديدة قادها ملك فرنسا لويس التاسع الذي استولى على دمياط سنة 647هـ، ولكنه سقط أسيرًا فحمل مكبلا بالسلاسل إلى المنصورة حيث سجن في دار قاضيها ابن لقمان، وكان ذلك بفضل حكمة وقيادة ركن الدين بيبرس للقوات المصرية، وافتدى نفسه بتسليم دمياط للمسلمين ودفع فدية مالية، وعادت دمياط إلى الأيوبيين سنة 648هـ . وأمام التهديد الدائم من قبل الصليبيين للإسكندرية وغيرها من مدن الشام، لم يقف المماليك البرجية مكتوفي الأيدي؛ بل راحوا يفكرون في بتر دابر الصليبيين "بقبرص" وكان لهم ما أرادوا، حتى تمكنوا في عهد الأشراف بَرْسِباي سنة 829هـ/ 1426م، من هذا الأمل، وأسروا ملك الصليبيين الذي ظل أسيرًا بمصر حتى سنة 830هـ/1427م، ولم يفك أسره إلا بعد دفع جزية كبيرة على حتى يعترف بسيادة المماليك علي قبرص! وتظل لمصر السيادة على قبرص في عهد المماليك البرجية حتى سنة 923هـ/ 1517م، وهي السنة التي آل فيها حكم البلاد إلى العثمانيين، وسقطت دولة المماليك البرجية.


قائمة الحملات الصليبية

حملة الفقراء أوحملة الشعب

حملة قام بها الفقراء والاقنان وجمهور قليل من الفرسان، حيث كان الوعد الكنسي بالخلاص والفوز بالغنائم سببا مقنعا لمغادرة حياتهم البائسة والتوجه الى تحرير القدس. وهذه الحملة قادها بطرس الناسك حتى وصولها إلى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزطية. وكانت الجموع تندفع دون توقف ودون انتظار أوامر القيادة، خلفت وراءها خرابا ونهبا في المجروالصرب واليونان وآسيا الصغري، حتى سحقتهم قوات السلاجقة الأتراك في 21 أكتوبر عام 1096م. وكان عدد الصليبيين 25 ألف رجل.

الحملة الصليبية الأولى 1095–1099

مسار الحملة الصليبية الأولى في آسيا

تحركت الحملة الصليبية الأولى في أغسطس عام 1096 من اللورين، طوابير قادها غودفري دي بويون الرابع، وانضم اليها اتباعه (أخوه الاكبر الكونت يفتسافي من بولون واخوه الأصغر بودوان من بولون أيضا، كما انضم بودوان له بورغ ابن عم غودفري ، والكونت بودوان من اينووالكونت رينومن تول) على اثر الدعوة التي انطلقت لها حملة الفقراء، مشت هذه الفصائل على طريق الراين-الدانوب التي سارت عليها قبلهم فصائل الفلاحين الفقراء. حتي وصلت القسطنطينية نهاية عام 1096 .

واسفرت الحملة الأولى عن احتلال القدس عام 1099 وقيام مملكة القدس اللاتينية بالاضافة الى عدّة مناطق حكم صليبية اخرى ،كالرها(اديسا) وامارة انطاكية وطرابلس بالشام .

ولعبت الخلافات بين حكام المسلمين المحليين دورا كبيرا في الهزيمة التي تعرضوا لها ، كالخلافات بين الفاطميين بالقاهرة ،والسلاجقة الأتراك بنيقية بالأناضول وقتها .وباءت المحاولات لطرد الصليبيين بالفشل كمحاولة الوزير الافضل الفاطمي الذي وصل عسقلان ولكنه فر بعدها امام الجحافل الصليبية التي استكملت السيطرة على بعض البلاد الشامية والفلسطينية بعدها.


الحملات

حصار القدس

بعد نجاح حصار القدس 1099, گدفري من بويون، قائد الحملة الصليبة الأولى، أصبح أول حاكم لمملكة القدس.

وجهات نظر الصليبيين

الولايات الصليبية بعد الحملة الصليبية الأولى


نقاشات الفهماء

بالديون الأول من القدس.


صورة من العصور الوسطى Peter the Hermit، قائد الفرسان والجنود والنساء إلى القدس أثناء الحملة الصليبية الأولى

الحملة الصليبية 1101

الحملة الصليبية النرويجية 1107–1110


الحملة الصليبية الثانية 1147–1149

الدول الاوروپية والصليبية في الشرق عام 1142

بدأت الحملة الثانية عام 1147 وانتهت عام 1149 . وكانت قد أعقبت فترة من الهدوء ، نادى اليها برنارد دي كليرفو، وكان قادتها لويس السابع ملك فرنسا وكونراد الثالث هوهنشتاوفن امبراطور الجرمان(المانيا) ، وهي اول حملة يشهجر فيها الملوك ، تعرضت فيها الجحافل الالمانية لضربة قوية تمثلت في الجوع والسقم بعد هزيمة لحقت بها امام فصائل الخيالة التابعة لسلطان قونية السلجوقي جوار ضورليوم ، كما منيت القوات الفرنسية بهزيمة خطرة بجوار خونة . انهك السلاجقة الصليبيين بغاراتهم المتواصلة. وفي 24 يونيو1147 تلاقى لويس السابع وكونراد الثالث ووصية العرش ميليساندا مع اعيان القدس . ومضوا لحصار دمشق الحصينة ، لان فتحها كان يبشر بغنائم وفيرة .دام الحصار خمسة ايام (من 23 الى 27 يوليو). لكنه فشل . وتخلي ملك القدس بودوان وبارون طبرية عن مطلبهما بعد تدهور مسقطهم العسكري بسبب مناورة عسكرية أولعله برشوة قدمها لهما الوزير الدمشقي معين الدين نور.


معركة حطين

في أربعة يوليو1187 سقطت معركة حطين التاريخية والمحورية . حيث انتصر فيها السلطان صلاح الدين الأيوبي سلطان مصر . فحرر القدس في 2 اكتوبر 1187 ، الامر الذي دفع بالبابا غريغوريوس الثامن الى الدعوة الى حملة صليبية جديدة.


الحملة الصليبية الثالثة 1187–1192

تمثال الملك ريتشارد الأول من إنگلترة (ريتشارد قلب الأسد)، خارج قصر وستمينستر في لندن.


الإمبراطورية اللاتينية وتقسيم الإمبراطورية البيزنطية بعد الحملة الصليبية الرابعة. (ح. 1204)

نادى اليها البابا غريغوريوس الثامن ، عام 1187 ردا علي استرداد صلاح الدين للقدس وعودتها للمسلمين .وقاد الجيوش الصليبية ملك فرنسا فيليب اوغست الثاني ، وملك انجلترا ريتشارد الاول الذي كان يلقب برتشارد قلب الاسد ، وملك الجرمان (المانيا) فريدريك الاول برباروسا . لكن برباروسا غرق في 1190 في نهر اللامس . فتشردت صفوف قواته .اما الفرنسيون والانجليز ، فلم ينتهوا من الاستعداد للحملة حتى 1190 ، وفي الطريق عمل ريتشارد الاول على توسيع نفوذه في صقلية مما وتر العلاقات مع الملك الفرنسي واضعف التحالف بينهما.

قام الصليبيون بحصار عكا التي استسلمت في 12 يونيو1191 . وغادر فيليب عائدا الى فرنسا ، وجرت مذبحة بأمر ريتشارد وتحت قيادته في عكا . بعدها تمت محاولاته لاحتلال مدن اخرى .لكنها باءت كلها بالفشل ، وفي عام 1192 .عقد الصلح مع صلاح الدين ، واحتفظ الصليبيون بشريط ساحلي يمتد من صور الى يافا ، وسمح صلاح الدين للحجاج والتجار بزيارة مدينة القدس والأماكن المقدسة .


الحملة الصليبية الرابعة 1202–1204


الحملة الصليبية على الكثار

البابا إنوسينت الثالث يطرد الكثار (يسار)، مذبحة الكثار على يد الصليبيين (يمين)

نادى اليها البابا اينوقنتيوس الثالث في 1202 . وكانت خطة الصليبيين الاولية تتلخص في دفع القوات الى مصر, لضرب القوة الاسلامية الكبري في المنطقة .ثم شن الحرب منها باتجاه القدس .لكن البندقيين الذين تولوا امر توجيه وتوفير وسائل النقل والغذاء للحملة لقاء 85 الف مارك مضىي ، اثّروا في مسار الحملة ووجهوها الى القسطنطينية عمدا . لأن الصليبيين لم يوفروا المبلغ المتفق عليه . واسفرت الحملة عن تخريب وتدمير القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية ومركز الثقافة الإغريقية العريقة ، ولم تتخذ البابوية اجراءات عملية تجاه هذا الحدث . وكانت تلك الحملة تمثل انحطاط الحملات الصليبية التي اصبحت فيما بعد بحاجة الى تبرير مقنع ، بعدما كانت امرا الهيا باسم الكنيسة.

الحملات الصليبية الطفولية

حدثت في حدود عام 1212 وكانت هذه الحركة شبيهة بحملة الفقراء الأولى قبل 1096م ، يختلف حولها المؤرخون لقلة ما خط عنها.

يرى بعض المؤرخين ان هاتين الحملتين لم تكونا سوى جموعا من الاقنان والفقراء الذين استاءوا من الفشل الذي لاقته الحملات السابقة بقيادة الاسياد ، وان تسميتهم بالحملة الطفولية اوحملة الاطفال اتىت كاستعارة صورية لهذه الجموع .ولم تكن ترتبط حقيقة بكون المشاركين فيها من الاطفال . لكنها تصوير لفظي اصبح فيما بعد وهما تاريخيا . ويرى البعض من المؤرخين انها كانت حملتين اشهجر فيها اعداد كبيرة من الاطفال ،وان لم تقتصر عليهم.

مات الكثير من المشاركين بسبب الجوع والظروف القاسية ، وتفرقت الجموع وركب بعضهم السفن فسقطوا في ايدي القراصنة وبيعوا كعبيد في اسواق النخاسةز ولم يصل المشاركون في اي من الحملتين الى الارض المقدسة.

الحملة الصليبية الخامسة 1217–1221

سعى البابا اينوشنتيوس الثالث الى بدء حملة صليبية جديدة عام 1213 . فبدأ بحملة وعظ دامت حتى انعقاد المجمع اللاتيني الرابع عام 1215 الذي اتخذ سلسلة من الاجراءات التي تتعلق بتنظيم الحملات الصليبية . تحركت قوات مجرية وجنوب المانية بقيادة اندارش الثاني وقوات نمساوية .ووصلت الى عكا .وتوقفت هناك حتى انضمت اليها قوات المانية وهولندية . فتوجهوا الى مدينة دمياط في شمال شرق الدلتا بمصر علي النيل . واستولوا عليها عام 1219 . وتحت الحاح نائب البابا اونوريوس الثالث والقاصد الرسولي بيلاجيوس استكمل الهجوم نحوالمنصورة .وفي ذلك الوقت بالذات بدأ فيضان النيل.وفتح المصريون السد علي النهر . وبتر المسلمون طريق التراجع على الصليبيين .وحاصرت قوات المسلمين الصليبيين باعداد كبيرة .وغرق المئات بمياه الفيضان . وأسر الملك لويس التاسع بدار إبن لقمان بالمنثورة فطلب الصليبييون الصلح واطلاق سراح الملك لويس .وقبلت الملكة شجر الدر زوجة السلطان الكامل الأيوبي الصلح ادراكا منها بخطر المغول في المشرق . وكان الكامل قد توفي ليلة معركة المنصورة وسقط الصلح في 30 اغسطس 1221 لمدةثمانية سنوات ، وكان على الصليبيين مغادرة دمياط ، ونفذوا ذلك في اوائل سبتمبر من نفس العام ومنيت الحملة الصليبية الخامسة بالفشل الذريع.


الحملة الصليبية السادسة 1228–1229

الإمبراطور فردريك الثاني (يسار) يلتقي الكامل محمد بن العادل (يمين)، من مخطوطة نوڤا كرونيكا رسم جوڤاني ڤلاني

قادها الامبراطور فريدريك الثاني هوهنشتاوفن الالماني الذي اراد ان يحقق مقاصده دون ان يسحب سيفه من غمده في صيف 1228 ، ولم تحظ هذه الحملة بمباركة البابوية بل حرم الامبراطور من الكنيسة لتأخره في تطبيق نذره بأخذ الصليب .تفاوض فيها فريدريك مع السلطان الكامل مما اسفر في فبراير 1229 عن صلح لمدةعشرة سنوات تنازل بلقاءه السلطان عن القدس باستتثناء منطقة الحرم ، وبيت لحم والناصرة وقسم من دائرة صيدا وطورون (تبنين حاليا) وكانت الحملة الاولى التي لا تبارك انطلاقها البابوية.

الحملة الصليبية السابعة 1248–1254

كان الهزيمة التي لحقت بقصائل الصليبيين عام 1244 وخسارتهم التامة للقدس ادت الى ترتيب الحملة الصليبية السابعة ، فقادها الملك الفرنسي لويس التاسع وتوجه بها الى مصر واستمرت الحملة بين عامي 1248 و1254 ، فسيطروا في البدء على دمياط ثم المنصورة ، ولكن المسلمين بقيادة الملك المعظم طوران شاه نجحوا في تدمير قواتهم وفي حصر بقاياها في المنصورة حتى استسلموا ، وسقط لويس في الاسر حتى تم فديه عام 1250 فعاد الى عكا وبقي فيها أربعة سنوات قبل العودة الى فرنسا بخفي حنين.

الحملة الصليبية الثامنة 1270

انطلق في هذه الحملة لويس التاسع ملك فرنسا في عام 1270 بعد حوالي ثلاثة سنوات من التأخير ، وقد قام بها عدد قليل من البارونات والفرسان الفرنسيون ، اذ ان فشل الحملات الجلي وانحطاط سمعتها صدهم عنها ، حتى ان مؤرخ سيرة حياة لويس التاسع الذي رافقه في حملته السابقة رفض الانضمام اليه هذه المرة ، ويروي هذا المؤرخ ان نبأ الحملة الجديدة كان مفاجئا للغاية بالنسبة له شخصيا وبالنسبة للاشخاص الآخرين المقربين من الملك ، وانه اذهل البارونات ، وكانت المعارضة مجمع عليها تقريبا واضطر الملك الى شراء حماسة الاسياد بالمال ، ونذر مع الملك النذر الصليبي ابناءه الثلاثة وبعض تابعي الملك الآخرين ، واتفق على ان توجه الحملة نحوتونس.

بدأت المفاوضات مع المستنصر امير تونس ولما هبط الصليبيون في تونس وصلت المفاوضات الى طريق مسدود ، وعندها انضم شارل الاول كونت انجو، الاخ الاصغر للويس وملك مملكة نابولي. واستولوا على قلعة قرطاجا القديمة ، ولكن وباء دب في صفوف الفرسان ، وتوفي على اثره الملك وافراد العائلة المالكة المرافقة باستثناء فيليب الابن البكر للملك الذي شفي ، وفي نفس يوم وفاة الملك وهو25 اغسطس 1270 وصل اخاه شارل الاول ، وخاضت قواته برفقة قوات لويس بقيادة خلفه فيليب بضع معارك ناجحة ضد قوات أمير تونس ، وفي اول نوفمبر 1270 سقطت معاهدة صلح مع المستنصر الزمته بدفع جزية مضاعفة الى ملك الصقليتيين ، كما ضمت حقوقا تجارية متبادلة ، وبعد 17 يوما من التوقيع ، ركب الصليبييون السفن وغادروتونس.

وقد حدثت حملات صليبية اخرى غير رئيسية منها:

  • الحملة على الهراطقة الالبيجيين في جنوب فرنسا بين عام 1209 و1229 ،
  • الحملة الصليبية على الاسكندرية بين عامي 1365 و1369 بقيادة الملك بطرس الاول ملك قبرص ،
  • حملة نيقيا عام 1396 ،

وفي القرن الرابع عشر وقع اكنر من 50 حملة ضد البروسيين الهادينيشيين ومدينة ليتاور نظمها الحاكمون في مناطق ألمانيا ، وفي القرن الخامس عشر حدثت أربعة حملات صليبية ضد الهوسيين التشيكيين ، ومن 1443 الى 1444 حدثت آخر حملة صليبية ضد الامبراطورية العثمانية.


الحملة الصليبية التاسعة 1271–1272

الدول المسيحية في بلاد الشام


ما بعدها

الحملات الصليبية الشمالية

حملات فرسان تيوتون

فرسان Livonian Brothers of the Sword.


الحملات الصليبية السويدية

الحملات الصليبية السويدية


أخرى

Wendish Crusade

Stedinger Crusade

Aragonese Crusade

Alexandrian Crusade

Norwich Crusade

Mahdian Crusade

حصار بلگراد 1456

الحملات الصلييبية على البلقان

الحملات الصليبية ضد التتار

Hussite Crusade

The battle between the Hussite warriors and the Crusaders, Jena Codex, 15th century


الآثار المترتبة

كان للحملات الصليبية تأثير كبير على اوروبا في العصور الوسطى ، في وقت كان السواد الاعظم من القارة موحدا تحت راية البابوية القوية ، ولكن بحلول القرن الرابع عشر الميلادي ، تفتت المبدأ القديم للمسيحية ، وبدأ تطور البيروقراطيات المركزية التي شكلت فيما بعد شكل الدولة القومية الحديثة في انجلترا وفرنسا والمانيا وغيرها.

كان تأثر الاوروبيين بالحضارة العربية والاسلامية كبيرا في فترة الحروب الصليبية ، ولكن يرى الكثير من المؤرخين ان التأثير الاعظم وانتنطق المعارف الطبية والمعمارية والفهمية الاخرى كان قد وقع في مناطق التبادل الثقافي والتجاري التي كانت في حالة سلام مع الولايات الاسلامية ، مثل الدولة النورمانية في جنوب ايطاليا ومناطق التداخل العربي- الاسلامي مع اوروبا في الاندلس ومدن الازدهار التجاري في حوض المتوسط كالبندقية وجنوه والاسكندرية ، ولكن ما من شك بتأثر الاوروبين بالعرب خلال الحملات الصليبية ايضا ، فكان تطور بناء القلاع الاوربية لتصبح ابنية حجرية ضخمة كما هي القلاع في الشرق بدلا من الابنية الخشبية البسيطة التي كانت في السابق ، كما ساهمت الحملات الصليبية في انشاء المدن- الدول في ايطاليا التي استفادت منذ البدء من العلاقات التجارية والمبادلات الثقافية مع الممالك الصليبية والمدن الاسلامية.

وكان للحملات الصليبية اثارا دموية ، فبالاضافة الى سفك الدماء في الحروب في الشرق ، كانت الاقليات من غير المؤمنين تعاني الامرين ، فكان الهراطقة الالبيجيين في جنوب فرنسا واليهود في المانيا وهنغاريا قد تعرضوا لمذابح بوصفهم "كفرة" او"قتلة المسيح" ، وادى ذلك الى تنمية التمييز العرقي بين شعوب اوروبا الذي كان تكتل اليهود في اوروبا وعزلهم من نتائجه ، الامر الذي الهم فيما بعد الفكر النازي والفاشي في فترة مراهقة الدول القومية في اوروبا.


دور النساء

نقد

التراث

ترى الشعوب التي تم السيطرة عليها من قبل الصليبيين اثناء الحروب الصليبية على انها كانت شكل استعماري وفترة قمع وتأخر ، ويرى المسلمون في شخصيات كصلاح الدين والظاهر بيبرس ابطالا محررين ، وكذلك يرى الاوروبيون الشخصيات المشاركة في الحروب الصليبية ابطالا مغامرين محاطين بهالة من القداسة ، فيعتبر لويس التاسع قديسا ويمثل صورة المؤمن الخالص في فرنسا ، ويعتبر ريتشارد قلب الاسد ملك صليبي نموذجي ، وكذلك فريدريك بربروسا في الثقافة الالمانية.

كما ينظر إلى مسمى حملة صليبية في عديد من الثقافات الغربية نظرة إيجابية على أنه حملة لأجل الخير أولهدف سامي ويعمم المصطلح أحيانا ليتخطى الإطار الديني، فقد ترد عبارات كـ"بدأ فلان حملة صليبية لإطعام الجياع"، كما استخدم المصطلح من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش لوصف ما أسماه الحرب على الإرهاب في 16 سبتمبر 2001 في تعبير مثيرة للجدل "This crusade, this war on terrorism is going to take a while." أي "هذه الحملة الصليبية، هذه الحرب على الإرهاب سيستلزمها وقت."[1]


تأريخ

السياسة والثقافة

تصوير من القرن العشرين لفوزات صلاح الدين
فرسان المعبد يلعبون الشطرنج، ليبروده لوس خيگوس، 1283


التجارة

نموذج لسوق الصليبيين في القدس

القوقاز

التسمية والاستخدام

التسمية

سمي الصليبييون في النصوص العربية بالفرنجة أوالافرنج وسميت الحملات الصليبية بحروب الفرنجة اما في الغرب فقد سمي الصلييون بتسميات متعددة كمؤمني القديس بطرس (fideles Sancti Petri) اوجنود المسيح (milites Christ)، ورأى من كان مندفعا بدافع الدين من الصليبيين انفسهم, على انهم حجاج ، واستخدم اسم "الحجاج المسلحين" لوصفهم في اشارة الى ان الحجيج لا يحمل السلاح في العادة .وكان الصليبيون ينذرون اويقسمون ان يصلوا الى القدس ويحصلوا على صليب من قماش يخاط الى ملابسهم ، واصبح اخذ هذا الصليب إشارة الى مجمل الرحلة التي يقوم بها جميع صليبي .

وفي العصور الوسطى كان يشار الى هذه الحروب عند الاوروبيين بمصطلحات تقابل الترحال والطواف والتجوب (peregrinatio)والطريق الى الارض المقدسة (iter in terram sanctam) وظهر مصطلح "الحرب الصليبية" او"الحملة الصليبية" على ما يظهر اول ما ظهر في درس لمؤرخ بلاط لويس التاسع عشر ، لويس ممبور سنة 1675.


الحملات الصليبية في الثقافة العامة

  • الناصر صلاح الدين (فيلم).
  • مملكة السلام (فيلم).

انظر أيضاً

بوابة الحملات الصليبية
بوابة العصور الوسطى
بوابة History
  • Bull of the Crusade
  • Persecution of Jews in the First Crusade
  • تاريخ اليهود والحملات الصليبية
  • حرب دينية
  • ديموغرافيا العصور الوسطى
  • العصر المضىي الإسلامي
  • Mongol conquests
  • الحروب البيزنطية العثمانية
  • الحروب العثمانية في اوروپا
  • حصار أنطاكية (1268)

؛ بعض نتائج الحملات الصليبية

  • ولايات صليبية
  • قائمة القلاع الصليبية
  • Letter of the Karaite elders of Ascalon

؛ خلفيات:

  • الحروب البيزنطية العربية
  • الحروب البيزنطنية السلجوقية
  • Muslim conquests
  • Islamic conquest of southern Italy
  • Umayyad conquest of Hispania
  • Great German Pilgrimage of 1064–1065
  • War of Barbastro
Events named "crusade" but not included in historical crusades
  • Shepherds' Crusade
  • Hussite Wars
  • الحملة الصليبية العاشرة

؛ الإعلام والثقافة

  • الناصر صلاح الدين
  • فن الحملات الصليبية
  • Assassin's Creed
  • دائرة صليبية
  • مملكة السماء (فيلم)
  • قائمة الاوپرات عن الحملات الصليبية

؛ رتب عسكرية:

  • أوسمة عسكرية
  • فرسان مالطا
  • فرسان المعبد
  • Teutonic Knights

؛ المشاركون

  • قائمة الحملات الصليبية
  • الحشاشون
  • Frisian participation in the Crusades

؛ شخصيات بارزة:

  • صلاح الدين الأيوبي
  • نور الدين زنكي
  • الظاهر بيبرس
  • الناصر قليج أوفدان
  • خليل بن قلاوون
  • عماد الدين زنكي

هوامش

قراءات إضافية

مقدمات

  • Andrea, Alfred J. Encyclopedia of the Crusades. (2003).
  • Asbridge, Thomas. The First Crusade: A New History: The Roots of Conflict between Christianity and Islam (2005) excerpt and text search
  • Asbridge, Thomas. The Crusades: The Authoritative History of the War for the Holy Land (2011) excerpt and text search
  • France, John. Western Warfare in the Age of the Crusades, 1000-1300 (1999) online edition
  • Hillenbrand, Carole. The Crusades, Islamic Perspectives. (2000). excerpt and text search
  • Holt, P.M. The Age of the Crusades: The Near East from the Eleventh Century to 1517. (1986).
  • Madden, Thomas F. The New Concise History of the Crusades. (2005).
  • Phillips, Jonathan. Holy Warriors: A Modern History of the Crusades (2010)
  • Riley-Smith, Jonathan. The Crusades: A History (2005) excerpt and text search
  • Riley-Smith, Jonathan, ed. The Oxford History of the Crusades. (1995). online edition; excerpt and text search
  • Riley-Smith, Jonathan, ed. The Atlas of the Crusades (1991)
  • Runciman, Steven. A History of the Crusades, Volume I: The First Crusade and the Foundations of the Kingdom of Jerusalem.; Volume II: The Kingdom of Jerusalem and the Frankish East 1100-1187. and Volume III: The Kingdom of Acre and the Later Crusades (1951–53), the classic narrative history; hostile toward the crusaders
  • Tyerman, Christopher. God's War: A New History of the Crusades (2006)

دراسات متخصصة

  • Abulafia, David. Frederick II: A Medieval Emperor (1988)
  • Baldin, M. W., ed. The first hundred years (A History of the Crusades, volume, I) 1969 online
  • Boas, Adrian J. Jerusalem in the Time of the Crusades: Society, Landscape, and Art in the Holy City under Frankish Rule (2001) online edition
  • Bréhier, Louis. "Crusades," (1908) vol 4. online
  • Bréhier, Louis. "Latin Kingdom of Jerusalem (1099-1291)," (1910) vol 8. online
  • Bull, Marcus, and Norman Housley, eds. The Experience of Crusading Volume 1, Western Approaches. (2003) 323 pp.
  • Butler, R. Urban. "Urban II," (1911) online
  • Constable, Giles. "The Historiography of the Crusades" in Angeliki E. Laiou, ed. The Crusades from the Perspective of Byzantium and the Muslim World (2001); major overview of scholarship online
  • Edbury, Peter, and Jonathan Phillips, eds. The Experience of Crusading Volume 2, Defining the Crusader Kingdom. (2003) 326pp; specialized articles by scholars
  • Edgington, Susan B., and Sarah Lambert, eds. Gendering the Crusades. (2002) 232pp. essays by scholars.
  • Florean, Dana. "East Meets West: Cultural Confrontation and Exchange after the First Crusade." Language & Intercultural Communication, 2007, Vol.سبعة Issue 2, pp. 144–151 in EBSCO
  • Folda, Jaroslav. Crusader Art in the Holy Land, From the Third Crusade to the Fall of Acre (2005) excerpt and text search
  • France, John. Victory in the East: A Military History of the First Crusade (1996)
  • Harris, Jonathan. Byzantium and the Crusades. (2003). 276 pp.
  • Hillenbrand, Car. The Crusades: Islamic Perspectives (1999) excerpt and text search
  • Housley, Norman. The Later Crusades, 1274-1580: From Lyons to Alcazar (1992) online edition
  • James, Douglas. "Christians and the First Crusade." History Review (Dec 2005), Issue 53; online at EBSCO
  • Kagay, Donald J., and L. J. Andrew Villalon, eds. Crusaders, Condottieri, and Cannon: Medieval Warfare in Societies around the Mediterranean. (2003) online edition
  • Lane-Poole, Stanley. Saladin and the Fall of the Kingdom of Jerusalem (1898) full text online
  • Maalouf, Amin. Crusades Through Arab Eyes (1989) excerpt and text search
  • Madden, Thomas F. ed. The Crusades: The Essential Readings (2002) ISBN 0-631-23023-8 284pp, articles by scholars
  • Madden, Thomas F. et al., eds. Crusades Medieval Worlds in Conflict (2010), essays by specialists
  • Munro, Dana Carleton. "War and History,' American Historical Review 32:2 (January 1927): 219–31. On medieval histories of the crusades. online edition
  • Munro, Dana Carleton. The Kingdom of the Crusaders (1936) online edition
  • Peters, Edward. Christian Society and the Crusades, 1198-1229 (1971) online edition
  • Powell, James M. Anatomy of a Crusade, 1213-1221, (1986) online edition
  • Queller, Donald E., and Thomas F. Madden. The Fourth Crusade: The Conquest of Constantinople (2nd ed. 1999) excerpt and text search
  • Richard, Jean. Saint Louis: Crusader King of France (1992)
  • Riley-Smith, Jonathan.The First Crusade and the Idea of Crusading. (1986).
  • Runciman, Steven. A History of the Crusades, Volume I: The First Crusade and the Foundations of the Kingdom of Jerusalem.; Volume II: The Kingdom of Jerusalem and the Frankish East 1100-1187. and Volume III: The Kingdom of Acre and the Later Crusades (1951-53), the classic history; very hostile toward the crusaders
  • Setton, Kenneth ed., A History of the Crusades. (1969-1989), the standard scholarly history in six volumes, published by the University of Wisconsin Press complete text online.
  • Smail, R. C. "Crusaders' Castles of the Twelfth Century" Cambridge Historical Journal Vol. 10, No. 2. (1951), pp. 133–149. in JSTOR
  • Stark, Rodney. God's Battalions: The Case for the Crusades (2010) excerpt and text search
  • Tyerman, Christopher. England and the Crusades, 1095-1588. (1988). 492 pp.

مراجع أساسية

  • الصليبيون في الشرق - ميخائيل زابوروف - دار التقدم / موسكو1986
  • الحروب الصليبية كما رآها العرب،أمين معلوف
  • Barber, Malcolm, Bate, Keith (2010). Letters from the East: Crusaders, Pilgrims and Settlers in the 12th-13th Centuries (Crusade Texts in Translation Volume 18, Ashgate Publishing Ltd). ISBN 9780754663560
  • Housley, Norman, ed. Documents on the Later Crusades, 1274-1580 (1996)
  • Krey, August C. The First Crusade: The Accounts of Eye-Witnesses and Participants (1958).
  • Shaw, M. R. B. ed.Chronicles of the Crusades (1963) online edition
  • Villehardouin, Geoffrey, and Jean de Joinville. Chronicles of the Crusades ed. by Sir Frank Marzials (2007) excerpt and text search
Villehardouin's Conquest of Constantinople is a standard reference work on the Fourth Crusade; it is the first work in medieval French prose. Joinville's life of St. Louis is a classic description of the life and times of King Louis IX; it is written in Old French and is considered perhaps the best biography written in the Middle Ages.

وصلات خارجية

ابحث عن Crusade في
قاموس الفهم.
Wikisource has the text of the 1911 Encyclopædia Britannica article الحملات الصليبية.
  • The Crusades Wiki
  • The Crusades, a virtual college course through Boise State University ed. by E. L. Knox.
  • links to resources on crusades
  • "All About All Crusades" by Hans Doeleman; with timeline, maps, bibliography
  • Crusades: A Guide to Online Resources, Paul Crawford, 1999.
  • The Society for the Study of the Crusades and the Latin East—an international organization of professional Crusade scholars
  • De Re Militari: The Society for Medieval Military History—contains articles and primary sources related to the Crusades
  • Resources > Medieval Jewish History > The Crusades The Jewish History Resource Center – Project of the Dinur Center for Research in Jewish History, The Hebrew University of Jerusalem
  • The Crusades Encyclopedia – articles, primary and secondary sources, and bibliographies
  • An Islamic View of the Battlefield an article that provides indepth analysis of the theological basis of human wars
  • A History of the Crusades

تاريخ النشر: 2020-06-04 19:36:12
التصنيفات: صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, Commons category link from Wikidata, حملات صليبية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إيطاليا تسجل أعلى حصيلة إصابات يومية بكورونا بنحو 171 ألف حالة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:24:32
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

خارجية فرنسا: 300 من المرتزقة الأجانب غادروا شرق ليبيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:24:30
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

برلمانى يطالب بضم شركات قطاع الأعمال العام إلى وزارة الصناعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:24:41
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

«حماة الوطن» ينظم ندوات توعوية عن برامج التمكين الاقتصادى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:24:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

البحرين تُصادق على اتفاقية في مجال الطاقة مع المغرب

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:23:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

انطلاق ووصول 368 رحلة دولية وداخلية وتجارية بمطار القاهرة.. غدا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:23:13
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

أسهم البنوك وشركات السفر ترفع المؤشر الأوروبى لذروة جديدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:24:46
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

الجزائر تسجل أعلى حصيلة لإصابات كورونا منذ أشهر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:24:36
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

كلب ينقذ رجلاً سقط من جبل.. ويقوم بتدفئته لمدة 13 ساعة !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:23:19
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 69%

بعد توجيه الرئيس.. مستقبل جديد لمصانع إنتاج الأطراف الصناعية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:24:03
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

الغردقة تستقبل 70 رحلة جوية سياحية دولية وداخلية اليوم الثلاثاء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:23:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

الصحة تُعلن اليوم 5 وفيات بكورونا و4299 إصابة جديدة

المصدر: طنجة 7 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:24:32
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

تفاصيل القبض على توفيق عكاشة بمطار القاهرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:23:57
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

الأسهم الأوربية تواصل الارتفاع وتحقق ذروة جديدة

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:23:13
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 35%

فرنسا تسجل 300 ألف إصابة بكورنا خلال 24 ساعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-04 19:24:26
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

تحميل تطبيق المنصة العربية