ثمن الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أمس من قسنطينة، مواقف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تجاه القضية الفلسطينية، كما أثنى على خطوات الجيش الوطني الشعبي وشدد على ضرورة امتلاكه لأسلحة الردع لمواجهة التحديات الخارجية، في حين أكد أن الحركة تتضامن مع اللاعب الدولي، يوسف عطال، الذي يتعرض للملاحقة القضائية بفرنسا.
وذكر الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، خلال إشرافه على الجمعية العامة الانتخابية لولاية قسنطينة في إطار تجديد هياكل الحركة، أن الموقف الجزائري تجاه القضية الفلسطينية منسجم شعبيا ورسميا، ليثمن مواقف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لأنه "ناصر الشعب الفلسطيني في الوقت الذي كانت فيه الأنظمة تهرول للتطبيع"، مضيفا أنها تعبر عن عمق الشعب الجزائري وما يجول بباله على اختلاف أطيافه، فضلا عن تثمينه للدعوة لمحاكمة العدو الصهيوني على جرائمه أمام المحكمة الجنائية الدولية. وطالب المتحدث باستئناف مد الجسر الجوي لفائدة الشعب الفلسطيني في ظل الهدنة الحالية، كما أكد على ضرورة مواصلة الجهد على المستوى الدبلوماسي مع الدول الداعمة للمقاومة والشعب الفلسطيني، خصوصا أن المواقف الدولية تسجل تحولا.
وقال ذويبي في رد على سؤال النصر حول دعم الحركة لاستمرار برامج ومنجزات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إن "النهضة موضوعية وعادلة، وليست عدمية"، مؤكدا تثمينها لإدراج اللغة الإنجليزية التي اعتبر أنها "ستفك الحصار على المواطن الجزائري في الخارج في البحث العلمي أو في الاقتصاد والاستثمار"، فضلا عن مواقف الرئيس تجاه القضية الفلسطينية، كما شدد على أن الحزب يثمن كل ما هو إيجابي، فيما يدعو إلى استدراك كل ما هو ناقص. وشدد المتحدث على ضرورة أن يكون الجميع في مستوى "تضحيات شهداء ثورة التحرير وطموحات الشعب ليعيش حرا وسيدا ورأسه مرفوعا"، ليضيف: "إذا كانت كل هذه القضايا، فنحن نثمنها ونريد المزيد منها، لأن الشعب يستحق المزيد".
ودعا المتحدث في الكلمة التي ألقاها على المناضلين رئيس الجمهورية إلى المساهمة في إعادة إعمار غزة بتخصيص مبلغ مالي محترم وفتح المجال لتنظيم تيليطون شعبي، بينما أشار إلى أن المقاومة الفلسطينية أفشلت مخططات تصفية القضية الفلسطينية وتسليم قيادة المشرق العربي للكيان الصهيوني من خلال عملية "طوفان الأقصى" الاستباقية، كما انتقد المتحدث الدول العربية التي ذهبت إلى التطبيع، مستنكرا الطرح القائل بتأسيس دولة فلسطينية على حدود 1967 منزوعة السلاح.
من جهة أخرى، أكد الأمين العام أن الدولة مطالبة اليوم بمزيد من الخطوات لتقوية الجيش الوطني الشعبي لكونه الحافظ للسيادة الوطنية والأمن القومي، مثمنا الخطوات التي تجريها المؤسسة العسكرية مؤخرا، مثل جولة رئيس الأركان، الفريق أول السعيد شنقريحة، في الصين الشعبية، كما اعتبر أن هذه الخطوات تقوي المؤسسة العسكرية، في حين قال إن حركة النهضة تؤكد على ضرورة امتلاك الجيش الوطني الشعبي لأسلحة الردع، حيث نبه بأن الدول التي لا تمتلك جيشا قويا تصبح محل الأطماع، مشيرا إلى تحالف النظام المغربي مع الكيان الصهيوني ضد الجزائر، فضلا عن رهانه على أمريكا وفرنسا، لذلك اعتبر أن "السلاح بكل أنواعه هو ما يحفظ سيادة البلاد وقوتها وسلامة ترابها"، كما لفت إلى ضرورة تقوية الاقتصاد أيضا.
واعتبر ذويبي أن الأحزاب السياسية ستظل المحرك في المجال السياسي، والجانب الاقتصادي والاجتماعي، حيث لفت إلى أن المناضلين في الأحزاب السياسية هم من حركوا ثورة نوفمبر، مؤكدا أنه "لا يمكن أن نلغي العمل السياسي من دولة بحجم الجزائر". من جهة أخرى، أثنى المتحدث على التدابير المتخذة في قانون المالية وإلغاء الرسم على النشاط المهني، كما ثمن الإعلان عن إطلاق برنامج "عدل 3".
وعبّر ذويبي في تصريح خص به النصر عن تضامن الحركة مع لاعب المنتخب الوطني، يوسف عطال، الذي يتعرض للملاحقة القضائية بفرنسا بسبب تأييده لمقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني وحرب الإبادة التي يتعرض لها، حيث قال إن اللاعب الدولي يوسف عطال من الأصوات الجزائرية التي أيدت الشعب الفلسطيني من فرنسا التي تسعى لمنع المتضامنين مع الشعب الفلسطيني من التعبير، لكنه قوبل بموقف رسمي مخيب للآمال، ضاربا كل الشعارات المرفوعة من الجانب الفرنسي عن حرية التعبير في جميع القضايا الأخرى. وأضاف بالقول: "نحن نقدم له تحية إكبار وإجلال ونؤيده في حقه بالدفاع عن الموقف الفلسطيني ونرفض هذه الممارسات من السلطات الفرنسية"، التي دعاها إلى التعامل بميزان واحد.
سامي .ح
