بعدما أبادته الحشرة القرمزية.. هل ينجح المغرب في استعادة ثروة الصبار؟


تحاول مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري، منذ مدة، إعادة توطين وراعة الصبار بعدد من مناطق المغرب، بعدما قضت عليه نهائيا الحشرة القرمزية، آفة حرمت المملكة من ثروة طبيعية مقاومة لأقصى التقلبات المناخية، خاصة مع توالي سنوات الجفاف، وتعد مصدر رزق لملايين المغاربة بالمجال القروي وخارجه.

ومن بين المشاريع التي شرعت الوزارة في تنزيلها، مشروع إعادة إعمار مساحات الصبار بمنطقة دكالة، الذي يستهدف تراب الجماعة القروية لبولعوان التابعة لأولاد افرج (إقليم الجديدة).

وكانت المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الدار البيضاء سطات قد شرعت منذ يونيو الماضي في تنفيذ مشروع إعادة إعمار مساحات الصبار بمنطقة دكالة، بعدما تم الإجهاز عليه كليا من طرف الحشرة القرمزية وذلك بفضل التوصل إلى شتلات مقاومة لها.

وفي هذا الصدد أكد فتح الله فنيش رئيس مقاطعة التنمية الفلاحية بأولاد افرج التابعة للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدكالة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشروع إعادة إعمار مساحات الصبار، يأتي في إطار إدخال أنواع جديدة من الصبار مقاومة للحشرة القرمزية بتراب جماعة بولعوان.

وأضاف فنيش، أن المعهد الوطني للبحث الزراعي أفلح في إيجاد 8 أنواع مقاومة للحشرة ذاتها، حيث استفادت المقاطعة الفلاحية من 3 أنواع تزرع على امتداد ثلاث سنوات على مساحة تفوق 500 هكتار.

وأوضح رئيس مقاطعة التنمية الفلاحية، أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدكالة تمكن بتنسيق مع إحدى التعاونيات الفلاحية ببولعوان من زرع 130 هكتارا خلال سنة 2023 لفائدة 63 فلاحا، علاوة على 155 هكتار في السنة المقبلة، وما تبقى سيتم زرعه خلال الموسم الثالث.

وتابع أن الهدف من هذه العملية هو العمل على إعادة إحياء هذه النوعية من الزراعة التي لم تعد زراعة هامشية، بل أصبحت بفضل سياسة المخطط الأخضر والجيل الأخضر إحدى دعامات التنمية الفلاحية المحلية.

ولقي مشروع زراعة الصبار اهتماما كبيرا من طرف الفلاحين ببولعوان، سيما أنها تتوفر على أراضي غير صالحة لزراعة الحبوب، بل صالحة أساسا لاعتماد زراعات بديلة ومدرة للدخل خاصة الأشجار المثمرة كالتين والزيتون والرمان والصبار المقاوم للجفاف.

وفي تصريح مماثل، أكد لحسن حمرور رئيس تعاونية خير مبروكة، أن الفلاحين اهتموا حاليا بزراعة الصبار والانخراط فيه لتعويض زراعات الحبوب بسبب توالي سنوات الجفاف.

وأضاف حمرور أن حوالي 50 فلاحا بمنطقة بولعوان شرعوا في حفر الأرض في شهر فبراير 2023، واستفادوا من عملية تثيبت الشتلات في يونيو الماضي.

من جهته، أوضح المصطفى خربوش كاتب عام تعاونية خير مبروكة، أن مشروع إعادة إحياء زراعة الصبار، التي اختفت من المنطقة منذ حوالي 8 سنوات، انطلقت بزراعة 130 هكتارا، مشيرا إلى أن التعاونية شرعت في تسجيل دفعة أخرى من الفلاحين لزراعة 155 هكتارا أخرى خلال السنة المقبلة.

وأضاف خربوش أن المشروع يعد بإعادة الحياة لهذه الزراعة التي كانت متأصلة بدكالة، لكنها اندثرت بسبب الحشرة القرمزية.

وفي هذا السياق دعا إلى إحداث وحدة لتثمين المنتوج المنتظر، مع شق الطرق بين الجبال والهضاب المزروعة بالصبار وإيجاد حل جذري بديل لمشكل الجفاف.

تجدر الإشارة إلى أن المديرية الجهوية وضعت برنامجا طموحا لإعادة إعمار مساحات الصبار بمنطقة دكالة (الجديدة وسيدي بنور) إيمانا منها بأهمية ودور الصبار: منها ما هو إيكولوجي وسوسيو ــ اقتصادي وغذائي وصحي (صناعة تجميلية وعلاجية).

وتتميز زراعة الصبار بتأقلمها مع المناخ الجاف والحار والتربة الفقيرة، كما يستعمل الصبار كبديل لتغذية المواشي.

وأنشأت المديرية الجهوية للفلاحة بمركز البذور الرعوية بأولاد افرج منصة لتكثير نبتة الصبار المقاوم للحشرة القرمزية على مساحة 27 هكتارا مجهزة بنظام الري الموضعي باعتماد نظام صارم وتتبع دقيق للشتلات التي فاق عددها ما بين سنتي 2021 و2023، ما مجموعه 2.4 مليون شتلة.

تاريخ الخبر: 2023-11-29 15:13:02
المصدر: تيل كيل عربي - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

الاتحاد الأوروبي يقرّ بشكل نهائي ميثاق الهجرة واللجوء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 15:26:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية