مؤتمر كوب28 للمناخ يبدأ أعماله الخميس في دبي


إعلان

ويتحوّل موقع معرض "إكسبو 2020" الدولي، الواقع على أبواب الصحراء في إمارة دبي، على مدى أسبوعين إلى قلب نابض بدبلوماسية المناخ، إذ تأمل الإمارات وكذلك الأمم المتحدة في عقد مؤتمر تاريخي بقدر مؤتمر باريس عام 2015 عندما تعهّدت الدول بحصر الاحترار المناخي بأقلّ من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات الحرارة في فترة ما قبل الثورة الصناعية.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتّحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل الأربعاء "إنه أهمّ كوب منذ (مؤتمر) باريس"، مضيفًا "نتقدم اليوم بخطوات صغيرة، بينما نتوقع خطوات عملاقة".

وهذه المرة الثانية التي تستضيف فيها دولة خليجية مؤتمر المناخ، بعد قطر عام 2012. وعادةً تُعقد مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ كل عام في قارة مختلفة. وقبل عامين، رشّحت دول منطقة آسيا-المحيط الهادئ بالإجماع الإمارات لاستضافة هذا المؤتمر.

تضارب مصالح

إلا أنّ رئيس كوب28 الإماراتي سلطان الجابر الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك" النفطية الحكومية العملاقة، يتعرّض لانتقادات لاذعة خصوصًا بعدما كشفت هذا الأسبوع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ومركز التقارير المناخية (CCR) عن إحاطات داخلية تضمنت نقاطًا حول مشاريع إماراتية في مجال الطاقة على جدول أعمال اجتماعات "كوب28" مع عدد من الحكومات.

أشخاص يصلون إلى مدينة "إكسبو دبي" موقع إقامة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب28" في دبي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 © جوسيبي كاكاتشي / ا ف ب

ودافع الجابر عن نفسه الأربعاء بالقول "لم أر قط النقاط الحوارية المُشار إليها، ولم أستخدمها قط في مناقشاتي".

وفي حين رفعت شخصيات عديدة ومسؤولون ومنظمات غير حكومية الصوت عقب الفضيحة، إلا أن مقاطعة كوب28 ليست أمرًا مطروحًا، لأنّ مخاطر تغيّر المناخ كارثية خصوصًا مع توقع أن يكون 2023 العام الأكثر حرًا على الإطلاق.

ومُنحت اعتمادات لأكثر من 97 ألف شخص (وفود ووسائل إعلام ومنظمات غير حكومية ومجموعات ضغط ومنظمون وعاملون فنيون...)، أي ضعف العدد الذي سُجّل العام الماضي. ويُتوقع حضور نحو 180 رئيس دولة وحكومية بحلول 12 كانون الأول/ديسمبر، موعد انتهاء المؤتمر، بحسب المنظمين. لكن غالبًا ما يتمّ تمديده ليوم أو يومين.

الرئيسان الإسرائيلي والفلسطيني

ألغى البابا فرنسيس مشاركته في المؤتمر، بسبب إصابته بالرشح. غير أن أكثر من 140 من قادة العالم سيعتلون المنصّة في مدينة "إكسبو دبي" الجمعة والسبت، بعد افتتاح أعمال المؤتمر الخميس، لإلقاء خطابات لا تتجاوز مدّتها بضع دقائق وتهدف إلى إعطاء زخم سياسي للمفاوضات المعقّدة التي ستخوضها الوفود على مدى أسبوعين.

رجل يمر أمام شعار "كوب28" قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 © جويل ساماد / ا ف ب

وسيلقي الملك تشارلز الثالث الجمعة كلمته في مستهلّ "قمة القادة"، فيما سيغيب الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ اللذان يتسبب بلداهما بـ40% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.

والأربعاء، أعلن البيت الأبيض أنّ نائبة الرئيس كامالا هاريس ستشارك في كوب28، بعدما واجه بايدن انتقادات لعدم حضور المؤتمر.

وقال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري الأربعاء "بدون تحرّك الصين والولايات المتحدة بشكل قويّ لخفض الانبعاثات، لن نفوز في هذه المعركة".

مع قرب انتهاء مفاعيل الهدنة بين إسرائيل وحماس صباح الخميس، قد تلتقي نظرات الرئيسين الإسرائيلي إسحق هرتسوغ والفلسطيني محمود عباس الجمعة في دبي إذ تفصل بين خطابيهما كلمات ثلاثة قادة فقط، بحسب الترتيب الذي أعلنته الأمم المتحدة.

العلم الإسرائيلي من بين أعلام أخرى في مدينة "إكسبو دبي" حيث يُعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب28" في صورة التُقطت في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 © كريم صاحب / ا ف ب

يحضّر الإماراتيون للأيام الأولى من المؤتمر بعدد هائل من الالتزامات المناخية الطوعية من جانب الدول، مثل زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 وزيادة المساعدات المالية من الدول الغنية إلى الدول الأكثر عرضةً لتغير المناخ. كما بدأت الاستعدادات لاستقبال شركات كثيرة ستُكثّف إعلاناتها في هذا المجال.

لكن وحدها النصوص الرسمية التي سيتمّ تبنيها خلال المؤتمر بالإجماع وفق آلية الأمم المتحدة، ستتمتع بتأثير مماثل لاتفاق باريس. ولا يمكن استبعاد أن تبوء المفاوضات بفشل ذريع، إذ إن هناك معارضة شرسة من جانب دول منتجة للنفط، لذكر بشكل مباشر مسألة التخلص من الوقود الأحفوري في القرار النهائي.

ولدى سؤاله عن فرص نجاح كوب28، قال كيري الأربعاء "من الثمرة نحكم على الشجرة".

مؤتمرات المناخ غير مجدية؟

إنه سؤال مشروع، لأن منذ كوب21 واتفاق باريس، استمرّ تزايد انبعاثات الدفيئة. وفي حين كان العالم يتوقع آنذاك زيادة الانبعاثات بنسبة 16% بحلول عام 2030، إلا أنّ الأمم المتحدة خفّضت حاليًا توقعاتها إلى 2%.

سيارات في أحد شوارع دبي قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب28" في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 © كريم صاحب / ا ف ب

ولا يُعزى هذا التباطؤ إلى النصّ وحده، إنما التحول إلى الطاقات النظيفة لعب دورًا لا يمكن إنكاره، رغم أن العالم لا يزال على مسار احترار مناخي لا يُحتمل.

منذ 2015، تعهّدت نحو مئة دولة بالحياد الكربوني وأصبحت الطاقة الشمسية أرخص طاقة لتوليد الكهرباء فيما تلوح ذروة الطلب على الوقود الأحفوري في أفق العقد الحالي. وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن يصبح أكثر من ثلث السيارات الجديدة في العالم كهربائيًا عام 2030، وهو سيناريو كان لا يمكن تخيّله قبل عام 2015.

إيكو/أم/بم

تاريخ الخبر: 2023-11-30 06:07:18
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 84%
الأهمية: 98%

آخر الأخبار حول العالم

لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:26:04
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

العثور على باندا عملاقة نادرة في شمال غرب الصين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:25:50
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:26:10
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

العثور على باندا عملاقة نادرة في شمال غرب الصين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:25:55
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية