وقال إردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس "لا توجد أي مشكلة لا يمكن حلّها بيننا"، مشيرًا إلى رغبته في تحويل "بحر إيجه إلى بحر سلام وتعاون".
وأقرّ ميتسوتاكيس في تصريح مشترك بأن العلاقات الثنائية كانت "مهددة بشكل خطير" في الماضي لكنها أصبحت على "مسار أكثر هدوءًا". وأضاف "أشعر بواجب تاريخي لاستغلال الفرصة للتقريب بين البلدين كما حدودنا المتجاورة".
وأعلنت أثينا أنها اتفقت مع الاتحاد الأوروبي على تمديد تأشيرات السبعة أيام الممنوحة للمواطنين الأتراك لزيارة جزر بحر إيجه.
ووقعت اليونان وتركيا إعلان صداقة وستعملان على مضاعفة التجارة الثنائية بينهما إلى 10 مليارات دولار.
وفي وقت سابق الخميس، أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أمله في تدشين "عهد جديد" في العلاقات مع اليونان بعد أعوام من التوتر.
وقال لنظيرته اليونانية كاتيرينا ساكيلاروبولو "أعتقد أن اجتماع التعاون الاستراتيجي بين تركيا واليونان سيقود الى عهد جديد" في العلاقات بين البلدين.
وأضاف "علينا أن نكون متفائلين، وهذا التفاؤل سيكون مثمرًا في المستقبل".
ويزور إردوغان أثنيا للمرة الأولى منذ العام 2017 بعد سنوات من التوترات حول ترسيم حدود الجرف القاري للجزر اليونانية في بحر إيجه والتنقيب البحري عن مصادر الطاقة وملف الهجرة.
وفي إشارة الى سعيه لإعادة الدفء الى العلاقات، وصف إردوغان رئيس الوزراء ميتسوتاكيس بـ"الصديق".
وقال الرئيس التركي في مقابلة مع صحيفة "كاتيميريني" اليونانية "صديقي كيرياكوس، لن نهددك إذا ما هددتنا".
وأضاف "إذا قاربنا الخلافات من خلال الحوار والتوصل إلى أرضية مشتركة، فسيكون ذلك لمصلحة الجميع"، واضعًا حدًا لفترة طويلة استخدم فيها خطابًا عدائيًا تجاه الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.
"التضامن وإظهار الإنسانية"
شهدت العلاقات بين اليونان وتركيا، الدولتين المنضويتين في حلف شمال الأطلسي، العديد من التوترات. وبرزت الخلافات مجددًا بسبب محاولات تركيا استكشاف حقول هيدروكربونات في شرق البحر الأبيض المتوسط.
في العام 2022، اتهم إردوغان اليونان بـ"احتلال" جزر في بحر إيجه وحذر حينها من أن تركيا "قادرة على الوصول فجأة في أي ليلة" إلى هذه الجزر.
لكن العلاقات بين البلدين تحسنت منذ شباط/فبراير عندما أرسلت اليونان مساعدات الى تركيا بعد زلزال مدمّر أودى بحياة 50 ألف شخص على الأقل.
وقالت ساكيلاروبولو "خلال الأحداث المأسوية التي واجهها بلداننا (...) التضامن وإظهار الإنسانية كانا سمتَين جمعتا الشعبين".
وبعدما ذكّر بـ"النزاعات الإقليمية الكبرى"، قال ميتسوتاكيس في نهاية أيلول/سبتمبر إنه مستعد "لإيجاد حل على أساس القانون الدولي".
وأشارت قناة "إن تي في" التلفزيونية التركية الخاصة إلى أنه من المتوقع أن يتم توقيع 16 اتفاقًا ثنائيًا بين عدد من وزراء البلدَين الذين سيعقدون اجتماعًا لمجلس التعاون الأعلى.
"تعاون جيد" بشأن الهجرة
وسيكون هذا الاجتماع الأول من نوعه لهذا المجلس منذ العام 2016، ما يشكّل "مرحلة إيجابية" في التقارب، حسبما قال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس.
وترى الأستاذة في العلاقات الدولية في جامعة أثنيا أنتونيا زيرفاكي أن "الحوار هو الأداة الوحيدة لإيجاد طريقة لوضع خارطة طريق لترسيم حدود مناطق متنازع عليها في بحر إيجه".
واتّسمت الزيارة الأخيرة للرئيس التركي لليونان قبل ستة أعوام بخلاف دبلوماسي أعقبته فترة من التوتر على حدودهما البحرية والبرية الطويلة بين عامي 2020 و2022.
في مرحلة لاحقة، اتُهمت تركيا بدفع مهاجرين نحو اليونان للضغط على دول الاتحاد الأوروبي التي كانت قد تعهدت بتقديم مساعدات مالية لأنقرة لرعاية اللاجئين السوريين على أراضيها.
لكن في الأشهر الأخيرة، حقق خفر السواحل في البلدين "تعاونًا جيدًا"، وفق وزير الهجرة اليوناني ديميتريس كيريديس.
ومن المتوقع أن يتطرق المسؤولان إلى الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بعد أن بدا إردوغان مؤخرًا يوجه انتقادات لاذعة الى الدولة العبرية ورئيس وزرائها بنيامين نتانياهو.
وكان الرئيس التركي قد وصف إسرائيل عدة مرات بأنها "دولة إرهابية"، معتبراً أنّ حركة حماس "مجموعة تحرّر" تقوم بالدفاع عن أرضها.
واندلعت الحرب بين الجانبين بعدما أسفر هجوم لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عن مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، حسب السلطات الإسرائيلية.
وتوعّدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة. وأوقع القصف المكثف على غزة والذي ترافق اعتبارًا من 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، أكثر من 17 ألف قتيل، وفق آخر أرقام حكومة حماس.
© 2023 AFP
