على غير المعتاد .. الصناديق السلبية أدنى من منافستها النشطة


أظهر بحث أجرته مورنينجستار أن صناديق أرباح الأسهم السلبية التي تتبع المؤشرات كان أداؤها أقل "باستمرار" من أداء منافستها المدارة بشكل نشط على مدى العقد الماضي.
تعد النتائج غير عادية إلى حد كبير، حيث إن الأغلبية العظمى من الصناديق النشطة تحقق عادة عوائد أسوأ من البدائل السلبية الرخيصة على مدى فترات زمنية طويلة، على الأقل بعد أخذ رسومها المرتفعة في الحسبان.
قالت مونيكا كالاي، مديرة أبحاث الاستراتيجيات السلبية لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى مورنينجستار: "يتفوق مديرو الصناديق النشطة في فئة أرباح الأسهم العالمية باستمرار على نظرائهم السلبيين، ما يدل على ميزة واضحة".
مع ذلك، فقد وجد البحث أن التباين في الأداء يرجع إلى حد كبير إلى تركيز الصناديق السلبية بشكل أكبر على أسهم الشركات الصغيرة وأسهم القيمة.
يستند التحليل إلى الصناديق المتداولة في بورصة الأسهم العالمية وصناديق الاستثمار المشتركة عبر أوروبا وإفريقيا وآسيا، وهو قطاع قيمته 123 مليار يورو بعد تدفقات داخلة قياسية بلغت 19.9 مليار يورو في 2022.
تم إطلاق أول صندوق سلبي، وهو صندوق إكس تراكرز ستوكس جلوبال ديفيديند 100 سواب المتداول في البورصة، في 2007. وبعد "النمو الكبير على مدى العقد الماضي" - الذي بلغ ذروته بعد حشد 21 في المائة من صافي التدفقات إلى جميع صناديق الأسهم خلال الأشهر الـ18 الماضية - يوجد الآن 19 صندوقا تتتبع المؤشرات في القطاع بأصول مجمعة تزيد على عشرة مليارات يورو.
لكن أداءها كان أقل من المتوقع. فخلال العام حتى يونيو الماضي، بلغ عائدها 6.4 في المائة فقط على أساس الأصول المرجحة، أي أقل بكثير من 11.2 في المائة التي حققتها الصناديق النشطة، بعد الرسوم.
وبشكل مشابه، حققت أداء أقل من الهدف على مدى خمسة أعوام (4 في المائة سنويا مقابل 5.2 في المائة) وعشرة أعوام (4.5 في المائة مقابل 5.6 في المائة)، رغم أن أداءها كان أفضل على مدى ثلاثة أعوام (10.7 في المائة مقابل 9.4 في المائة).
على مدى العقد الماضي، نجا 61 في المائة من الصناديق النشطة المتاحة في 2013 والبالغ عددها 118 صندوقا وتفوقت على بديلها السلبي: في معظم فئات مورنينجستار، سيكون هذا أقل من 20 في المائة.
أرجعت كالاي هذه الأرقام المفاجئة إلى الاختلاف في المراكز بين الصناديق النشطة والسلبية.
قالت إن الصناديق السلبية "تفضل عادة العوائد والقيم الأكثر ارتفاعا والأصغر حجما. وفي عقد كان فيه أداء أسهم القيمة وأسهم الشركات الصغيرة أقل مقارنة بأسهم النمو وأسهم الشركات الكبيرة، فإن هذا الاختلاف في الاستراتيجية أمر محوري".
تنبع هذه الاختلافات من أقدم صناديق الأسهم السلبية، التي تتبعت مؤشر إكس تراكرز ستوكس جلوبال ديفيديند 100.
قالت كالاي إن هذا أدى إلى تركيز ضيق على تعظيم العوائد، فضلا عن "الميل الكبير نحو أسهم القيمة وأيضا أسهم الشركات الصغيرة".
في المقابل، "غالبا ما تتجنب صناديق الأرباح المدارة بشكل نشط الأسهم ذات العوائد الأعلى وبدلا من ذلك تجمع بين العوائد ونمو الأرباح لبناء محفظة أكثر قوة وتوازنا"، كما صرحت مورنينجستار، حيث إن الصناديق النشطة "لا تقوم فقط بتقييم إمكانات نمو الأرباح، ولكن (...) تدرس استدامة توزيعات الأرباح (...) للمساعدة على تجنب الشركات التي تقلل توزيعات الأرباح أو لا تجريها".
إن هذا الانقسام واضح في البيانات، حيث بلغ متوسط عائد الأرباح 3.58 في المائة للصناديق النشطة حتى أكتوبر، أي أقل بكثير من 5.34 في المائة للصناديق السلبية. حتى إن اثنين من الصناديق المتداولة في البورصة كان لهما عوائد مكونة من رقمين.
آلان ميلر، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة إس سي إم دايركت، وهي شركة لإدارة الثروات مقرها لندن تركز على الصناديق السلبية، يعتقد أن هذه كانت نقطة حاسمة.
قال ميلر: "لقد فوجئت برؤية أداء الصناديق النشطة يفوق أداء الصناديق السلبية، ولكن يمكن رؤية السبب في توزيعات الأرباح. عديد من الصناديق النشطة لديها عوائد أقل بكثير من الصناديق السلبية، حيث تميل الصناديق السلبية إلى التعامل مع أسهم القيمة التقليدية بينما يبدو أن الصناديق النشطة لديها مزيج من القيمة والجودة وبالتالي تنتج عوائد أقل".
ويتفق مع هذا الرأي بيتر سليب، كبير مديري المحافظ في شركة 7 إنفستمنت مانجمنت.
قال سليب: "لقد انتقدت في الماضي الصناديق المتداولة في البورصة ذات الأرباح (السلبية) لأن كثيرا منها، في رأيي، تم إنشاؤه بشكل سيئ".
"تنظر عديد من الصناديق المتداولة في البورصة إلى الأرباح التاريخية ولا تحاول التنبؤ فيما إذا كانت مستدامة. وهذا يقودها إلى أسهم ذات وزن زائد قد تكون على وشك خفض توزيعات أرباحها كما فعلت عديد من أسهم الموارد في 2015 أو في 2020. وفي الأغلب ما تكون أرباح الأسهم المرتفعة التي تزيد مثلا، على 6 في المائة، مؤشر خطر على أن الشركة في محنة أو على وشك خفض توزيعات أرباحها.
استشهدت كالاي بمثال مجموعة فنادق انتركونتيننتال التي علقت أرباحها خلال جائحة كوفيد في مارس 2020. ونتيجة لذلك، اضطر عديد من الصناديق السلبية القائمة على القواعد إلى بيع سهمها بأدنى سعر كما تبين، بينما كان للصناديق النشطة حرية الانتظار.
قالت إن الصناديق السلبية "تتطور" الآن وتقوم بشكل متزايد ببناء توقعات للعوائد في استراتيجياتها، وليس مجرد استراتيجيات ذات نظرة رجعية. وتتبنى أخرى ميلا نحو أسهم "الجودة". التي لديها أرباح مستقرة وعوائد مرتفعة على الأسهم.
ومع ذلك، لم يكن سليب مقتنعا بهذا النهج، مشيرا إلى أن أسهم "القيمة" وتوزيعات الأرباح المرتفعة وأسهم الشركات الصغير كانت عوامل أثبتت نجاحها على المدى الطويل.
في المقابل، يبدو أن الجودة "تغلبت على كل شيء آخر لأعوام، ومن المحتمل أن يمر عام أو عامان ثم تعود إلى متوسط قيمتها".
وقال سليب: "إن الطريقة الجيدة لخفض أداء السوق هي مطاردة الشركات ذات الأداء المتفوق في الأعوام الثلاثة الماضية. يسعدني أن يكون هذا هو ما تروج له شركة مورنينجستار لأنه سيمنح الأشخاص الآخرين -وأنا كذلك- الفرصة للتفوق في الأداء".

تاريخ الخبر: 2023-12-19 03:23:17
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 31%
الأهمية: 36%

آخر الأخبار حول العالم

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:56
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:26:03
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية