حذر خبراء في مجال الإعسار من احتمال تعرض المزيد من الشركات الكبرى في بريطانيا للإعسار في 2024، جراء ارتفاع تكاليف الاقتراض والضغط على ميزانيات المستهلكين.
كما حذر مسؤولون وخبراء في إعادة الهيكلة من أن الشركات ذات النمو المرتفع مثل شركات التكنولوجيا قد تكون من بين الشركات التي تواجه اضطرابات مالية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا"، ويأتي ذلك بعد عام آخر من الظروف الاقتصادية الصعبة التي أدت إلى زيادة حالات فشل الشركات خلال العام.
وأظهرت الأرقام الرسمية الصادرة عن "خدمة الإعسار" الحكومية في وقت سابق أن إجمالي حالات فشل الشركات خلال الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2023 كان أكثر مما تم الإبلاغ عنه خلال 2022 بأكمله.
وقال ديفيد كيلي رئيس قسم الإعسار في "برايس ووترهاوس كوبرز"، إن قطاع البناء وقطاع خدمات الأعمال شهد كل منهما 20 في المائة من إجمالي حالات الإعسار، وأضاف أنه يتوقع أن يظل هذان القطاعان "الأكثر تضررا في 2024"، وشهد قطاع الضيافة 17 في المائة من حالات الإعسار، في حين شهد قطاع التجزئة 14 في المائة من إجمالي الحالات.
وأعرب روب هورنبي، الشريك والمدير الإداري لشركة "أليكس بارتنرز"، عن توقعاته باستمرار حالات إعسار الشركات في 2024، وأضاف "نتوقع أن يكون العام المقبل عاما كبيرا بالنسبة للإعسار"، وقال هورنبي "من المرجح أن يكون ذلك على نطاق واسع، سواء من حيث المناطق الجغرافية أو القطاعات".
وقال المدير المتخصص في إعادة الهيكلة والاستشارات إن المجالات ذات النمو المرتفع عادة، مثل التكنولوجيا، يمكن أن تشهد اضطرابات حيث يتعرض التمويل لضغوط متزايدة.
وقال وريتشارد فليمنج المدير التنفيذي ورئيس قسم إعادة الهيكلة في أوروبا بشركة "ألفاريز آند مارسال"، إنهما يتوقعان أن تلجأ المزيد من الشركات لخطط إعادة الهيكلة هذا العام.
وبين إن هناك احتمالا بأن تحدث بعض حالات الفشل الكبيرة في 2024، حيث يواجه أولئك الذين يعانون من أعباء الديون الكبيرة ضغوطا خاصة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وأضاف "نتوقع مستوى مماثلا من حالات الإعسار بشكل عام في 2024"، متوقعا تأثيرا مزدوجا على الشركات في بريطانيا، بسبب تباطؤ طلب المستهلكين وارتفاع تكاليف الاقتراض".
