كشف مؤتمر التراث الثقافي المغمور بالمياه أنه تم العثور على اكتشاف حطام سفينة في أملج، وهي آخر 3 حطامات وجدت من السفن الثلاث في البحر الأحمر، ويعود تاريخها وفق البضائع إلى القرن 18، وكانت تبحر في الاتجاه الشمالي الغربي وحطام السفن الثلاث دليل على النشاط التجاري على امتداد الساحل البحر الأحمر، ولم يتم التحقق بشكل شامل من أي حطام لتلك السفن الثلاثة، وأنه باقي حتى الوقت الحالي درستها حيث لم تدرس قيمتها التاريخية والاقتصادية، وكذلك لم تدرس تفاصيل هندسة هيكل السفينة وتنوع البضائع التي تضمنت بشكل رئيسي جرار الماء وغلايين دخان من الفخار والخزف الصيني والتوابل، وأنه تم العثور على حطام هذه السفينة في مياه أملج خلال عام 2000، وجرى مسحه مبدئيا عامي 2015 و2016، وخلال عام 2022 بدأ فريق من متخصصي الآثار السعوديين والإيطاليين والمصريين أول عمليات التنقيب تحت الماء في السعودية عن حطام هذه السفينة. جاء ذلك من خلال مؤتمر التراث الثقافي المغمور بالمياه والذي أقيم بجدة.

مسح التراث البحري

تم من خلال المؤتمر طرح ورقة علمية تناقش مسح التراث البحري في نيوم، وكان مختصر تلك الورقة هو أنه يعد مسح الآثار الغارقة الذي أجراه فريق من متخصصي الجيوفيزياء وعلماء الآثار في نيوم أول مسح منهجي واسع النطاق من نوعه في البحر الأحمر، وسلطت نتائج هذا المشروع الرائدة الضوء على الأهمية الإستراتيجية لمنطقة نيوم خلال العصور القديمة المتأخرة وأواخر فترة ما قبل الإسلام، واستعرضت الورقة العلمية نتائج مشروع نيوم البحري، وتم مناقشة المنهجيات المتبعة في المسح التي يمكن استخدامها في دراسات الآثار الغارقة مستقبلا في البحر الأحمر، وكشف المسح عن كمية كبيرة من جرار الأمفورات الرومانية المتأخرة، ويعد اكتشاف حطام هذه السفن دليلا قاطعا على أن ارتباط تجارة البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي خلال العصور القديمة مما يسلط الضوء على الاتصالات والتفاعلات المكثفة بين جنوبي البحر الأحمر ( أدوليس، إمبراطورية أكسوم)، جنوبي الجزيرة العربية وشمالي البحر الأحمر (مناطق نيوم وخليج العقبة)، وتقدم نتائج هذا المسح رؤى حول التجارة والصلات بين الإمبراطورية البيزنطية ودول البحر الأحمر والمجتمعات الساحلية والمحيط الهندي خلال هذه الفترة.