تتسم "الديربيات" على مستوى العالمي بالندية والحماس والرغبة من طرف الفريقين في حسم النتيجة، وإرضاء الأنصار الطامحين في الظفر بنقاط لا تحمل قيمة من حيث الترتيب بقدر ما أنها حققت على حساب الغريم "الأزلي".
وتعبق كرة القدم العالمية بالعديد من الديربيات التي تنضح حماسا بمجرد ذكر أسمائها، من بينها "ديربي الغضب" بين ميلان وإنتر، وبوكا جونيورز أمام ريفر بلايت وكذا غلاسكو ورينجرز الإسكتلندين.
وقامت "البطولة" بدعوة من "لاليغا" برصد واحد من أرقى وأغرب "ديربيات العالم"، حيث تختلف مفاهيم وحيثيات المواجهة بين الطرفين من غضب ومنافسة حامية لاحترام وصداقة تجمع بين الناديين.
حديثنا اليوم عن "ديربي الباسك" بين أتلتيك كلوب وريال سوسييداد الذي يمثل تجسيدا حقيقا للروح الرياضية في عالم كرة القدم، بعيدا عن لغة المشاحنات والصراعات بين الجماهير التي قد تنتهي فصولها بشكل "تراجيدي".
وتنطلق أولى نسائم "الديربي" على إيقاع ارتداء عشاق الفريقين لأقمصتهم الممزوجة بالألوان الحمراء والسوداء والبيضاء والزرقاء، والتقاطهم للصور فيما بينهم، علما أن بعضهم يكون منتميا لأسرة واحدة ما يذكي حماسهم في إطار تعمه الروح الرياضية من كل جانب.
ويتجه الحشد الجماهيري صوب ملعب المواجهة سواء ملعب "السان ماميس" أو "الأنويتا"، مرددين أهازيج فريقيهما، دون الحاجة لتدخلات أمنية ووسط حماس منقطع النظير يشكل حلقة استنثاء لكل "أجنبي" يشاهد أجواء "الديربي" لأول مرة.
وتعرف المواجهة تنظيميا محكما من كلا الناديين، حيث أضحى مشاهدة مشجع لأحد الفريقين في جهة النادي المنافس أمرا اعتياديا يدخل من باب امتياز "ديربي الباسك"، دون الحديث عن الروح الرياضية التي تسير عليها المواجهة بين اللاعبين والأطقم الفنية للناديين.
ويتميز "الديربي" كذلك بتنظيم حفل في المنطقة الخاصة ما بين الشوطين، يعمل خلاله المناصرون على مشاركة غناء الأهازيج التي تشتهر بها المنطقة، في صورة "حماسية" تسبق استكمالهم لتفاصيل الشوط الثاني.
وعرف اللقاء الأخير انتصارا لأتلتيك كلوب على ريال سوسيداد (2-1)، ليغادر بعدها لاعبو الفريق الضيف تحت عاصفة من التصفيقات من قبل مناصري المضيف في مشهد يؤكد انفراد "الديربي" وتجسيده لعنوان الروح الرياضية.
