تصدعات في مجلس الحرب الاسرائيلي وعائلات الرهائن تطالب برحيل نيتنياهو


تشهد الهزات الارتدادية للحرب الضارية على غزة تصاعدا في وتيرتها، على كافة المستويات، المحلية والاقليمية، والدولية، يأتي في مقدمتها الانقسامات والتصدعات داخل مجلس الحرب الاسرائيلي،والتي تسببت في فشل الضعوط الامريكية للحد من سقوط ضحايا مدنيين في قطاع غزة، كما فشل الساسة الإسرائيليين في رأب الصدع بينهم حيال الصفقة التي تحاول قطر ومصر التوسط فيها، والتي من شأنها تحقيق وقفًاً دائمًا لإطلاق النار، فضلاً عن فشل المجلس في استعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس.

.وذلك الانقسام لا يتعلق بصفقة إطلاق المحتجزين والحرب على غزة فقط، بل إنّ القادة في إسرائيل منقسمون أيضًا بشأن ما يجب فعله بشأن “حزب الله”، وما إذا كانت هناك حاجة إلى رد عسكري بعيد المدى. وهو ما يفضله قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الذي اعلن ان احتمال اندلاع حرب على الحدود بين إسرائيل ولبنان أصبح “أعلى بكثير” من أي وقت مضى. مما يضيف للمشهد الشرق اوسطي برمته توترا جديداً.يٌضاف اليه تطورات الموقف في جنوب البحر الأحمر بعد استهداف القوات الأمريكية والبريطانية مواقع الحوثيين المدعومين من إيران على اثر تصعيد هجماتهم على السفن الغربية تضامنا مع غزة.

وتعد التقلبات والتطورات التي شهدها ملف المحتجزين الاسرائيليين هي المثال الابرز على التصدع واتساع الشرخ بين شريحة واسعة من الاسرائيليين وساستهم واتهامهم بتعمد التخلص من ابنائهم وفشل العائلات في انتزاع وعود قاطعة من مجلس الحرب باستعادة ابنائهم على قيد الحياة، وصلت الى حد الاعتصام امام وزارة الدفاع، لتنضم اليهم لاحقا حشودا من الاسرائيليين لا تطالب فقط باعادة الرهائن ولكن بانتخابات مبكرة ورحيل نيتنياهو حتى قبل ان تضع الحرب اوزارها .

في ذات الوقت تشهد الضفة الغربية تصاعدا في العنف والمواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل، حيث وقع تطورا نوعياً في تلك المواجهات، فى مدينة رعنانا شمالي تل أبيب، عبر عملية دهس وطعن خطفت الأنظار مؤقتا من الحرب الضارية التي تشنها إسرائيل على غزة. مما تسبب في مقتل امرأة سبعينية وإصابة 18 آخرين ، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن فلسطينيين اثنين نفذا عمليات دهس وطعن.

وهكذا لم تعد زخات الصواريخ التي تطلقها حماس، هي فقط مصدر القلق الرئيسي للإسرائيليين. حكومة وشعباً، وضاعف استمرار تنامي الغضب في الشارع الإسرائيلي، من العوامل الضاغطة على حكومة بنيامين نتنياهو، حتى صارت الأزمة في مربع التحالف الحكومي واحدة من محددات مآلات الحرب.وهو ما دفع لمزيد من الانقسام بين قادة مجلس الحرب الاسرائيلي حول جدوى استمرار الحرب، وافرز ذلك تصدعات من نوع اخر، ليس فقط بغياب الانسجام بين نيتنياهو ووزير الدفاع يوءاف جلانت وضبابية الصورة بشان مرحلة ما بعد الحرب على غزة، ولكن في احتدام الازمة بين القيادة السياسية والعسكرية في ظل تكرار الهجوم من اليمين المتشدد على رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هيرتسي هاليفي. الداعم لاستمرار الحرب وفتح جبهات اخرى مع حزب الله.

ويتهم يائير لبيب رئيس المعارضة الاسرائيلية بالسعي للاحتفاظ بمنصبه حتى لو كان ذلك ثمنه التضحية بالجنود والرهائن لانقاذ نفسه وليس لانقاذ الاسري، و يطالب باسقاط حكومة نيتنياهو،موضحاً:” لم يحرر الاسرى ولم يدمر القدرات العسكرية لحركة حماس ولم يصل لقيادات الصف الاول فيها، فماذا فعلت الحرب؟”

ويرى الخبراء ان الانقسامات الإسرائيلية تقلّص فرص السلام في غزة، والخلاف بين وزراء نتنياهو بشأن ما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن توافق على وقف دائم لإطلاق النار وإعطاء الأولوية لعودة المحتجزين أو المضي قدمًا في هدف القضاء على حماس خاصة في ظل أنّ المعارضة وبعض أعضاء مجلس الوزراء الحرب والعديد من الإسرائيليين يطالبون بإعادة التفكير في الحرب على غزة وهو ما يهدد شعبية نيتنياهو وفرص بقاؤه في منصبه.

وعلى الصعيد الدولي تحكم الضبايية ردود الافعال الامريكية والغربية، فبينما تمارس الولايات المتحدة ضغوطها – مؤخرا -على اسرائيل، الا انها مستمرة في الدعم العسكري لها، حتى ان مجلس الشيوخ الأمريكي رفض بالاغلبية، قبل يومين، مشروع قرار اقترحه السيناتور بيرني ساندرز، يهدف إلى خفض المساعدات العسكرية المقدمة إلى إسرائيل. في نفس الوقت الذي تدعم فيه المانيا وفرنسا قضية اسرائيل امام محكمة العدل الدولية والمتهمة فيها اسرائيل بالابادة الجماعية لاهل غزة، بالرغم من الضغط الشعبي على حكومات هذه الدول.

ومع استمرار ذلك الدعم نفذ الحوثيون هجوما على سفن أمريكية وبريطانية في خليج عدن بصواريخ بحرية. واعلنت ميلشيا الحوثي :”عملياتنا ضد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى فلسطين المحتلة لن تتوقف حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار.قائلة:” لن نتردد في استهداف مصادر التهديد في بحر العرب والبحر الأحمر”. مؤكدة استمرار الملاحة إلى كافة الوجهات كافة عدا فلسطين المحتلة، وهو ما زاد الامور تعقيدا على المستوى الاقليمي

وردا على ذلك وجهت الولايات المتحدة ضربة للحوثيين، هددت ميلشيا “الحوثي” بعدها بالرد على الاعتداءات الأمريكية والبريطانية قائلة:”.أي اعتداء جديد لن يبقى دون رد وعقاب”. الامر الذي دفع المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) باتريك رايدر للاعلان عن ان محاولة ردع الحوثيين لم تنجح حتى الآن.، مؤكداً اعتزام امريكا شن مزيد من الهجمات. للدفاع عن التجارة الدولية لها في البحر الأحمر. واعتزامها إعادة إدراج الحوثيين في اليمن على قائمة الكيانات والمنظمات “الإرهابية” .

ومع تزايد العوامل الضاعطة محليا ودوليا على مجلس الحرب الاسرائيلي مكنت الضغوط حماس من وضع شروط جديدة في ملف الرهائن، فتزامنا مع تنفيذ قطر. لبنود اتفاق توسطت فيه الدوحة لإدخال أدوية للرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة، وإيصال مساعدات لسكان القطاع الفلسطينيين. أعلنت حركة حماس عن شروطها لإدخال الأدوية الى الرهائن المحتجزين في القطاع ، وكشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق ان الشروط هي: رفض تفتيش إسرائيل للشاحنات التي ستنقل الادوية.، ومقابل كل علبة دواء للرهائن ألف علبة لأبناء شعبنا” في قطاع غزة،.وطلب “توفير الدواء عبر دولة نثق بها” وليس عبر فرنسا -حسب قوله-. وعلى “الصليب الأحمر أن يضع الدواء في أربع مستشفيات تغطي جميع مناطق غزة بما فيها أدوية الأسرى”.

جاءت هذه التطورات الأخيرة في ظل تصاعد التوترات بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر في غزة واليأس من إمكانية توقفها، وهي الحرب التي أسفرت بعد ما يزيد عن 100 يوم عن مقتل 24 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 60 ألف شخص وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع (نحو 1.9 مليون شخص)، فضلا عن تدمير شامل لقطاع غزة.ومقتل 1200 إسرائيلي، و148 من موظفي الأمم المتحدة.

 

تاريخ الخبر: 2024-01-18 21:21:52
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

عملية الإخلاء من رفح تشمل نحو 100 ألف شخص وحماس تصفها بـ"تطور خطير"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:18
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:04
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

عملية الإخلاء من رفح تشمل نحو 100 ألف شخص وحماس تصفها بـ"تطور خطير"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:00
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية