نهاية قصة بلماضي مع المنتخب
أكد أمس، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وليد صادي نهاية قصة الناخب الوطني جمال بلماضي مع المنتخب الوطني، بعدما اجتمع به وتوصلا إلى اتفاق يقضي بموجبه فسخ العقد، موجها رسالة اعتذار للشعب الجزائري عبر تغريدة نشرها على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر:» اجتمعت مع المدرب الوطني جمال بلماضي للحديث عن تبعات هذا الإقصاء المر، وتوصلنا إلى اتفاق ودي بحل الارتباط وفك العقد الذي يربط المدرب بالفاف».
وأضاف:» نشكر المدرب جمال بلماضي على كل ما قدمه للمنتخب ونتمنى له حظا موفقا في بقية مشوراه، كما نعتذر لعشاق المنتخب الوطني والشعب الجزائري، ونأسف على الوجه الذي ظهر به «المحاربون» في «الكان»، والخروج المر من الدور الأول، بعد أن اجتهدنا ووفرنا ظروفا مثالية للاعبين، من أجل التألق، وتحقيق الهدف. معذرة مرة أخرى لملايين الجزائريين الذين يعشقون منتخبهم ولن يتخلوا عنه».
وكان بلماضي، قد أخطر اللاعبين بأن لقاء موريتانيا الأخير له على رأس الخضر، قبل أن يتفادى الحديث عن مستقبله في الندوة الصحفية، عندما رد على أسئلة الصحفيين حول إمكانية رحيله عن المنتخب، وقال:» «عندما نعود إلى الجزائر سنتحدث عن الموضوع، ربما قد تكون النهاية»، وحتى في تصريحه لقناة «الكاف»، رفض الإعلان عن استقالته، غير أنه لم يتوان في إخبار رفقاء محرز عن كون مباراة موريتانيا الأخيرة بالنسبة له، وتمنى لهم حظا موفقا في بقية المشوار.
وكشف مصدر موثوق، بأن بلماضي تفاجأ بردة فعل الأنصار، الذين تنقلوا خصيصا إلى مقر إقامة الخضر ببواكي من أجله، عندما حاصروا رئيس الفاف وليد صادي، وطالبوه بإقالة بلماضي فورا، قبل أن يأتي الدور على مدرب الخضر الذي أظهر الفيديو المتداول لدخوله إلى فندق «الملعب» على متن سيارة خاصة وتحت حراسة أمنية مشددة، وسط سخط كبير من الجماهير المتنقلة إلى مدينة بواكي، وهي الرسالة التي فهمها جيدا بلماضي، الذي بات غير مرغوب فيه داخل بيت المنتخب، في انتظار الحسم في اللقاء المرتقب بينه وبين صادي، أين يتوقع ترسيم المغادرة بالتوقيع على وثيقة فسخ العقد، ووضع نقطة النهاية لقصة دامت حوالي 5 سنوات.
ثالث إخفاق في ظرف سنتين
يعتبر الخروج من دورة كوت ديفوار، ثالث إخفاق على التوالي لجمال بلماضي مع المنتخب الوطني في ظرف سنتين، بعد نكسة الغياب عن المونديال، وتضييع التأشيرة في آخر اللحظات أمام منتخب الكاميرون، رغم أن كل المعطيات كانت تشير إلى العكس، بعد العودة بفوز ثمين من ملعب جابوما، قبل أن يسقط الخضر إيابا بهدفين مقابل هدف، وقبل ذلك بأشهر قليلة ودع المنتخب الوطني «كان الكاميرون» من الدور الأول أيضا، رغم أن القرعة أوقعت الخضر في مجموعة كانت تبدو في المتناول، مثلما هو الحال في الدورة الحالية، غير أن رفقاء محرز أنهوا النسختين في المرتبة الأخيرة، بالاكتفاء بنقطة وحيدة في الكاميرون ونقطتين في كوت ديفوار، وسط حيرة كبيرة لدى الجماهير الجزائرية والمختصين بشأن المستديرة داخل وخارج القارة السمراء، نظرا للإمكانيات التي وفرتها الدولة الجزائرية والفاف لأشبال بلماضي، بداية ببرمجة تربص بالطوغو في أفخم الفنادق، ناهيك عن ضمان إقامة مريحة بمدينة بواكي، من خلال وضع فندق الملعب الذي تم إعادة تجهيزه بالكامل، غير أن المستوى المقدم من المنتخب، لم يكن عند مستوى التطلعات.
صادي باشر التفكير في الخليفة
وبعد نهاية قصة بلماضي مع المنتخب الوطني، فقد أشارت ذات المصادر، إلى أن وليد صادي قد باشر التفكير في خليفته، من خلال وضع قائمة مصغرة بأسماء المدربين القادرين على قيادة الخضر في الفترة القادمة، أين يصر رئيس الفاف على التعاقد مع المدرب الجديد في أقرب وقت ممكن، وذلك حتى يتسنى له الشروع في عمله، خاصة وأن المنتخب الوطني تنتظره مباراتين مهمتين في تصفيات مونديال 2026 شهر جوان القادم، أمام منتخبي غينيا وأوغندا، وقبل ذلك يمكن للناخب الجديد الاستفادة من فترة التوقف الدولي الخاص بشهر مارس، والذي سيعرف إقامة دورة دولية ودية بالجزائر، من تنظيم الاتحاد الدولي، مثلما كشف عنه مؤخرا رئيس الفاف، بحضور كل من بوليفيا وألبانيا وجنوب إفريقيا، وهي الفرصة التي تعتبر أكثر من مواتية بالنسبة لخليفة بلماضي.
وفي السياق ذاته، فإن صادي يفضل التعاقد مع مدرب يعرف القارة السمراء جيدا، بالنظر إلى الاستحقاقات القادمة، والمتمثلة في تصفيات مونديال 2026 و»كان 2025»، الأمر الذي جعله يضع قائمة مصغرة، ضمت عدة أسماء في صورة حليلوزيتش وكيروش ورونار المرتبط مع المنتخب النسوي الفرنسي، والذي استفسر مقربيه حول وجود بند في عقده من عدمه، سيما وأن مدرب اتحاد الجزائر السابق رحب بالفكرة، كما أنه سبق وأن التقى رئيس الفاف على هامش قرعة «كان كوت ديفوار» وتحدث معه، في انتظار الاستقرار على الخليفة. حمزة.س
