حول حتمية حل القضية الفلسطينية .. ماذا يقول إسرائيليون؟ (3)
حول حتمية حل القضية الفلسطينية .. ماذا يقول إسرائيليون؟ (3)
أواصل اليوم استعراض ما بدأته منذ أسبوعين حول حتمية حل القضية الفلسطينية بالرغم من استمرار الضربات الإسرائيلية الغاشمة التي لا تزال تتصور إمكانية نجاحها في كسر شوكة الفلسطينيين وقهرهم وإجبارهم علي التخلي عن تشبثهم بأرضهم أو التنازل عن تأسيس دولتهم… واليوم أقدم شهادة سيدة بريطانية تروي تفاصيل مثيرة حول تحذيرها ضد العرب في فلسطين وتصرفاتهم العدوانية لدي إقدامها علي زيارة بلادهم, لتكتشف فيما بعد أنهم قوم طيبون لا يضمرون شرا لأي غريب تطأ قدماه أرض بلادهم… هذه شهادة السيدة البريطانية التي ساقتها أقدارها للانصهار في الكيان الفلسطيني:
** اسمي سو سيباني كينج.. وسيباني اسم عربي من فلسطين, أنا في الأصل أنحدر من شمال لندن في المملكة المتحدة, وأعيش في منطقة سلو, وعندما كنت مراهقة سافرت إلي إسرائيل حيث قيل لي إنها صحراء جرداء حولها المهاجرون اليهود إلي أرض تفيض لبنا وعسلا.. وصلت إلي هناك وشعرت بالرعب عندما سمعت من اليهود أنه لا ينبغي لي التحدث إلي العرب أو ركوب أي سيارة معهم, لأنهم قد يغتصبونني ويقتلونني ويسرقون أموالي… وقد صدمت لأنني سبق لي أن قابلت عربا في المغرب أثناء وجودي في عطلة هناك ولم يكونوا كذلك علي الإطلاق… تركت السيارة الأولي التي استقللتها في إسرائيل ولم يحدث لي أي شيء مما حذروني منه.. ثم استقللت سيارة ثانية فتلقيت ذات الرسالة التحذيرية مثل الرسالة الأولي تماما… وبدأت أتساءل: لماذا يحاول الإسرائيليون تحريض الزائرين ضد العرب؟.. وعندما تكرر ذلك التحذير للمرة الثالثة قررت أن أتحقق بنفسي حتي أكتشف حقيقة ما يجري هناك..! أتعرفون ماذا؟
** انتهي بي الأمر إلي البقاء في فلسطين حيث تزوجت رجلا فلسطينيا مسيحيا ورزقت بابنتين فلسطينيتين ولدتا في فلسطين, وعشت هناك لمدة عشر سنوات, عايشت خلالها جميع مشاهد الفصل العنصري علي بشاعتها كما كانت تجري في ذلك الوقت, وهو ما يعد لا شيء مقارنة بالفظائع التي تحدث الآن.. طوال تلك السنوات وبينما كنت أواجه هذه الحملات, وعندما ذهبت طفلتاي إلي المدرسة لأول مرة سئلتا من أين أنتم؟.. وعندما قالتا من فلسطين ردوا عليهما هل تقصدان باكستان؟!!.. فلم يكن سكان إسرائيل وقتها قد سمعوا مسبقا عن فلسطين.. انظروا إلي أي مدي وصلنا في مجال محو الذاكرة عن أرض فلسطين وتاريخها الضارب في جذور هذه الأرض.. بالرغم من ذلك الواقع الشائن دعوني أسجل أن جميع أقراني وجيراني يعرفون تمام المعرفة اسم فلسطين, وسوف أستمر حتي أنفاسي الأخيرة أخبر الجميع لماذا نحتاج إلي دعم فلسطين.. لأنها تمثل أقسي وأطول عهود الظلم في عصرنا الحديث.
** إذا كان أحد يعتقد أن أي إنسان يمكنه المطالبة بأرض عاش عليها منذ نحو ألفي عام فأنا أشفق عليه, لأنه إذا كان الأمر كذلك فإن معظمنا الذين يعيشون في معظم أنحاء العالم لا ينتمون إلي الأماكن التي يعيشون عليها بالفعل, وبالتأكيد يمكن طردهم جميعا منها وإعادتها إلي سكانها الأصليين.. كذلك هذا ليس ادعاء منطقيا, فإذا استمعت إلي اليهود الأرثوذكس ستجدهم يقولون إنه ليس من المفترض أن تكون لديهم أرض في فلسطين, فالله لم يردهم هناك بل حكم عليهم أن يكونوا منتشرين مشتتين في جميع أنحاء العالم… لم يكن الأمر برمته متعلقا بوطن لليهود في فلسطين, إنما ما ادعاه زعماء الصهيونية العالمية كان يستهدف تأسيس دولة استعمارية تلبي المخططات الغربية.. مثلما سمعنا من الرئيس الأمريكي بايدن حين قال: إذا لم تكن هناك إسرائيل كنا سننشئ واحدة.. وهذا ما يثبت النية المبيتة وراء مصالح أمريكا والعالم الغربي نحو تأسيس إسرائيل الولاية رقم 51 في قلب الشرق الأوسط, والتي يمكنهم من خلالها تسخيرها لخدمة أهدافهم بالسيطرة علي المنطقة.
** هذا هو السبب وراء دعمهم لإسرائيل بالمال والسلاح وسماحهم لها بالإفلات التام من المساءلة والعقاب مما ترتكبه من انتهاك للقانون الدولي ولمعايير حقوق الإنسان واستباحتها العصف بحقوق الشعب الفلسطيني… لكن لا يزال القول الفصل مرهونا بالصمود الأسطوري للفلسطينيين وما يستثيره من إيقاظ ضمائر الشعوب الحرة حول العالم.