أعلن الدكتور اسلام سليم، رئيس الادارة المركزية للآثار الغارقة، اليوم، تنفيذ بعثة أثرية مصرية من الإدارة المركزية للأثارالغارقة، لإجراء أعمال حفائر بحرية شاملة عن الموقع الغارق الذي يحوي حطام سفينة جرى اكتشافها من القرن الثالث قبل الميلاد، غرقت قرابة ساحل العلمين بالساحل الشمالى، بالبحر الأبيض المتوسط ويبعد حوالي 650 متر من شاطئ منطقة العلمين.

وقال «سليم»، في تصريحات صحفيه ، الثلاثاء، أن البعثة المصرية تبدأ أعمالها في الموسم المقبل المقرر أبريل 2024، وتستمر الأعمال قرابة شهر، لتشمل حفائر منظمة في الموقع الغارق، مشيرًا إلى أنها مركب محملة بآلاف قطع الفخار والجرار الفخارية (الامفورات) المستوردة من جزيرة رودس باليونان والتي كانت تستخدم قديمًا في تخزين ونقل النبيذ، وكانت قادمة من أوروبا إلى منطقة العلمين، خاصة وان المنطقة المكتشفة كانت منطقة خضراء عبارة عن محطة إمداد أوروبا بالنبيذ قديمًا وليس كما هي الآن منطقة صحراوية .

وأوضح أن الإدارة تجهز حالياً للبعثة خاصة وانها بصدد الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المعنية لبدء الأعمال، مشيراً إلى أن المركب المراد دراستها وإجراء الحفائر البحرية عليها محملة بالفخار وارتطمت بجزيرة صغيرة أمام العلمين وغرقت.

وأشار إلى أن منطقة الساحل الشمالي كانت قديماً منطقة خضراء وتحوى العديد من مزارع العنب والزيتون واكتر من 30 مدينة وقرية وميناء، تعود للعصرين اليوناني والروماني من أهمها موانئ مرسى مطروح، والضبعة، مارينا العلمين، وكانت تلك الموانئ عبارة عن محطات في طريق السفن القادمة من شمال أفريقيا، وجنوب أوروبا إلى الإسكندرية.

ولفت «سليم»، إلى أنه تم الكشف عن المركب الغارق في يوليو عام 2023، من خلال بعثة مصرية برئاسته، اثر تلقى المجلس الأعلى للآثار، بلاغ من أحد المواطنين بالعثور على قطع فخارية، فتم القيام بأعمال غوص ومسح أثري لاستطلاع الموقع وتحديد الأهمية التاريخية والأثرية له فقط، ولم يتم عمل أي دراسات أو حفائر كاملة عن المنطقة والمركب الغارق

وأوضح أن البعثة سوف تقوم بإجراء حفائر شاملة للموقع ودراسة علمية شاملة للتعرف على طراز المركب الغارق وطراز الفخار الموجود، فضلاً عن البحث عن الجرار الفخارية، التي كانت محملة بها كما سيتم التعرف على وجهة المركب التي من المؤكد أنها قادمة من أوروبا، فضلاً عن التعرف على الأدوات اليومية التي كانت بحوز الركاب الموجودين في المركب وقت الغرق والتي قد تحوي بعض العملات والتي يتم من خلالها تحديد ماهية الحاكم أو فترة حكمه ما يسهل على البعثة عملها.

وعن موعد بدء الحفائر، قال أنه سيتم التنفيذ في أبريل المقبل، نظراً لكون الطبيعة البحرية ملائمة للأعمال تحت الماء في هذا التوقيت، خاصة وأن موسم الحفائر التحت مائي يبدأ من منتصف ابريل كل عام .

وقال أن المركب عمرها 2350 عاماً، متوقعاً أن يتم الانتهاء بدراسات ومكتشفات مهمة جداً لاسيما وأن المركب لا زالت «بكر» لم يتم التعامل معها أثرياً قبل ذلك، وسيتم الانتظار إلى ما تسفر عنه من أسرار أثناء الحفائر .

وتابع:«أن أهمية حطام المركب للمنطقة ذاتها يبرهن على ما كان معلوم من التاريخ أن المنطقة كانت مقراً تجارياً مهماً ما ينعكس على آلاف القطع الفخارية المحملة».