يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مدينة رفح، في وقت أمر فيه بنيامين نتانياهو جيشه بإعداد "خطة لإجلاء" مئات آلاف المدنيين من هناك قبل هجوم بري مُحتمل. وحذرت حركة حماس السبت من "مجزرة" في حال شن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية والتي تُشكل ملاذا أخيرا للنازحين البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.. فما هي المواقف الدولية حيال الهجوم المحتمل؟

وشنت إسرائيل غارات مكثفة، الجمعة، على رفح في أقصى جنوب قطاع غزة مع تلويحها بهجوم بري، فيما تحذر جهات دولية من التبعات "الكارثية" لهذا الهجوم.

مصر تستعد

واتخذت مصر تدابير دفاعية وأمنية مهمة على حدودها مع قطاع غزة. إذ قالت مصادر أمنية مصرية إن القاهرة أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرقي سيناء في الأسبوعين الماضيين. كما أقامت مصر جدارا حدوديا خرسانيا معززا بأسلاك شائكة، بالإضافة إلى حواجز رملية لتعزيز المراقبة على الحدود، في ظل مخاوف مصر من احتمال إجبار الفلسطينيين على الخروج بشكل جماعي من القطاع نحو سيناء.

أمريكا تحذر نتنياهو

من جانبها، حذرت الأمم المتحدة، من خلال أمينها العام انطونيو غوتيريش من "تداعيات إقليمية لا تحصى" للهجوم على رفح، ورأت أن "عملا مماثلا سيزيد بشكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني".

وقال غوتيرش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "الوضع في غزة جرح متقيح في ضميرنا الجماعي يهدد المنطقة بأسرها... لا يوجد أي مبرر للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. ومع ذلك، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن دمار وسقوط قتلى في غزة على نطاق وسرعة لا مثيل لها منذ أن أصبحت أمينا عاما". ودعا مرة أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج غير المشروط عن الرهائن.

وحذرت الولايات المتحدة، الخميس، من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، دون تخطيط أو بالقليل من التفكير ستكون "كارثة". كما قال الرئيس الأمريكي، إن الرد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة على الهجوم الذي شنته حركة حماس ضدّ إسرائيل "تجاوز الحد".

وحول هجوم عسكري بري مُحتمل على مدينة رفح ، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية : "لن ندعم القيام بشيء كهذا دون تخطيط جاد وموثوق به، لأنه يتعلق بأكثر من مليون شخص يحتمون هناك، وأيضا دون النظر في آثاره على المساعدات الإنسانية والمغادرة الآمنة للأجانب".

لمعرفة المزيد اضغط على الصورة:

من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي: "أي عملية عسكرية كبيرة في رفح في هذا الوقت، وفي ظل هذه الظروف، ومع وجود أكثر من مليون وربما أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يلتمسون اللجوء ويبحثون عن مأوى في رفح دون إيلاء الاعتبار الواجب لسلامتهم ستكون كارثة، ولن نؤيدها". أما وزير الخارجية الأميركي، بلينكن فقد اقترح على الإسرائيليين سبلا لضمان حماية المدنيين في رفح بغزة.

الاتحاد الأوروبي قلق

أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فقد أبدا قلقه بشأن الخطة الإسرائيلية لشن هجوم على مدينة رفح، قائلا "المعلومات التي تتحدث عن هجوم عسكري اسرائيلي على رفح تثير القلق"، مضيفا أن "هذا الأمر ستكون له تداعيات كارثية، تفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلا، و خسائر لا تحتمل في صفوف المدنيين ... يوجد حاليا 1.4 مليون فلسطيني في رفح، دون مكان آمن يتوجهون اليه، يواجهون الجوع".

وفي ذات السياق، فقد أعربت عدة منظمات إنسانية دولية عن قلقها من عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح محذرة من خسائر بشرية كبيرة بين أكثر من مليون فلسطيني محاصرين هناك، في الوقت الذي قد تتوقف فيه المساعدات الإنسانية تماما.

ويأتي التلويح الإسرائيلي بشن عملية في رفح في وقت تكثف الولايات المتحدة وقطر ومصر جهودها لدفع طرفي الحرب الى هدنة جديدة طويلة تتيح الإفراج عن مزيد من الرهائن الاسرائيليين وإطلاق معتقلين فلسطينيين، وإيصال مزيد من المساعدات الانسانية لسكان القطاع. ويرى مراقبون أن تنفيذ عملية عسكرية في رفح قد تكون له تداعيات سلبية تحول دون التوصل إلى هدنة جديدة.