على خلفية مخرجات مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة الذي أسفر عن قيادة جماعية للحزب في مؤتمره الأخير، إضافة إلى ما يروج عن وجود مرشح وحيد لحزب الاستقلال الذي حُدد موعده نهاية أبريل المقبل، تجدد النقاش حول أسباب هذه الممارسات التي تكرس ضعف الفاعل الحزبي.
أستاذ القانون الدستوري بجامعة الحسن الأول بسطات، عبد الحفيظ اليونسي، أكد أن “الخلاصة الأبرز في ما يقع في المؤتمرات العامة للأحزاب السياسية ببلادنا هو الحجر على المؤتمرين في اختيار قيادتهم”.
وأضاف اليونسي، في حديث لـ”الأيام 24″، أنه “غالبا ما يكون المرشح نتاج توافق بين مكونات هذه الأحزاب”، مستدركا: “لكن في حالة فشل هذا التوافق فغالبا ما يكون الانقسام هو المصير”.
وبخصوص أسباب هذه الممارسات، قال اليونسي، “في اعتقادي أن الأسباب متعددة لكن يمكن إجمالها في ثلاثة أسباب، الأول مرتبط باستقلالية هذه الأحزاب، إذ غالبا ما يتم الاختيار من خارج المؤتمر ويصبح دور المؤتمرين هو التصديق برفع الأيادي أو التصفيق”.
وتابع أن “السبب الثاني هو أزمة الثقة في الأحزاب السياسية التي أصبحت معزولة عن المجتمع وأصبح دورها انتخابي صرف دون بقية الوظائف الدستورية الأخرى”، مشيرا إلى أن السبب الثالث هو “انحسار الانتماء للحزب وتراجع البروفايل النضالي لصالح البروفايل الانتخابي أي من يستطيع حسم المقعد الانتخابي”.
وعن المطلوب لتجاوز هذه الوضعية الهشة للأحزاب السياسية، اعتبر اليونسي، أن المطلوب هو العمل الآني لتقوية جميع مؤسسات الوساطة في بلادنا وعلى رأسها الأحزاب السياسية مع التركيز على استقلالية القرار الحزبي.
وأبرز اليونسي، أهمية “التحشيد الاجتماعي” لإنجاح الأوراش الكبرى خصوصا الدولة الاجتماعية وهو تحشيد تقوم به الاحزاب السياسية، مشيرا إلى “وجود علاقة بين اختيار الناس لممثليهم وحقيقة اتخاذ القرار”.
