19 ب .. مسرحاً لصراع عالمين.. قمة في التضاد.. تحت سقف واحد.!


في ڤيللا قديمة متهالك كل ما فيها حتى بعض حوائطها.. يعيش عجوز “سيد رجب” في عالمه الخاص مع كلابه وقططه.. كحارس للعقار رقم 19 ب والذي هجره أصحابه منذ الستينات.

روتينية ورتابة يومه ( من تأكيل وتشريب الحيوانات .. حتى قبل أن يأكل هو ) .. والتي يصاحبها سعادة ورضا شديد.. خاصة مع سماعه لأغاني الطرب القديمة لعبد الوهاب وأم كلثوم وحتى اسمهان وعبد المطلب.. لا تستمر طويلاً.. فعزلته الاختيارية عن عالم الشارع الخارجي الصاخب بأغانيه وكلاكسات السيارات المزعجة ولغة سُياسه.. المغايرة تماما لزمن الرقي الجميل.. يكسرها دخيل ثقيل!

دفاع الحارس عن خصوصية المكان ورفضه استباحته من السايس الدخيل.. كان في عمق واقعه… دفاع عن خصوصيته هو نفسه.. التي استبيحت من “نصر” “أحمد خالد صالح” وما يمثله من فئة من شباب اللغة الهابطة والمزاج الفني الشعبي الصارخ بلا عمق وفتونة البلطجة.. في فرض قوانينهم على الفئات الأضعف.

وقفات مع رسائل الفيلم:

— لم يتم منح حارس العقار، اسمًا، ربما عن عمد، للإشارة إلى أنه قد يكون أي شخص عادي يعيش بيننا.

— ناهد السباعي كانت طبيعية وجميلة جدا في الأداء وكأنها حقاً ابنة الحارس الخائفة عليه.

— أشار الفيلم إلى قضية ملاحقة وتسميم كلاب الشوارع والتي – على حد علمي _ تحولت إلى التعقيم الآن.

— سلط الفيلم الضوء على التغيرات التي حدثت في التركيبة النفسية والشخصية في المجتمع المصري، والتي صعب على أجيال الزمن الجميل التكيف معها.

— العقار يحمل رقم (19 ب) كأنه بلا هوية ليشابه عقارات أخرى.. هجرها أصحابها وتغيرت معالمها.. ليطُمس رونقها مع الزمن.. الذي يترك بصماته القاسية على المكان كما الإنسان!

— للحقيقة دائماً وجه آخر.. يعبر عن مـاري فـكري
هذا.. لقطة واحدة عبقرية.. تُظهر الدكتورة الرحيمة “فدوى عابد “، التي كانت حريصة على ارسال طعام لحارس العقار ولحيواناته يوميا، وهي تأخذ أمها المسنة معها بالسيارة.. والتي من الواضح أن لديها نوع من الزهايمر في نظرتها الفائقة التعبير لحارس العقار وهي تحاول تذكره.. تلخص معنى قسوة الحكم الخارجي والسريع من البعض على مثل ما تفعله باعتباره إسراف.. مصدره أنها مرفهة بلا هموم!

— ظالم ومظلوم في نفس الوقت.. قضية يطرحها الفيلم بشدة.. من خلال شخصية السايس “نصر” التي جسدها (أحمد خالد صالح) بامتياز.. كنموذج مركب لتركيبة مجتمع.. لا تستطيع حبها.. ولا حتى لعنها.. خاصة وانت تلمس الجانب الإنساني فيها برغم البلطجة.. كإعطائه الطعام للطفل السائر بالشارع لسد جوعه! ولكن.. هناك فقير آخر في المقابل (حارس العقار) لم يبرر لنفسه البلطجة بسبب الفقر.. فهل يمكن أن تكون البلطجة حقاً.. نتاج مجتمع.. أم أنت بلا عذر أيها الإنسان!

— علاقة “يارا” ناهد السباعي بـ”نصر” (أحمد خالد صالح) غامضة.. هل كان بينهما قصة حب.. وخلى بها.. الفيلم يوحي بأكثر من هذا من خلال الصفعة التي صفعتها له.. ولم يكن له أي رد فعل.. بعد أن سألها هل تزوجت؟ فهل تعمد كاتب ومخرج الفيلم هذا ليشير من بعيد لبُعد ظلامي آخر تعيشه فتيات بدروم الحياة التعليمي والوظيفي.. كامتداد التعبير عن تغير تركيبة المجتمع!

— شخصية “سكر” (مجدي عطوة) صديق “حارس العقار” شخصية ربما لا تحس بوجودها، ولكنها ككثيرين في المجتمع.. تفهم كل ما يدور حولها وتحاول المساعدة والنصح، ولكن بشكل هادئ جداً… آسرة السلامة!

— بحجر، يدافع المنزل عن أصالته.. كما الحارس.. لقطة عميقة المغزى بالنهاية!

— فيلم “19ب”.. بطولة سيد رجب، ناهد السباعي، أحمد خالد صالح، فدوى عابد، مجدي عطوان وماهر خميس، إنتاج فيلم كلينك \محمد حفظي ومن تأليف وإخراج أحمد عبد الله السيد.

فاز فيلم «19 ب» بـ3 جوائز في إطار منافسته بالمسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة ضمن فعاليات الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهي : جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (الفيبرسي).- جائزة أفضل فيلم عربي، وجائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني لمدير التصوير مصطفى الكاشف.

عُرض فيلم «19 ب» يوم الأحد 25 فبراير، في ثاني أيام مسابقة أفلام مهرجان المهرجان الكاثوليكي للسينما فى دورته الـ72، و التي تقام حاليا، وتستمر حتى 1 مارس.

تاريخ الخبر: 2024-02-26 00:21:32
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

تحديات تواجه نستله.. لهذا تقرر سحب مياه “البيرييه” من الاسواق

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 00:25:39
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

سكوري : المغرب استطاع بناء نموذج للحوار الاجتماعي حظي بإشادة دولية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 00:25:27
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية