لقاء وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة ونظيره الفرنسي ستيفان سيجورني، لخص مجموع سنوات ثلاث من عمر أزمة دبلوماسية خانقة بين البلدين، فعلى عكس ما صدر من الرجلين من رسائل “الود” وتبادل المجاملات الدبلوماسية، حتى أن المسؤول الفرنسي لم يأت إلى الرباط بخطاب سياسي جديد، بل كرر “دعم بلاده لخطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية” التي تقرها باريس منذ العام 2007، فيما ترغب الرباط بدفع الإييزيه إلى لالتحاق بنادي داعمي مغربية الصحراء.
في لقاء بوريطة والمسؤول الفرنسي، رسم على وجه الوزيرين ابتسامة باردة في إحالة أن القطع مع الأزمة لم ينتهِ بعد، حيث ظهر بوريطة وسيجورني بملامح صارمة أحيانا، وحتى كلام وزير الخارجية المغربي، لم يكن يحتاج إلى الكثير من الاجتهاد لقراءة خلفياته، وكأنه كان يقول لنظيره الفرنسي إن هناك الكثير من الأمور التي تحتاج لجلسات مُكاشفة قبل الإعلان عن عودة المياه إلى مجاريها.
رسائل ستيفان سيجورني، ركزت بالأساس حول قضية الصحراء، قائلا إن بلاده تدرك جيدا أن القضية تعتبر وجودية للمغرب والمغاربة، مؤكدا أن الرباط ستجد دائما فرنسا إلى جانبها في هذه القضية، موضحا أن باريس تدعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء، و هذا الموقف ليس وليد اللحظة، بل منذ بداية خطة المغرب، وفق المسؤول الفرنسي؟
تصريحات وزير الخارجية الفرنسي من العاصمة الرباط، والتي أراد بها وضع نقطة نهاية للتوتر الذي طبع علاقات البلدين، لا يبدو أن وضع قطار العلاقات على سكته الصحيحة، حيث أنه لم تقدم للمغرب ما كان ربما يريده، بل لم تأت بجديد في الخطاب السياسي الفرنسي في علاقته بملف الصحراء، حيث سبق للسفير الفرنسي لدى الرباط كريستوف لوكورتييه أن ألمح في مقابلة مع إذاعة “دوزيم” على إنهاء فرنسا لترددها في الاعتراف بمغربية الصحراء من خلال إعلانه أن بلاده جزء من ديناميكية المغرب وأنها تدعم مخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه المملكة كحل وحيد منطقي لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء وهو المقترح الذي يكتسب يوما بعد آخر زخما دوليا.
