الدار/ فردوس الزعيم
باستخدام عيون التلسكوب العملاق، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي (ESO’s VLT) في تشيلي، اقتحم علماء الفلك أبعاد السماء واكتشفوا سرًا كونيًا جديدا. أخيرًا، حيث يسلط الاكتشاف الضوء على مصير أنظمة الكواكب عندما تصل النجوم إلى نهاية دورة حياتها.
فالباحثون حددوا ندبة مميزة على سطح نجم قزم أبيض، ما يمثل أول دليل مباشر على ابتلاع نجم للكواكب والكويكبات المحيطة به.
فمن المعروف أن بعض الأقزام البيضاء تقوم بتفكيك أجزاء من أنظمتها الكوكبية، فالمجال المغناطيسي للنجم يلعب دورا رئيسيا في هذه العملية، مما يؤدي إلى ندبة على سطح القزم الأبيض.
تُعزى الندبة الساطعة المشاهدة على سطح القزم الأبيض إلى تراكم المعادن، إشارة إلى استيعابه لجسم كوكبي ضخم، ربما يكون أكبر من فيستا، ثاني أكبر كويكب في نظامنا الشمسي.
وفي مزيج من الدهشة والتحليل العميق، كشف البروفيسور فاريهي وفريقه البحثي عن أسرار تكوين الندبة المعدنية، وكيف أن الأمر لم يكن عبثيًا بل كانت عملية متقنة يقودها الحقل المغناطيسي للنجم نفسه.
باستخدام أداة FORS2 ، الموجودة على التلسكوب العملاق، تمكن العلماء من الكشف عن هذا السر وتحليله بدقة، مما أضاء عالمنا بتفاصيل لم يسبق لها مثيل في ديناميات الكواكب خلال مراحل نضوج النجوم.
ويؤكد باجنولو على دور التلسكوب في هذه الدراسة المهمة، مُشيرًا إلى قدراته الفريدة في رصد الأجسام الخافتة وقياس المجالات المغناطيسية بدقة فائقة.
من خلال هذه الرؤى الجديدة، ينطلق علماء الفلك في رحلة استكشافية جديدة لفهم أعمق حول تكوين الكواكب ودينامياتها، حتى وإن بدا زمن النجوم المضيفة قد انقضى.
