شهدت أسلاك التعليم العالي بمختلف شعبه تحولات بيداغوجية كثيرة في ظرف وجيز، منها من مرت مرور الكرام ومنها من عرفت انتقادات واسعة أدت إلى حدوث احتقان قوي، مثلما حدث مع طلبة الطب والصيدلة وطب الاسنان الذين خرجوا منذ حوالي ثلاثة أشهر إلى الشوارع، احتجاجا على قرار تقليص سنوات الدراسة من سبع إلى ست سنوات.
وعلى غرار المتغيرات التي عرفها نظام التعليم الخاص بقطاع الطب، كانت في الجانب إصلاحات تعليمية همت العديد من الجامعات، اعتبرها بعض المراقبين “إصلاحات غابت عنها الحكمة الاستراتيجية”، خاصة بعد فقدان التوازن في القرارات المتعلقة بنظام الإجازة الذي عرف تحولات كثيرة، جاءت بناء على نقاشات وملاحظات رصدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين.
ورغم الإصلاحات البيداغوجية المبذولة في هذا السياق لتحقيق التميز الأكاديمي والعلمي وتلبية أيضا متطلبات سوق العمل الحديثة، لازالت هناك نواقص تشوب هذا القطاع والذي كان محط انتقاد وحديث العديد من المهتمين بمجال التربية والتكوين.
تعليقاً على هذا الموضوع، قال الحفيظ أدمينو أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن “هناك سياسة عمومية للإصلاح ممتدة من حيث الزمن، لأن إصلاحات التعليم امتدت منذ السنوات الأولى للاستقلال”، مؤكدا على أن “المؤشرات المرتبطة بالمؤسسات الدولية تدل على أن هناك تحركات كبيرة تتعلق بالمجهود العمومي وأيضا التمويل، بالإضافة إلى رفع الاعتمادات الاجتماعية، ورغم ذلك يبقى مؤشر التنمية البشرية ضئيل حسب التقارير التي تصدر عن المؤسسات الدولية”.
وتابع أدمينو، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “في المغرب دائما كان هاجس التعليم حاضرا، بداية بالمخطط الاستعجالي مرورا إلى ميثاق التربية والتكوين ووصولا إلى الخطة الاستراتيجية 2030 إضافة إلى القانون الإطار”.
وأشار المتحدث عينه أنه “كانت هناك إصلاحات كثيرة تعلقت بالتعليم العالي، شملت عددا من المقتضيات جاءت بناء على التشاور الذي نتجت عنه الخطة الاستراتيجية والتي شارك فيها فاعلين متعددين، من بينهم الجامعات والنقابات والشركاء الاجتماعيين”.
وأضاف الأستاذ الجامعي أن “الحكومة السابقة بدأت الإصلاح فيما يتعلق بمسالك الإجازة، وأن التحول الذي وقع هو الرجوع إلى نظام أربع سنوات”، مضيفا أنه “بطبيعة الحال حدث نقاش حول مضامين التدريس واللغات المعتمدة في ذلك، ومجلس الأعلى للتربية والتكوين قدم بدوره ملاحظات في هذا الإطار”.
وخلص أدمينو حديثه قائلا: “هناك إصلاحات تعليمية كبيرة شملت مستوى الإجازة والماستر والدكتوراه”، موردا أن “تقليص سنوات الدراسة في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، خلق احتقانا وردود أفعال قوية وهذا أمر طبيعي”.
