وبعد الظهر، اصطف العشرات أمام قبر المعارض حاملين باقات من الزهور، حسبما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس. وكما في اليوم السابق، قامت الشرطة بتركيب بوابات لكشف المعادن عند مدخل المقبرة.
في الصباح، زارت والدته ليودميلا نافالنايا مدفنه المغطى بالزهور في مقبرة بوريسوفو بجنوب موسكو، بعدما حضرت تشييعه الجمعة.
ورافقتها آلا أبروسيموفا، والدة يوليا نافالنايا أرملة نافالني.
وتقيم يوليا وابنتها وابنها وشقيق نافالني في الخارج ولم يحضروا الجنازة وسط مخاوف من احتمال اعتقالهم في حال عودتهم إلى روسيا.
وتعهدت يوليا نافالنايا بمواصلة مسيرة زوجها معتبرة أن بوتين "قتل" نافالني، وهو ما ينفيه الكرملين بشدة.
توفي نافالني، أبرز معارضي الرئيس فلاديمير بوتين لأكثر من عقد، في 16 شباط/فبراير في سجن في دائرة القطب الشمالي النائية حيث كان يقضي حكما بالسجن لمدة 19 عاما بتهمة "التطرف".
وأثارت محاكماته المتعددة إدانات على نطاق واسع لكونها وسيلة لمعاقبته على معارضته لبوتين.
"نضال"
وفي مقبرة بوريسوفو، البعيدة حوالى 20 كيلومترا عن الكرملين، قالت ناتاليا (50 عاما) لوكالة فرانس برس صباح السبت إنها تشعر بمزيج من "الحزن واليأس والأمل".
وأضافت "لكن في نهاية المطاف، طلب منا أليكسي ألا نيأس وأن نناضل"، في وقت يجري فيه قمع أي صوت معارض للكرملين، قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية المقرّرة من 15 إلى 17 آذار/مارس والتي يتوقع أن تمدّد عهد بوتين.
وقال فاديم (52 عاما) إنه "حزين ويشعر بالمرارة لفقدان رجل جدير بعصرنا"، داعيا مواطنيه إلى "الاستمرار في العيش كما يرغب أليكسي: العمل على أن يعيش الناس في بلدنا وفي جميع أنحاء العالم حياة أكثر سعادة".
لكن آخرين التقتهم وكالة فرانس برس السبت، اعتبروا أن وفاة نافالني تمثل بالفعل فقدان أي أمل في التغيير، في حين يمسك بوتين بزمام السلطة في روسيا منذ ربع قرن تقريبا.
وأعرب رومان (29 عاما) العامل في مجال تكنولوجيا المعلومات، عن أسفه قائلا "كل ما تم بناؤه هنا خلال كل هذه السنوات معه دُفن هنا".
معارضة بوتين
واحتشد الآلاف من أنصار نافالني لساعات الجمعة على طول الشارع المؤدي إلى الكنيسة حيث أقيمت مراسم دينية قصيرة، لوداعه قبل التوجه نحو المقبرة.
وهتف البعض "لا للحرب" فيما أطلق آخرون شعارات مؤيدة لنافالني متهمين بوتين بانه "قاتل"، وطالبوا بإطلاق سراح السجناء السياسيين.
وقالت المنظمة الحقوقية "أو في-إنفو" إن الشرطة الروسية اعتقلت 128 شخصا على الأقل كانو يشاركون في مراسم تكريم لنافالني في 19 مدينة الجمعة.
وكان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف حذّر من أيّ تظاهرات "غير مرخّصة" خلال الجنازة.
ومشهد خروج آلاف الأشخاص لدعم نافالني وللمطالبة بإنهاء الهجوم الروسي في أوكرانيا ولانتقاد الكرملين، غير مألوف في روسيا منذ بدايات هجوم موسكو على كييف في نهاية شباط/فبراير 2022.
© 2024 AFP
