العلاقات المغربية الخليجية.. درع لتحصين الوحدة الترابية وبناء المستقبل


الدار/ افتتاحية

الموقف الذي عبّر عنه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي يوم الأحد الماضي في الرياض لدعم وتأييد مغربية الصحراء يمثّل دليلا إضافيا على أن للمغرب أشقاء وحلفاء يمكنه الاعتماد عليهم في السّراء والضراء. إذا كان الله قد ابتلانا بجيران السوء الذين نعاني مؤامراتهم وشرورهم منذ زمن طويل، فقد أنعم علينا في المقابل بأشقاء لم يمنعهم بعد المسافة من مدّ جسور الدعم وصِلات التعاون والمساندة السياسية والاقتصادية والإنسانية على نحو يدعونا إلى الاطمئنان والامتنان في الوقت نفسه. دول الخليج العربي التي دعت منذ زمن طويل المغرب إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية للانضمام إلى هذا المجلس شكّلت في الماضي والحاضر وستظل في المستقبل حليفا استراتيجيا لبلادنا يمكننا التعويل عليه في المُلمّات وكذا في المناسبات الكبرى.

موقف دولة الإمارات العربية المتحدة النبيل والمشرّف على سبيل المثال لا يمكن أن يُنسى بعد أن كانت أول دولة عربية تبادر إلى اتخاذ قرار فتح تمثيلية دبلوماسية لها في الأقاليم الجنوبية. موقف المملكة العربية السعودية أيضا لا يمكن أن نمرّ عليه مرور الكرام بعد أن قررت مؤخرا تفعيل القرار الملكي القاضي بمنع استخدام الخرائط التي تجتزئ الصحراء المغربية في كافة المؤسسات التعليمية المدرسية والجامعية. وقِسْ على ذلك مواقف دول البحرين والكويت وسلطنة عمان واليمن وقطر. إنه جدار حماية لا يمكن الاستهانة به أبدا، ودرع لتحصين الوحدة الترابية نستطيع أن نطمئن إلى ما يبذله من جهود دبلوماسية اطمئنانا كبيرا.

على سبيل المثال لا الحصر ما فتئت دولة الإمارات العربية المتحدة تترافع بانتظام في مختلف المحافل الدولية بصوت ممثليها في الأمم المتحدة ومجالسها العديدة عن مغربية الصحراء، وتدعو بصفة رسمية إلى إنهاء النزاع المفتعل وتدعم بقوة مشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب. سمعنا ذلك في عدة مناسبات من دبلوماسيين إماراتيين على أعلى المستويات. ولمسنا أيضا أن المملكة العربية توظّف نفوذها الدبلوماسي الدولي في كثير من الأحيان لصالح القضية الوطنية وقد اتّضح ذلك بجلاء خلال مؤتمر القمة العربية التي احتضنتها الجزائر في نونبر 2022. نذكر جميعا كيف كان نظام الكابرانات يسعى بكل ما أوتي من نفوذ ومال وسلطة إلى تحويل هذه القمة إلى مناسبة لدعم الانفصال وتبني المشاركين في القمة بيانا يشير إلى جمهورية الوهم ويروّج أسطورة الانفصال.

لقد لعبت دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة دورا كبيرا في التصدّي لهذه المؤامرة، وانقلب السحر على الساحر، وتحوّلت القمة التي انتهت بعشاء الشيراتون الشهير إلى أفشل قمة عربية على الإطلاق. إذا أردت أن ترى نموذجا ناجحا للعلاقات العربية البينية فلن تجد أفضل من العلاقات المغربية الخليجية، ولا سيما مع الرياض وأبو ظبي. إنها مثال حيّ على معنى التنسيق الكامل في المواقف والرؤى والتصورات بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك. كثيرا ما نسمع هذه العبارة الشهيرة في بيانات اللقاءات الرسمية لكنّها فيما يتعلّق بالعلاقات المغربية الخليجية ذات معنى حقيقي وليست مجرد عبارة خشبية للاستهلاك الإعلامي.

لقد تحوّلت العلاقة المغربية الخليجية إلى شراكة حقيقية بدأت معالمها منذ الربيع العربي، وتعزّزت أكثر خلال عاصفة الحزم التي شارك فيها المغرب عسكريا إلى جانب السعودية وغيرها من دول الخليج للتصدي للاعتداءات الحوثية المدعومة من إيران. ومنذ ذلك الحين تُواصل العلاقات بين المغرب وهذين البلدين تحقيق المزيد من التطور على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والأمنية. ولعلّ الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في دجنبر الماضي وتُوّجت بالتوقيع على إعلان حول شراكة مبتكرة ومتجددة تشمل العديد من مجالات التعاون كانت عنوانا دالا للغاية على المسار التصاعدي الذي تعرفه هذه العلاقات نحو آفاق أكثر رحابة وتنوعا وعطاء.

تاريخ الخبر: 2024-03-08 21:25:44
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:49
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية