أكد الخبير الاقتصادي عمر الكتاني، أن 50 في المائة من الدخل الوطني تضيع بسبب الفساد، مبينا أن “هذا معناه ضياع كبير، إذ عوض أن نحقق نسبة نمو 6 في المائة نحقق بصعوبة نسبة 4 في المائة من النمو”.
وأوضح الكتاني، في حديث لـ”الأيام 24″، أن مقارنة المغرب مع دولة مثل ماليزيا التي تشبهه تقريبا من ناحية عدد السكان وزمن استقلالها إضافة إلى أنها تستثمر ما بين 30 إلى 35 في المائة من دخلها الوطني وهي تقريبا نفس النسبة التي تستثمرها بلادنا، تبين أنه رغم تشابه البلدين إلا أن هناك اختلافا في ما يحققانه في ما يتعلق بنسبة النمو.
وأضاف أن معدل النمو في ماليزيا يصل إلى 6 في المائة كحد أدنى، بينما يصل في المغرب إلى 4 في المائة، غير أن الفرق يصل إلى 2 في المائة في نسبة النمو بين البلدين، مشددا على أن 50 في المائة من الدخل الوطني تضيع بسبب الفساد.
وتساءل الكتاني، هل السبب في هذا الفرق هو أننا لا نستثمر استثمارات كافية؟، مستدركا: العكس تستثمر بلادنا ما بين 30 إلى 35 في المائة من الدخل الوطني وهي من أعلى النسب في العالم وموجودة هذه النسب في الدول الآسيوية.
وأرجع الكتاني، تحقيق هذه الدول الآسيوية لنسبة نمو تصل إلى 6 في المائة، مقابل تحقيق المغرب لـ 4 في المائة، إلى كون الفساد يبقى قليلا عند هذه الدول مقارنة بنسبة الفساد المرتفعة بالمغرب، مشددا على أن القوانين موجودة ولكن تتطلب التطبيق والتنفيذ ومتابعة التنفيذ.
وعن السبب وراء انتشار الفساد بالمغرب، اعتبر الكتاني، أن السبب الأساسي هو أخلاقي، لأن المدرسة والأسرة والإعلام لم يعودوا يلقنون القيم السلوكية التي تسمح للإنسان بأن يكون منتجا وإيجابيا في المجتمع.