منذ إعطاء الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، تعليماته قصد توجيه “المساعدة الإنسانية” لفائدة ساكنة قطاع غزة بمناسبة شهر رمضان المبارك، مازالت الجهات المعنية التي خولت لها مهمة الإشراف على هذه العملية غير المسبوقة منذ بداية الحرب في أكتوبر المنصرم، تقوم بتوزيع هذه المساعدات على الشعب الفلسطيني الشقيق.
وتم تقديم هذه المساعدات الملكية الإنسانية بواسطة الطريق البري الذي أنشأه جيش الاحتلال الإسرائيلي، على اعتبار أن المغرب أول بلد يقوم بإدخال هاته المساعدات والامدادات الإنسانية عبر هذا الخط الجديد.
في هذا الصدد، قال محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس، إن “هذه عملية تضامنية إنسانية متميزة وجّه بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس لفائدة إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة وفي القدس، تزامنا مع حلول شهر رمضان الكريم لهذا العام”.
وحسب تصريحات الشرقاوي، لجريدة “الأيام 24” الإلكترونية، فإن هذه “العملية تندرج في إطار الاهتمام الملكي الموصول بقضايا الاشقاء الفلسطينيين وعلى الخصوص في أيام الشدة، كالتي نشهد أطوراها في هذه الشهور الأخيرة جراء الحرب على غزة، والتي شلت الحياة فيها، وأثرت على محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية وفي القدس”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “صاحب الجلالة، بصفته رئيسا للجنة القدس أمر بـ 40 طنا من المساعدات وصلت لقطاع غزة عن طريق البر، تنضاف إلى الشحنة الأولى التي وصلت في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر من السنة الماضية، كما أمر الوكالة بتخصيص كميات مهمة أخرى للعائلات المحتاجة في القدس استفادت منها 2000 عائلة، إضافة إلى الأفراد المستفيدين من ىالحصة الغدائية اليومية وعددهم 1000 مستفيد”، مشيراً إلى أن “الوكالة أخذت بعين الاعتبار تسيير عملية توزيع المساعدات الغذائية وفق ضوابط وشروط، وضمن برمجة خاصة، تراعي الظروف المحيطة بالقدس”.
وأردف أيضا أن “المساعدات تتوزع على الفئات المستفيدة من السلال والحصص الغذائية على أحياء القدس كالبلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح ومخيم شعفاط والثوري والعيسوية، ومخيم قلنديا والرام، بغض النظر عن حجم المساعدات المرسلة إلى غزة وقيمتها المادية”، مؤكدا على أن “دخولها إلى القطاع عن طريق البر شكل سابقة استأثرت بالاهتمام العالمي، مما يكرس المكانة الخاصة التي تحظى بها المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك، على الصعيد الإقليمي والدولي”.
“الفلسطينيون، ممن فقدوا الأمل في إمكانية تدفق المساعدات إلى المناطق المنكوبة في غزة، استبشروا خيرا بهذه الخطوة المتقدمة، على طريق حلحلة هذا الصدام في شقه الإنساني على الأقل لإغاثة المنكوبين والمكلومين، الذين باتوا يتضورون جوعا أمام أنظار العالم”، يقول المتحدث، لافتا إلى أنه “قد استقبل أهل غزة هذه المساعدات النوعية، لاسيما المياه وحليب الموجه للمواليد وللرضع، بتقدير وامتنان لجلالة الملك، الذي تفضل بتمويل هذه العملية من ماله جلالته الخاص”.
وخلص الشرقاوي حديثه قائلا: “كما سمعنا أهل القدس، بمرجعياتهم الدينية الإسلامية والمسيحية، ثم أفرادا ومؤسسات، يرفعون الدعاء الصالح للمغرب ولأهله على تضامنهم المبدئي والثابت مع أشقائهم الفلسطينيين، وتقديرهم لعهد الارتباط المكين بالقدس الشريف وبأرض فلسطين المباركة”.
