اتحاد المغرب العربي.. مؤامرات جزائرية لا تنتهي وفشل بلا حدود!!


الدار/ افتتاحية

ما هي المؤامرة المتبقية لنظام الكابرانات بعد أن فشلت كلّ المحاولات السابقة لعزل المغرب أو تقسيمه أو زعزعة استقراره؟ لقد بذل نظام اللواء الأسير السابق السعيد شنقريحة كلّ ما في وسعه دبلوماسيا وماليا وسياسيا من أجل تحقيق انتصارات ولو صغيرة دون جدوى. آخر هذه المحاولات الفاشلة افتعال أزمة دبلوماسية بسبب قرار المغرب ضمّ بناية قديمة بعد اتفاق قانوني ومراسلات معلنة بين المصالح القنصلية الجزائرية ووزارة الخارجية المغربية. حاولت وزارة الخارجية الجزائرية أن تقيم الدنيا ولا تقعدها من خلال افتراءات وأكاذيب، ثم سرعان ما خفت صوتها بعد أن اتّضحت قانونية الموقف المغربي وشرعية القرار المتخذ بشأن ذلك. هذا ما دفع وزير الخارجية الجزائرية قبل أيام إلى الاعتراف أمام صحافة بلاده أن الرد المغربي كان مقنعا وأن الملف طُوي.

وما حدث بخصوص ملف البناية القنصلية ينطبق في الحقيقة على كافة المجالات. هناك فشل ذريع آخر حصدته الدبلوماسية الجزائرية مؤخرا يتعلق بمؤامرة بناء اتحاد مغاربي مكون من 4 دول مع استثناء المغرب. لقد حاولت الجزائر خلال القمة الأخيرة التي انعقدت في البلاد وجمعت الدول المنتجة للغاز أن تستقطب موريتانيا إلى هذا المشروع لكنها تلقت صفعة قوية بعد أن أعلنت نواكشوط أنها غير متحمسة تماما لأيّ اتحاد مغاربي خارج الإطار التقليدي الذي تأسس في ثمانينيات القرن الماضي، وما يزال في حالة موت سريري بسبب عناد النظام الجزائري، وينتظر الإنعاش والإحياء الرسمي إذا توفّرت الإرادات السياسية والنوايا الحسنة.

هذه المحاولة الفاشلة لإقصاء المغرب من اتحاد المغرب العربي وتأسيس كيان بديل جاءت مباشرة بعد إعلان المغرب عن تشكيل إطار يضم دول الساحل والصحراء التي يمكنها أن تستفيد من مبادرة الانفتاح على المحيط الأطلسي، وبعد إطلاق مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية التي تمتد من المغرب حتّى جنوب إفريقيا. ربّما اعتقد نظام الكابرانات أن المبادرات العديدة التي أطلقتها بلادنا على صعيد إنشاء تكتّلات إقليمية وقارية لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني تعني نهاية الارتباط بين المغرب وحلم اتحاد المغربي العربي. ربّما نسي الجزائريون أنهم عندما كانوا يصارعون الاحتلال الفرنسي كان المغرب أصلا قد أسّس هذه الفكرة وشرع في الدفاع عنها في شتّى المحافل الدولية والعربية والقارية على لسان قادة الأحزاب السياسية وأعضاء الحركة الوطنية، وقبلهم جميعا على لسان الملك الراحل محمد الخامس.

فكرة اتحاد المغرب العربي هي في الأصل فكرة مغربية أصيلة، ولا يمكن بتاتا تصوّر كيان إقليمي مغاربي دون أن يكون المغرب في قلب هذا المشروع وفي القاطرة الأولى التي ستقوده نحو التفعيل الحقيقي والنجاح الذي ما تزال تنتظره شعوب المنطقة. نحن نتحدث عن 5 بلدان تضم نحو 100 مليون نسمة بما يعنيه ذلك من ثروة بشرية هائلة وسوق مفتوحة، علاوة على ثروات معدنية وطاقية وزراعية وبحرية هائلة. والأَولى بهذه الخيرات وما يمكن أن تخلقه من نمو ونماء وتنمية هم شعوب هذه المنطقة التي ما تزال بعض أنظمتها للأسف رهينة لصراعات أيديولوجية متجاوزة ونزاعات حول زعامة فارغة لم يعد يطمح إليها أحد في هذا العالم السريع النمو الذي نعيش فيه.

لماذا تريد الجزائر أن تؤسس اتحاداً مغاربياً دون المغرب؟ لا يمكن تفسير هذا الهدف إلا بتفسيرات نفسية مؤسفة تقوم على هذا الحقد الدفين على المغرب والمغاربة وعلى قيادته الرشيدة وتاريخه العريق. والأكثر إثارة للأسف أن النظام الجزائري بنخبته الحالية ربّما يظن مخطئا أن المغرب يتصارع من أجل هذه الزعامة الإقليمية الوهمية. المغرب لا يقدم نفسه أبدا على أنه قوة ضاربة على الرغم من أنه في الحقيقة كذلك. المغرب مترفّع منذ زمن طويل عن هذه الصراعات الصغيرة التي أدت لسوء الحظ إلى إفشال الكثير من مشاريع الوحدة وقتل العديد من مبادرات التكتل التي كانت مرشحة لخلق تجارب تكامل اقتصادي وسياسي نموذجية. والتاريخ العربي المعاصر خير دليل على ذلك لِمن يعتبر. ما الذي أفشل الوحدة العربية السورية غير صراع الزعامات الوهمية بين جمال عبد الناصر وقادة الجيش السوري؟ ومن أمثلة مهازل ودروس تاريخ التكتلات المدفوعة بالتهافت على الزعامات الوهمية الاتحاد العربي الهاشمي بين الأردن والعراق والذي لم يدم سوى 4 أشهر، ثم قضت عليه أطماع العسكر السياسية.

عندما فكر الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد في تأسيس اتحاد المغرب العربي فقد وضعا في الذهن أن هذا التكتل قادر على توحيد الصوت المغاربي في مواجهة الأطماع الخارجية، ولا سيّما أطماع الأوربيين، الذين كانوا ومازالوا مستفيدين من حالة الفُرقة المسيطرة على المنطقة، وبعضهم لا يتردّد في اللعب على أوتارها وحبالها لعبة خبيثة، لكن على ما يبدو لم يفهم بعد نظام الكابرانات أهمية رهان السيادة المرتبطة بإنشاء تكتّل مغاربي قويّ تزايدت أهمّيته في الآونة الأخيرة بعد أن أضحت المخاطر الاستراتيجية في العالم أكثر تنوعا وتعقيدا من السابق.

تاريخ الخبر: 2024-03-31 00:25:31
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٣)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:21:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:18
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:01
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

كتل ضبابية وحرارة مرتفعة ورياح قوية في طقس يوم الجمعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:08:54
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 79%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية