هكذا انتهت قضية الصحراء.. مناورات بحرية في مياه الصحراء الطاهرة


الدار/ افتتاحية

المناورات والتدريبات والأنشطة العسكرية التي بدأتها البحرية الملكية منذ يوم 28 مارس المنصرم وتمتد إلى غاية 28 يونيو القادم تمثّل تجسيدا واضحا ووطنيا صريحا للسيادة المغربية على الصحراء المغربية. لا يهمّ إن كانت هذه المناورات ستثير قلق سلطات جزر الكناري أو غيظ بعض خصوم الوحدة الترابية أو بكائيات النظام الذي أنفق كلّ ما يملك من أجل استنبات دويلة وهمية في المنطقة دون جدوى. المهمّ في هذه العمليات العسكرية أنها تتم فوق مياه مغربية ويخوضها جنود مغاربة يحملون الراية المغربية التي ترفرف فوق كلّ ذرات رمال الصحراء. ولعلّ التوقيت الذي انطلقت فيه هذه المناورات العسكرية يؤكد بالملموس أن المغرب أضحى يتعامل بمنطق حاسم وصارم عندما يتعلّق الأمر بالصحراء المغربية.

وإذا كان بعض النوّاب الأوربيين الذين اعتادوا ممارسة الابتزاز ضد سيادة الدول على أقاليمها وأراضيها يريدون أن يحوّلوا هذا الحدث الروتيني إلى ذريعة لإشعال نار الفتنة بين المغرب وإسبانيا، فإن الردّ الذي صدر عن وزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني حسم الجدل، ولا سيما بعد أن رئيس الدبلوماسية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس، رئيس حكومة جزر الكناري، بأن التدريبات العسكرية للبحرية المغربية، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي في المياه القريبة من سواحل العيون والداخلة، ستستمر، وهي تتطور في مناطق بعيدة عن المياه الإقليمية الإسبانية.

هذه الرسالة السيادية التي يبعثها المغرب لا مجال فيها للتفاوض أو المساومة. ومفادها أن الصحراء مغربية بغض النظر عن قرارات أيّ برلمان أو مؤسسة أو هيئة قارية أو إقليمية أو دولية. وقضية الصحراء هي المنظار الذي أضحت بلادنا تنظر من خلاله إلى شركائها وحلفائها والمكانة التي يستحقّونها في سلّم العلاقات الخارجية لبلادنا. الأمم المتحدة على علم بهذه المناورات، وإطلاع الجيران الأوربيين ليس أمرا ضروريا ما دام الأمر يجري في نطاق الحدود البحرية لبلادنا التي ليست في حاجة إلى أخذ أيّ إذن أو استشارة أيّ جهة. قواتنا المسلحّة الملكية المرابطة في حدود الأقاليم الجنوبية تمارس أدوارها الدفاعية عن حوزة الوطن، والمناورات البحرية التي تقوم بها تأتي في إطار رفع أداء البحرية وتحسين كفاءتها، وهو أمر تقوم به جلّ الدول ذات السيادة في محيط مياهها الإقليمية.

وتجاهل السلطات المغربية ولا سيّما قطاع الشؤون الخارجية الردّ على أيّ من المخاوف أو التعليقات التي قد تبدر من هذا الطرف أو ذاك يمثل أيضا جزءاً من هذه الرؤية السيادية الكاملة. وفي الوقت نفسه تصل الرسالة العميقة إلى أولئك الذين كانوا يتحدثون بحسرة وألم قبل أيام عن قضية الصحراء باعتبارها ملفا ما يزال قائما ومطروحا في هيئة الأمم المتحدة بمختلف لجانها. ثم ماذا بعد؟ هذه المناورات والتدريبات التي ستخوضها قواتنا البحرية على مدار شهور وتلك التي تخوضها القوات البرية في مختلف المناطق الداخلية أكبر دليل على أن ملف الصحراء انتهى النهاية السعيدة والشرعية التي يجب أن يؤول إليها، وهي أن تبقى الصحراء في حضن المغرب، ويبقى المغرب محتضنا هذه الصحراء.

ومن المؤكد أن الألم والصراخ سيتزايد في معسكر الخصوم في الأسابيع القليلة المقبلة التي ستتواصل خلالها المناورات البحرية والتمارين الروتينية العسكرية. ونحن نريد أن نسمع المزيد من الألم والتباكي، ولا سيما عند الجيران الذين يصرّون للأسف وحدهم على النفخ في قضية ولدت ميتة لأنها لا تستند إلى أيّ شرعية تاريخية أو ثقافية أو جغرافية. ومن حقّنا أيضا أن نذكّرهم بأنّ الأوهام الانفصالية لم تعد حصناً يمكن الاختباء وراءه أو الاحتماء به. قريبا سيجد النظام الجزائري نفسه عاريا تماما، في مواجهة جرائم الماضي والخطايا التي اقترفها في حقّ شعبه أولا وفي حقّ شعوب المغرب العربي. وحينها سيتعيّن عليه البحث عن قصة دعائية أخرى لاستكمال مسيرة الكذب. لكن بعد فوات الأوان.

تاريخ الخبر: 2024-04-03 03:25:32
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

مسيرة حاشدة لطلبة كليات الطب وآبائهم بالرباط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

مسيرة حاشدة لطلبة كليات الطب وآبائهم بالرباط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:26
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

نتنياهو يرد على "قبول حماس للصفقة" بمهاجمة رفح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:16
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

نتنياهو يرد على "قبول حماس للصفقة" بمهاجمة رفح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:09
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية