رصد تقرير صادر عن “المركز الدولي لمبادرات الحوار” اختلالات الاتحاد الإفريقي من ناحية تعزيز السلام داخل القارة الإفريقية، إذ أشارت مضامينه إلى فشل هذه الهيئة القارية في إنهاء الصراعات التنظيمية والعسكرية التي تعرفها مختلف الدول والتي خلفت وراءها أزمات سياسية واقتصادية كبيرة أدت إلى حدوث نوع من “الضعف المؤسساتي” لدى هذه المنظمة الدولية.
في نفس السياق، سجل التقرير الذي تم إعداده من طرف ليزل لوفردران، أحد مستشاري الاتحاد الإفريقي في مجموعات الأزمات الدولية، أن “الدول الإفريقية لا تتفق حول كيفية معالجة الصراعات الإقليمية أو حول توجهات منظمة الاتحاد الإفريقي”، مشيرا إلى أن “وجود عدد كبير من المصالح المتنافسة التي انحازت إلى أحد طرفي الحرب في هذا البلد الإفريقي”.
من جهة أخرى، يرى مراقبون سياسيون أن هيكلة الاتحاد الإفريقي يجب إعادة النظر فيها بين الأعضاء، من أجل مواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية، ونشر السلم والسلام في المناطق التي تعتبر نقاط سوداء داخل المنتظم القاري والإقليمي.
تعليقاً على هذا الموضوع، قال نبيل الأندلوسي، خبير في العلاقات الدولية، ورئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، إنه “من الأهداف المنوطة بالاتحاد الإفريقي، والمضمنة في وثائقه التأسيسية، نجد “تعزيز السلام والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية”، بالإضافة لأهداف أخرى من قبيل تحقيق وحدة وتضامن أكبر بين الشعوب والبلدان الإفريقية، والدفاع عن سيادة واستقلال كافة الدول الإفريقية، وكذا العمل على تحقيق التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأفريقيا، وتهيئة الظروف الضرورية التي ستمكن القارة من لعب دورها المناسب في الاقتصاد العالمي والمفاوضات بين الدول”.
وأورد الأندلوسي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “كل هذه الأهداف منصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد، كأهداف، إلا أن تنزيلها تواجهه عدة صعوبات”.
وتابع المتحدث عينه أنه “من بين الصعوبات، التي تواجه الاتحاد الافريقي للقيام بمهامه وتحقيق أهدافه، خاصة على مستوى تعزيز السلام والأمن، هو الصراعات القائمة بين عدد من أعضاء الاتحاد، وغياب إرادة سياسية لدى عموم الدول لتمكين هذه المنظمة من وسائل الاشتغال، خاصة أن ميزانيتها مرتبطة بتمويلات حكومات هذه الدول، وقراراتها تتأثر بذلك”.
وأشار المحلل السياسي إلى أنه “من الصعب مطالبة هذه المنظمة الافريقية، بالقيام بأدوار أكبر من امكانياتها، على مستوى إنهاء الصراعات التي تنشب في المنطقة، لكن الدول مطالبة بتعزيز وتقوية آليات عمل الاتحاد، وإعادة هيكلته بما يستجيب لتحقيق القدرة على مواجهة التهديدات والتحديات التي تواجه القارة الإفريقية”.
“طبعا الاتحاد الافريقي غير مسؤول مباشرة على الانقلابات العسكرية، لكن ضعفه المؤسساتي، وعدم إمتلاكه لأدوات حماية الشرعية والديمقراطية بالبلدان الأعضاء، تأثر سلبا على السلام والأمن بالقارة الإفريقية بطبيعة الحال”، يقول المتحدث.
