استيقظ كريم من نومه وأسرع فى تحضير حقيبته المدرسية وجلس مع والدته ليتناول معها وجبة الإفطار، وبعد أن أصبح مستعداً للذهاب إلى المدرسة، أحضر كيسا صغيرا به ما تبقى من طعامه أمس، ثم خرج من البيت وبعد أن عبر إشارة المرور، وقف ينادى على القطط الذين أسرعوا إليه وكأنها يعرفونه منذ فترة طويلة، وأخذ يضع يده فى الكيس ويوزع بواقى الطعام عليهم، ليسرعوا بتناوله.
حكاية جديدة من حكايات كريم وسره العجيب
وأخذ صاحب الكشك الذى يقع بناصية الشارع الذى اعتاد كريم أن يجتمع فيه مع القطط ليحضر لهم بواقى الطعام، يراقبه وعندما انتهى كريم من إطعام القطط وأخذ يكمل سيره، وناداه صاحب الكشك قائلاً "أنت يا شاطر.. أنت يا ابنى" ليرد عليه كريم: "أيوة.. حضرتك بتنادينى"، ليرد صاحب الكشك: "أيوة بناديك.. أنت كل يوم تلم قطط الشوارع جنب الكشك وتقعد تأكل فيهم وبيصدعونى بنونوتهم دى.. بقولك إيه أبقى أكلهم فى حتة تانية غير هنا".
كريم وصاحب الكشك
ابتسم كريم وقال له: "يا عمو.. القطط دى كائنات طيبة جداً ومسكينة ومش عايزة بس غير إنها تاكل خاصة قطط الشارع اللى بتفضل طول اليوم تدور على الأكل فى كل حتة، عشان تأكل عيالها اللى لا حول لهم ولا قوة، ترضى إنك مثلاً عيالك يقعدوا من غير أكل أو شرب".
حكاية كريم وسره العجيب
شعر صاحب الكشك بالإحراج من الطفل الذي هزمه بطيبة قلبه وحنيته على الحيوانات الضعيفة، وقال له: "لا ما يرضنيش طبعاً"، ثم أخذ يفكر قليلاً وقال: "تصدق يا ابنى عندك حق.. طب إيه رأيك أنا هحطلهم مايه هنا عشان يشربوا وكمان كل يوم هحط لهم أكل"، ابتسم كريم لنجاحه فى إقناع صاحب الكشك بالعطف على القطط، وقال: "ربنا يجازى حضرتك كل خير"، وذهب كريم إلى مدرسته، بينما وضع صاحب الكشك بعض الماء للقطط ليروى عطشهم.
