ذودا عن غزة .. صحوة ضمير من إسرائيلي أمريكي
ذودا عن غزة .. صحوة ضمير من إسرائيلي أمريكي
بالرغم من التعتيم الإعلامي الشرس علي كل ما يفضح التغول الإسرائيلي علي الأحداث في غزة.. وحرصا مني علي تسليط الأضواء علي ما يتسرب خارج سياق التعتيم, أقدم اليوم شهادة ماكس بلومنتال اليهودي الأمريكي الذي عرف عنه استنكاره لما ترتكبه إسرائيل عبر تاريخها, كما صرح في ديسمبر الماضي إن ما ادعته إسرائيل بعد هجمات 7 أكتوبر من تعرض الرهائن الإسرائيليات للإغتصاب هو محض هراء.
الحوار الذي جري معه مؤخرا أفضي إلي الشهادة الآتية:
* بالطبع الحرب شيء مروع, فلماذا بدأ الفلسطينيون هذه الحرب بهجومهم الشرس علي الإسرائيليين في 7 أكتوبر 2023؟
** حسنا.. لم يبدأوا هم الحرب.. هذه الحرب مستمرة منذ 75 عاما.. إسرائيل بدأت الحرب عام 1948 عبر التطهير العرقي للفلسطينيين الذين بلغ تعدادهم آنذاك 750 ألفا حيث كان علينا طرد العرب وأخذ أماكنهم -هنا قاطعه الحضور قائلين: اخرج من هنا اعتراضا علي شهادته, لكنه واصل -وإذا كان علينا استخدام القوة ليس فقط لطرد عرب النقب وشرق الأردن, ولكن لضمان حقنا في الاستقرار في تلك الأماكن.. لذلك كانت لدينا القوة تحت تصرفنا… ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل قال ذلك عام 1937, وهذا ما شرعنا في القيام به: سكان غزة, هذا ما يتوجب عليكم أن تفهموه, سكان غزة 80% منهم لاجئون ومعظمهم من مكان يدعي مجدل عسقلان وهو ما يعرف الآن في جنوب إسرائيل بمسمي عشقلون.. حيث تم إخراجهم من منازلهم عنوة وطردهم منها وإلقاؤهم في معسكرات اعتقال محاطة بالأسلاك الشائكة, ثم تم حملهم في شاحنات عام 1950 إلي قطاع غزة حيث تم إجلاؤهم هناك بشكل دائم.
** عقب ذلك شرعت إسرائيل في نقل اللاجئين العرب اليهود والروس إلي عشقلون لتوطينهم ومنعهم من العودة علي الإطلاق من حيث أتوا, كما تم تمرير قوانين تمنع العرب الفلسطينيين من العودة إلي ديارهم التي أخذت منهم… هكذا تم التطهير العرقي لتعداد 750 ألف فلسطيني لمدة بلغت نحو 18 عاما, والفلسطينيون الباقون وتعدادهم نحو 100 ألف نزحوا داخل إسرائيل حيث تم وضعهم تحت الأحكام العسكرية حتي عام 1966 بواسطة سلطات الاحتلال الإسرائيلي, ثم في عام 1967 قامت إسرائيل بشن حرب بدأتها باحتلال غزة والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والقدس الشرقية, ثم في عام 1982 قامت بغزو لبنان حيث شنت هجوما علي اللاجئين الفلسطينيين هناك, وبعدها في عام 2005 قامت بوضع قطاع غزة تحت الحصار وهو ما نتج عنه منع أي شخص من دخوله أو الخروج منه إلا بموجب تصريح عسكري إسرائيلي.
** هكذا كان يتوجب علينا أن نقتل ونقتل كل يوم بلا هوادة, وهذا ما صرح به أرنون صوفر مستشار الحكومة الإسرائيلية آنذاك والمسئول عن التوجيه بحصار غزة.. بناء عليه ولسنوات عديدة بعدها لم تسمح إسرائيل بإدخال حتي قطعة شيكولاتة إلي غزة وهو ما يعكس وحشية الحصار… ثم بدأت إسرائيل سلسلة العمليات العسكرية الوحشية علي القطاع والتي أطلقت عليها عمليات قص العشب.. أنا أحدثكم عن تلك العمليات التي لم تأت من فراغ وأتساءل: هل يعقل إبقاء الفلسطينيين تحت الحصار وعزلهم عن العالم ثم نتوقع منهم أن ينصاعوا لذلك ويعيشوا في حالة انسجام معنا؟… هذا لا يعني أنني أؤيد ما حدث في 7 أكتوبر الماضي -فلم يكن ينبغي أن يحدث ذلك أبدا- إلا أن سبب حدوثه يتحمله اللوبي الإسرائيلي في أمريكا الذي يضم دعاة الإبادة الفلسطينية من الديمقراطيين والجمهوريين الذين ينكرون علي الفلسطينيين أي حق في الحصول علي حقوقهم التي بدورها ترسخ حقوق المواطنة.
** إن الفلسطينيين مواطنون بلا حقوق, بلا شيء علي الإطلاق.. والآن دعونا نتأمل ماذا تفكر إسرائيل تجاههم وتجاه أطفالهم.. إن غزة علي يد إسرائيل تحولت إلي مقبرة للأطفال, وهذا طبقا لما صرح به أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة… إذا ما نحن إزاءه لم يبدأ في 7 أكتوبر 2023 وليس من المتوقع أن ينتهي إلا بسريان قرار قوي ملزم لوقف إطلاق النار.