أزاح محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اللثام عن خصوصية الدورة السادسة عشر من الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس التي تلتئم من 22 إلى 28 من أبريل الجاري تحت شعار: “المناخ والفلاحة: من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود”.
وكشف أنّ تيمة هذه الدورة، تروم إيجاد أنظمة عمل مرنة ومقاوِمة للتغيرات المناخية قبل أن يتقاسم في تصريحه لـ”الأيام 24″ وجود برنامج غني في إشارة منه إلى غنى أجندة العمل، من خلال ورشات ومحاضرات، بما فيها محاضرة رفيعة المستوى، حاول فيها المتدخلون مناقشة وتشريح موضوع “البحث الزراعي في مواجهة تحدي التغيرات المناخية” وعرض الحلول الناجعة بهذا الخصوص.
وأثار الانتباه إلى أنّ التغيرات المناخية أصبحت جد متكررة وعنيفة وأضحت تتوسع في كافة أنحاء العالم وتظل موضوعا مشتركا، خصوصا في دول البحر الأبيض المتوسط وفي القارة الإفريقية.
وأردف بالقول: “الأنظمة الفلاحية متشابهة وهناك عدة بلدان إفريقية مشارِكة وتواجه التحديات ذاتها وإنّ الإشكالية التي تُطرح بفعل التغيرات المناخية، إشكالية معقدة ومن الممكن أن نلخّصها في معادلة تحوم حول كيفية معالجة “أكثر وأحسن”، أكثر فيما يخص الكمية وأحسن فيما يخص تنوع المنتوجات والفلاحية، لكن بأقل ما يمكن من استعمال الموارد الطبيعية وخصوصا الماء والتربة”.
وأبان أنّ هذه المعادلة لا يمكن حلّها إلا عن طريق الابتكار وإيجاد ممارسات جيدة في اتجاه فلاحة أكثر فعالية إيكولوجيا، معتبرا أنّ البحث العلمي لا حدود له وأنه لا يمكن الوصول إلى حلول بدون فتح الباب أمام التعاون وخلق شراكات مع شركاء، سواء في دول البحر الأبيض المتوسط أو في إفريقيا أو في العالم ككل.
وأشاع حضور عدة وزراء من إفريقيا في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس إلى جانب حضور وزير الزراعة الإسباني لتقاسم التجارب إلى جانب عدة خبراء وأساتذة جامعيين وباحثين من كل بلدان العالم.
وأعلن عن اختيار إسبانيا ضيف شرف في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس في نسخته الحالية بسبب تقاسم التحديات والإشكاليات نفسها المتعلقة بالفلاحة والتغيرات المناخية.
وسطّر على أهمية محاضرة “المناخ والفلاحة: من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود” فيما يخص المعرفة العلمية بالنسبة لظواهر بعينها وكذا بالنسبة للابتكارات والحلول التي يجب أن تكون ميدانية، حسب تعبيره وكيف تصل إلى الفاعلين، وهو يقصد الفلاحين والكسّابة في الميدان الفلاحي لمواجهة معضلة المناخ والفلاحة.
واعتبر أنّ هذه الأمور السالفة، تندرج في إطار استراتيجية الجيل الأخضر التي تحمل بين طياتها ممارسات جيدة ضمن رؤية لا تزحزح عبارة “التعاون” من قاموسها، تعاون المغرب مع البلدان الإفريقية، خصوصا في إطار الرؤية الملكية للتعاون جنوب جنوب، يقول موضحا.
وأشار إلى أنّ القطاع الفلاحي يعد محورا جد مهم، خاصة أنّ البلدان الإفريقية تطلب النموذج المغربي وأنّ المناسبة سانحة للقيام بمشاورات وعقد برامج مشتركة، يختم حديثه.
