أصدر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أمس الأربعاء، قراره بخصوص مباراة نهضة بركان المغربي واتحاد العاصمة الجزائري، وذلك بخسارة الفريق المضيف (اتحاد العاصمة) ذهاب نصف نهائي مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي بثلاثية نظيفة، بعد واقعة احتجاز السلطات الجزائرية لقمصان الفريق الضيف (نهضة بركان)، على أن يتم إجراء مباراة الإياب بالمغرب يوم الأحد المقبل.
وعلى هذا النحو، وجه الجهاز الوصي على الكرة الإفريقية رسالة إلى الاتحاد الجزائري يؤكد فيها قراره “معاقبة نادي اتحاد العاصمة باعتباره خاسرا”، مشيرا في الآن ذاته أن “القضية تمت إحالتها إلى لجنة الانضباط لبحث المزيد من العقوبات”.
وجاءت هذه القرارات التأديبية الرياضية، بناء على الاعتراض التي تقدم به نهضة بركان بعد حجز أمتعته في مطار “هواري بومدين” من طرف السلطات الجزائرية يوم الجمعة الماضي، بسبب تضمّن القميص الرسمي للفريق خريطة المغرب كاملة.
في هذا الصدد، قال عبد الرحيم الوزاني، الخبير في القانون الرياضي، إن “الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أصدر قراره بخصوص فضيحة الاحتجاز التي تعرض لها فريق نهضة بركان بسبب خريطة المملكة المغربية الموجودة على واجهة القميص، في انتظار باقي العقوبات وأيضا تفاصيل مباراة الإياب المنتظر اجراؤها يوم 28 أبريل الجاري”.
وأضاف الوزاني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه بـ”الرجوع إلى الوراء، نجد أن الاتحاد الإفريقي الكرة أصدر مراسلة عادية يوم المباراة طلب من الاتحاد الجزائري الإفراج عن معدات نهضة بركان التي تم احتجازها في مطار هواري بومدين، في حين اعتبرت إدارة اتحاد العاصمة والجامعة الجزائرية أن هذه المراسلة بمثابة حكم، وهذا يعتبر أكبر غلط ارتكبه الطرفان، كما يدل على عدم فهم الجزائريين الشؤون القانونية القارية المتعلقة بكرة القدم”.
وتابع المتحدث عينه أنه “بناء على هذه المراسلة فتح الاتحاد الجزائري للكرة ملفه أمام لجنة الاستئناف إذ أصبح هذا الملف رائجا، مع أداء الرسوم القضائية التي تبلغ حوالي 3 آلاف دولار”، مشيرا إلى أن “الطلب الجزائري تم رفضه من الناحية الشكلية نظرا لعدم وجود الموضوع”.
وأردف أيضا أن “الجزائر تريد اللجوء إلى محكمة التحكيم الدولية (الطاس) بدون أي حكم مسبق، وهذا غير معقول”، مردفا أن “الفريق الجزائري سيحل بالمغرب لكن دون خوضه للمقابلة وهذه هي الفرضية المتوقعة، الشيء الذي سيجعل الجهاز الإفريقي يصدر عقوبات في حق الفريق وأيضا في حق الجامعة الجزائرية”.
“لجنة التأديب قد تصدر عقوبات رياضية قد تصل إلى حد منع الفريق من المشاركة الإفريقية لمدة سنتين، وأيضا قد يشمل هذا القرار حتى المنتخبات الجزائرية بمختلف الفئات”، يقول المتحدث، لافتا إلى أنه “هناك جانب آخر من العقوبات قد يشمل الجانب المالي والتجاري، مثال أن الاتحاد الإفريقي يقوم ببيع المباريات لأكثر من 190 قناة عبر العالم، وهذه القنوات تقوم ببرمجة ساعات المباراة وبعد عدم إجراء المقابلة يصبح فراغا الأمر الذي يضع الاتحاد الإفريقي في موضع حرج”.
وخلص الخبير القانوني حديثه قائلا: “سيتم اللجوء إلى محكمة التحكيم التجاري بباريس المنصوص عليها في دفتر التحملات المتعلق بـ”بتنظيم التظاهرات”، التي تنظر في العقوبات المالية المرتبطة برعاة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم”.
