كشفت الدكتورة ميغان سومراكي والدكتورة ألثيا نيد كامينسكي، في كتابهما الجديد «سيكولوجية الذاكرة»، أن درجة النسيان أمر طبيعي تمامًا، بل ضروري لكي تعمل أدمغتنا بشكل صحيح. وأوضحتا أن الذاكرة أكثر تعقيدًا بكثير مما يدركه معظم الناس.

وتعد إحدى أهم النتائج التي توصلتا إليها من أبحاثهما أن الأشكال المتطرفة من الذاكرة، مثل القدرات الفوتوغرافية أو الموهوبة، نادرة جدًا على الرغم من تصويرها المتكرر في الأفلام والتلفزيون. وبدلا من ذلك، تركز المؤلفتان على تقنيات بسيطة يمكن لأي شخص استخدامها في تعزيز ذاكرته وتحسين تعلمه.

علم النسيان

تقول الدكتورة كامينسكي، عالمة النفس المعرفي الأستاذة المشاركة في الجراحة السريرية بجامعة إنديانا، في إحدى وسائل الإعلام: «لأننا نكون أكثر وعيًا بذاكرتنا عندما نواجه صعوبة في تذكر شيء ما، فإن حدسنا حول كيفية عمل الذاكرة قد يكون متحيزًا بعض الشيء. على سبيل المثال، أقضي أنا و(ميغان) وقتًا محرجًا في البحث عن هاتفي وزجاجة المياه والمفاتيح. قد لا تتفاجأ عندما تعلم أن أنظمة الذاكرة لدينا ليست بالضرورة مصممة لتذكر المكان الذي نضع فيه هواتفنا أو المفاتيح أو زجاجات المياه».

مع ذلك، تشير المؤلفتان إلى أنه «إذا كنا في سيناريو البقاء على قيد الحياة حيث يشكل الجفاف مصدر قلق، فمن المحتمل أن نكون أكثر وعيًا بمصادر المياه، وذلك لأن أدمغتنا مبرمجة لتحديد أولويات المعلومات ذات الصلة ببقائنا ورفاهنا».

وتوضح الدكتور كامينسكي: «يصبح الناس أفضل في تذكر المعلومات عندما يعالجونها في سيناريو يتعلق باللياقة البدنية مثل أن تقطعت بهم السبل بالأراضي العشبية في أرض أجنبية».

ممارسة الاسترجاع

إذًا، ما الذي يمكننا فعله لتحسين ذاكرتنا وجعل التعلم أكثر كفاءة؟ قدمت الباحثتان العديد من الإستراتيجيات القائمة على الأبحاث التي يمكن لأي شخص استخدامها.

إحدى التقنيات تسمى «ممارسة الاسترجاع»، التي تتضمن سحب المعلومات من ذاكرتك بشكل فعال بدلا من مجرد مراجعتها بشكل سلبي. على سبيل المثال، إذا كنت تحاول تذكر اسم زميل جديد، فاحرص على مخاطبته بالاسم في كل مرة تراه.

وهناك إستراتيجية أخرى تتمثل في استخدام المخطط، أو الأطر العقلية، في تنظيم المعلومات الجديدة بدماغك. هذه تقنية يستخدمها لاعبو الشطرنج لتذكر مواقع القطع على اللوحة، ولكن يمكن تطبيقها على أي معلومات معقدة. ومن خلال إنشاء بنية عقلية للمعلومات، يمكنك تقليل المتطلبات على ذاكرتك العاملة، وتسهيل استرجاعها لاحقًا.

ممارسة متعمدة

يمكن أن تكون التقنيات البصرية والسمعية مفيدة أيضًا لتدريب ذاكرتك. على سبيل المثال، إنشاء ارتباطات ذهنية لكل بطاقة في المجموعة يمكن أن يساعدك في تذكر ترتيب البطاقات. وعلى الرغم من أن تصبح بطلا في لعبة الشطرنج قد لا يكون أمرا سهلا، فإنه يمكن لأي شخص استخدام المخطط في تخزين المعلومات المعقدة واسترجاعها.

وبغض النظر عن الإستراتيجيات التي تستخدمها، فإن الممارسة المنتظمة ضرورية لتحسين ذاكرتك وتعلم مهارات جديدة. مع ذلك، تميز المؤلفتان بين الممارسة المنتظمة والممارسة المتعمدة.

وكتبت الباحثتان في كتابهما: «كل من درس يعرف أن الممارسة المنتظمة أمر ضروري. لكن لكي يصبح الناس خبراء في مجال التعلم، يحتاجون إلى استخدام ممارسة متعمدة. الفرق هو أن الممارسة المتعمدة تنطوي على اهتمام هادف ومتعمد، في حين أن الممارسة المنتظمة تنطوي فقط على التكرار». الأشكال المتطرفة من الذاكرة، مثل القدرات الفوتوغرافية أو الموهوبة، نادرة جدًا.

تركز المؤلفتان على تقنيات بسيطة يمكن لأي شخص استخدامها في تعزيز ذاكرته وتحسين تعلمه.