عزير

ضريح العزير في مدينة العمارة جنوب العراق عام 1924

ضريح العزير في عام 1916

ضريح العزير جنوب العراق في مدينة العمارة

عزير لم يَثبت في الإسلام أنه نبي، وإن كان المشهور أنه من أنبياء بني إسرائيل. هو(رجل صالح من وجهة نظر الإسلام) أماته الله مائة عام ثم بعثه، جدد دين التوحيد لبني إسرائيل وفهمهم التوراة بعد حتى نسوها.

نسبه

هوعزير (عزرا) بن شريه بن خلقيه بن عزريه بن شالوم بن صدوق بن أخطب بن امريه بن عزريه بن يوحنان بن عزريه بن اخيمعص بن صدوق بن اخطب بن امريه بن ماريوت بن زرحيه بن عازي بن بقي بن أبيشوع بن فنحاس بن العزار بن نبي الله هارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

سيرته

مرت الأيام على بني إسرائيل في فلسطين، وانحرفوا كثير عن منهج الله عز وجل. فبفهم الله الغيبية، أراد الله حتى يجدد دينهم، بعد حتى فقدوا التوراة ونسوا كثيرا من آياتها. مر عزير على هذه القرية - وهي بيت المقدس على المشهور، بعد حتى خربها بختنصر وقتل أهلها - وهي خاوية ليس فيها أحد، فوقف متفكرا فيما آل أمرها إليه بعد العمارة العظيمة، ونطق: (أنى يحيي هذه الله بعد موتها) وذلك لما رأى من دثورها، وشدة خرابها، وبعدها عن العود إلى ما كانت عليه .

عزير وفق الوجهة الإسلامية

كان عزير رجلا صالحا حافظا للتوراة، فبينما كان ماشياً على حماره في حين من الأثناء، مر عزير على قرية خاوية ليس فيها بشر. فوقف متعجبا، ونطق: (أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا)، فأماته الله مئة عام. قبض الله روحه وهونائم، ثم بعثه. فاستيقظ عزير من نومه. فأوفد الله له ملكا في صورة بشر: (قَالَ كَمْ لَبِثْتَ). فأجاب عزير: (قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ). نمت يوما أوجزءا من اليوم. فرد الملك: (قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ). ويعقب الملك مشيرا إلى إعجاز الله عز وجل (فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ) أمره بأن ينظر لطعامه الذي ظل بجانبه مئة سنة، فرآه سليما كما هجره، لم ينتن ولم يتغير طعمه أوريحه. ثم أشار له إلى حماره، فرآه قد توفي وتحول إلى جلد وعظم. ثم بين له الملك السر في ذلك (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ). ويختتم كلامه بأمر عجيب (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا) نظر عزير للحمار فرأى عظامه تتحرك فتتجمع فتتشكل بشكل الحمار، ثم بدأ اللحم يكسوها، ثم الجلد ثم الشعر، فاكتمل الحمار أمام عينيه, (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). ثم خرج إلى القرية، فرآها قد عمرت وامتلأت بالناس. فسألهم: هل تعهدون عزيرا،يا ترى؟ نطقوا: نعم نعهده، وقد توفي منذ مئة سنة. فنطق لهم: أنا عزير. فأنكروا عليه ذلك. ثم اتىوا بعجوز معمّرة، وسألوها عن أوصافه، فوصفته لهم، فتأكدوا أنه عزير. فأخذ يفهمهم التوراة ويجددها لهم، فبدأ الناس يقبلون عليه وعلى هذا الدين من جديد، وأحبوه حبا شديدا وقدّسوه للإعجاز الذي ظهر فيه، حتى وصل تقديسهم له حتى نطقوا عنه أنه ابن الله (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ). وقد ذكر الله قصته هذه في سورة البقرة الآية 259 حيث نطق: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

مما هورائج في الفكر العبراني عن عزير أنه ابن الله، وهذا مخالف لآراء المسلمين. فالأستاذ ديفيد واينز وهوبروفيسور في الدراسات الإسلامية، لا يجد لهذا الإنادىء أي مرشد يسنده . ويشاركه الرأي الأستاذ جون كالتنر وهوبروفيسور في الشؤون المسيحية والإسلامية، مضيفاً بأنه لا يتوفر مرشد على حتى يهود المدينة قد حملوا فكرة بنوة عزير.

هناك اعتقاد بأن يهود اليمن هم من نسبوا بنوة العزير لله، ويظهر ذلك في إحدى آراء ابن حزم الأندلسي التي تقول بأن هناك بعض من يهود اليمن يعتقدون حتى عزيراً ما إلا ابن الله (مع أنه لم يعش في اليمن). ومع ذلك، ليس هناك ما يثبت وجود تلك الفئة من اليهود . علاوة على ذلك، تبدونظرية ابن حزم شاذة وتحديداً عند الإطلاع على مادة (اليمن) في الموسوعة اليهودية، فيهود اليمن لا يتسمّون باسمه، ويرجع هذا وفقاً لما ورد في رواياتهم من لعن عزرا لهم (أي يهود اليمن) ليصبحوا فقراء لأنهم لم يرحلوا إلى إسرائيل . ومما يزيد تلك النظرية شذوذا، ً ما ورد في كتاب عزرا والمعترف من قبل اليهود من ذِكر اسم والده (سرايا) ، لذا يرى بعض المستشرقين مثل تشارلز توري حتى الهدف هوجعل الإسلام الدين الوحيد ذوالصفة التوحيدية في حينها .

فيما نجد حتى موقف بعض مفسري القرآن الكريم يسير بشكل شبه مقارب للآراء السابقة. فالقرطبي على سبيل المثال علّق على هذه المسألة بقوله : (هذا لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص، لأنه ليس جميع اليهود نطقوا ذلك، وهذا مثل قوله تعالى : آلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ سورة آل عمران, الآية 173. وقيل: إذا من كان يقولها كانوا في زمان وقد انقضوا، وهذا متوجه للذم إليهم لأن بعضهم قد نطقه، وعاضد هذا القول النقاش، فنطق : (لم يبق يهودي يقولها بل قد انقرضوا) . ومن الأقوال المعاصرة، نستشهد مما ذكر في كتاب تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم لمحمد سيد طنطاوي، فيقول : (وقد ذكر المفسرون هنا أقوالاً متعددة في الأسباب التي حملت اليهود على حتى يقولوا " عزير ابن الله " وأغلب هذه الأقوال لا يؤيدها عقل أونقل، ولذا فقد ضربنا عنها صفحا). متابعاً (وقد نسب - سبحانه - القول إلى جميع اليهود مع حتى القائل بعضهم، لأن الذين لم يقولوا ذلك لم ينكروا على غيرهم قولهم، فكانوا مشاركين لهم في الإِثم والضلال، وفيما يترتب على ذلك من عقاب)..

القبر والضريح

في مدينة العيزرية شرق القدس المحتلة هناك قبر يعتقد أنه للعزير عليه السلام، وملاصق له مسجد "العزير" ، وبجانبه أيضاً كنيسة الروم الارثودوكس اليونانية .
يوجد ضريح النبي عزير في محافظة العمارة جنوب العراق.

المراجع

^ ، كما نطق ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" (2/389)
^ محمد بن صالح العثيمين (1994). . دار العاصمة: IslamKotob. صفحة 344. مؤرشف من الأصل فيعشرة ديسمبر 2019.
^ 225414: سيرة عزير عليه السلام . نسخة محفوظة 15 فبراير 2018 على مسقط واي باك مشين.
^ القرآن الكريم, سورة البقرة, الآية 259.
^ كتاب مدخل إلى الإسلام، ديفيد واينز، صفحة 27
^ كتاب إسماعيل يوجه اسحق : مدخل إلى القرآن لقرّاء الكتاب المقدس - لمحرره جون كالتنر
^ الموسوعة اليهودية، صفحة 1108
^ موسوعة القرآن، القرآن والمناظرات - للمحررة كات زبيري
^ الموسوعة اليهودية على الانترنت : مادة اليمن نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2011 على مسقط واي باك مشين.
^ العهد القديم, سفر عزرا, الإصحاح السابع, الآية الأولى. [1] نسخة محفوظة 09 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
^ كتاب القاعدة اليهودية للإسلام : الله والإسلام في التاريخ القديم - لمحرره تشارلز توري، صفحة 72 [2] نسخة محفوظة 09 ديسمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
^ القرآن الكريم, سورة آل عمران, الآية 173.
^ إسلام ويب - مركز الفتوى نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2010 على مسقط واي باك مشين.
^ مسقط التفسير نسخة محفوظة 25 يناير 2018 على مسقط واي باك مشين.