ٱلْخَضِر هوالشخص الذي ورد ذكره في القرآن في سورة الكهف كعالم دون ذكر اسمه صراحة  فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا  ⁽¹⁾، وتبعه موسى عند مجمع البحرين  قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا  ⁽³⁾. ويوجد اختلاف في صفتهِ هل هونبي أم لا، وهناك من يقول أنه ولي صالح. عند ذكر اسمه يُلحق المسلمون تعبير «عليه السلام». يقول الصحابي ابن مسعود أنه المراد به في الآية  قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ  ⁽²⁾، غير ذلك قول ابن عباس وهوالمشهور نطق حتى المراد به في الآية هوآصف بن برخيا. ولقد اتفق الفهماء على وفاتهِ وإنه ميت، ولكن كثر في العوام أنه حي إلى الآن.

يُعتبر الخضر مقدسًا لدى الكثير من الديانات مثل المسيحية، والدرزية، واليهودية. في الكثير من التنطقيد الإسلامية وغير الإسلامية، يُوصف خضر بأنه رسول، ونبي، وولي، وعبد،وملاك، وحارس البحر، ومُفهم الفهم السرية، ويُساعد أولئك الذين هم في محنة. تمت التوفيق بين شخصية الخضر مع مرور الوقت مع شخصيات أخرى مختلفة بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر سروش في إيران، والقديس سركيس المحارب، والقديس جرجس في آسيا الصغرى وبلاد الشام، ويوحنا المعمدان في أرمينيا. وكثيراً ما يرتبط الخضر بشخصيّة إيليا.

نسب الخضر

اختلف الفهماء في نسبه وتوجد الكثير من الروايات التي تتعلق بنسبه منها:

ذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ان الخضر ابن آدم لصلبه:

وقيل أنه قابيل بن آدم، وقيل أنه بليا بن ملكان (حدثان) بن فالغ بن شالخ بن عامر بن أرفخشد، وقيل أنه المعمر بن مالك بن عبد اللَّه بن نصر بن الأزد، والقول الخامس هو: ابن عمائيل (مقاتل) بن النوار بن العيص بن إسحاق، والقول السّادس: أنه من سبط النبي هارون أخ النبي موسى روى عن الكلبيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة عن ابن عباس، وهوبعيد، القول السابع: أنه ابن بنت فرعون، وقيل ابن فرعون لصلبه، حكاه النقاش، والقول الثامن أنه هوالنبي اليسع، وقيل أيضًا: أنه من ولد فارس، أنه من ولد بعض من كان آمن بالنبي إبراهيم، وهاجر معه من أرض بابل وقيل كان أبوه فارسياً وأمّه روميّة، وقيل كان أبوه رومياً وأمه فارسيّة.

وقيل أنه خضرون بن عاييل بن معمر بن عيصوبن إسحاق بن إبراهيم، وقيل أنه الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه فلا يموت حتى ينفخ في الصور في سورة البقرة آية 259  أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  .

سبب تسميته بالخضر

وكنيته هي أبوالعباس.

الروايات في تعميره

إتفق الفهماء في إنه ميت ولكن كثرت الروايات في بعض الخط بلا مرشد إنه حي، ولكن معظم الروايات لا يؤخذ بها لضعف سندها والأصل إنه لم يعمر وتوفي كحال بقية البشر:

اتى في كتاب البداية والنهاية:

«ونطق أبوحاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني: سمعت مشيختنا منهم أبوعبيدة وغيره نطقوا: إذا أطول بني آدم عمرًا الخضر، ومسماه خضرون بن قابيل بن آدم.

نطق: وذكر ابن إسحاق: حتى آدم عليه السلام لما حضرته الوفاة، أبلغ بنيه حتى الطوفان سيقع بالناس، وأوصاهم إذا كان ذلك حتى يحملوا جسده معهم في السفينة، وأن يدفنوه معهم في مكان عينه لهم.

فلما كان الطوفان حملوه معهم، فلما هبطوا إلى الأرض أمر نوح بنيه حتى يمضىوا ببدنه فيدفنوه حيث أوصى. فنطقوا: إذا الأرض ليس بها أنيس وعليها وحشة فحرضهم وحثهم على ذلك. ونطق: إذا آدم نادى لمن يلي دفنه بطول العمر، فهابوا المسير إلى ذلك الموضع في ذلك الوقت، فلم يزل جسده عندهم حتى كان الخضر هوالذي تولى دفنه، وأنجز الله ما وعده فهويحيى إلى ما شاء الله له حتى يحيى.»

ونطق:«وأما الخلاف في وجوده إلى زماننا هذا، فالجمهور على أنه باق إلى اليوم. قيل: لأنه دفن آدم بعد خروجهم من الطوفان، فنالته دعوة أبيه آدم بطول الحياة. وقيل: لأنه استهلك من عين الحياة فحيى.»

وقد كذب الشيخ عبد الله بن جبرين هذه الرواية ونطق:

«وأما سيرة دخوله (ذي القرنين) في تلك الظلمة وشربه من ماء الحياة، فنقول: إذا هذا لم يثبت ولم يكن عليه مرشد واضح فلأجل ذلك نتوقف فيه ونقول: الله أفهم بحقيقة الحال قد عهد بأن الحياة الدنيا ليست بدار قرار وأنه ليس أحد يبقى فيها ولا يأتي عليه الموت.

والحكايات التي يذكرونها أنها حتى هناك من هوحي كالخضر وإلياس وذوالقرنين وأنهم باقون لا يموتون جميع هذه حكايات لا أصل لها بل الواقع يكذبها، فمن ادعى حتى هناك نهر يسمى نهر الحياة وأن من استهلك منه فإنه يحيا ولا يموت فإن هذا غير سليم فهذه السيرة التي فيها أنها ذا القرنين سأل هؤلاء الملائكة وأبلغوه بهذه العين وأبلغوه بهذه الظلمة، وأنه سار ومن معه حتى وصلوا إلى هذه الظلمة التي لا يدخلها أحد وأنه عزم على دخولها، إلى آخر ما ذكر في هذه السيرة نرى أنها إسرائيليات لا تصدق ولا تكذب..»

وقول تعميره «نطق الثّعلبيّ: هونبيّ على جميع الأقوال معمّر محجوب عن الأبصار.» وسبب تعميره قول ابن عباس «نسيء للخضر في أجله حتّى يكذّب الدّجال».

واتى في مجموع فتاوى إبن تيمية:

«وَسُئلَ رَحمَهُ الله عن الخضر وإلياس، هل هما معمران،يا ترى؟ بينوا لنا رحمكم الله تعالى. فأجاب:

إنهما ليسا في الأحياء، ولا معمران، وقد سأل إبراهيم الحربي أحمد بن حنبل عن تعمير الخضر وإلياس، وأنهما باقيان يريان ويروى عنهما، فنطق الإمام أحمد: من أحال على غائب لم ينصف منه، وما ألقى هذا إلا شيطان.

وسئل البخاري عن الخضر وإلياس: هل هما في الأحياء،يا ترى؟ فنطق: كيف من الممكن أنقد يكون هذا وقد نطق النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هوعلى وجه الأرض أحد؟».

ونطق أبوالفرج ابن الجوزي: قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ⁽¹⁸⁾ وليس هما في الأحياء. والله أفهم..» وفي هذا مرشد كافي على وفاته.

ذكر هل هوحي أم ميت

يوجد اختلاف في هذه المسألة، فهناك من نطق بحياته ومنهم القرطبي و‌النووي وابن الصلاح، ويقول ابن كثير و‌البخاري وابن العربي^[]

بوفاته.

وهناك من يقول أنه حي إلى الآن وأن وفاته عند قيام الساعة.

وعن كعب الأحبار نطق:

«أربعة من الأنبياء أحياء أمان لأهل الأرض: اثنان في الأرض الخضر وإلياس، واثنان في السماء إدريس و‌عيسى».

نبوته

اختلف في نبوته، وممن يقول أنه نبي، ذكر ابن حجر قوله لموسى في القرآن (وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي)⁽⁴⁾ أي أنه يوحى إليه. «وحكى ابن عطية البغوي عن أكثر أهل الفهم أنه نبي ثم اختلفوا هل هورسول أم لا». يقول ابن عباس ووهب بن منبه انه نبي غير مرسل. وعن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحق أنه كان رسولًا واستجاب له قومه، ونصر ذلك ابن الجوزي. وقيل انه ولي من الأولياء وقيل أنه ملك من الملائكة وقيل أيضًا أنه عبدًا صالح، «نطق أبوالخطّاب بن دحية: لا ندري هل هوملك أونبي أوعبد صالح.»

موسى والخضر

ذكرت سيرة النبي موسى والخضر في القرآن في سورة الكهف.

عن سعيد، نطق:قلت لابن عباس:«إن نوفا يزعم حتى الخضر ليس بصاحب موسى، فنطق : كذب عدوالله».

ثم ذكر السيرة التي خطبها الرسول محمد في خطبة وهي:

«عن ابن عباس نطق: حَدَّثَنَا أُبَيّ بْن كَعْب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " إِنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيل فَسُئِلَ أَيّ النَّاس أَعْلَم،يا ترى؟ قَالَ أَنَا. فَعَتَبَ اللَّه عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدّ الْعِلْم إِلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ أَنَّ لِي عَبْدًا بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَم مِنْك. قَالَ مُوسَى يَا رَبّ وَكَيْف لِي بِهِ،يا ترى؟ قَالَ تَأْخُذ مَعَك حُوتًا فَتَجْعَلهُ بِمِكْتَلٍ فَحَيْثُمَا فَقَدْت الْحُوت فَهُوَ ثَمَّ " فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ بِمِكْتَلٍ ثُمَّ اِنْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ فَتَاهُ يُوشَع بْن نُون عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَة وَضَعَا رُءُوسهمَا فَنَامَا وَاضْطَرَبَ الْحُوت فِي الْمِكْتَل فَخَرَجَ مِنْهُ فَسَقَطَ فِي الْبَحْر (فَاِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر سَرَبًا)⁽⁵⁾ وَأَمْسَكَ اللَّه عَنْ الْحُوت جِرْيَة الْمَاء فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْل الطَّاق فَلَمَّا اِسْتَيْقَظَ نَسِيَ صَاحِبه أَنْ يُخْبِرهُ بِالْحُوتِ فَانْطَلَقَا بَقِيَّة يَوْمهمَا وَلَيْلَتهمَا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ الْغَد قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ " (آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرنَا هَذَا نَصَبًا)⁽⁶⁾ " وَلَمْ يَجِد مُوسَى النَّصَب حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَان الَّذِي أَمَرَهُ اللَّه بِهِ قَالَ لَهُ فَتَاهُ " (أَرَأَيْت إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَة فَإِنِّي نَسِيت الْحُوت وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَان أَنْ أَذْكُرهُ وَاِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر عَجَبًا)⁽⁷⁾ " قَالَ فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا وَلِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا فَقَالَ " (ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارهمَا قَصَصًا)⁽⁸⁾ " قَالَ فَرَجَعَا يَقُصَّانِ أَثَرهمَا حَتَّى اِنْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَة فَإِذَا رَجُل مُسَجًى بِثَوْبٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى فَقَالَ الْخَضِر وَأَنَّى بِأَرْضِك السَّلَام. فَقَالَ أَنَا مُوسَى. فَقَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيل،يا ترى؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَتَيْتُك لِتُعَلِّمنِي مِمَّا عُلِّمْت رُشْدًا " (قَالَ إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا)⁽⁹⁾ " يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْم مِنْ عِلْم اللَّه عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْم مِنْ عِلْم اللَّه عَلَّمَهُ اللَّه لك لَا أَعْلَمهُ. فَقَالَ مُوسَى " (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّه صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَك أَمْرًا)⁽¹⁰⁾ " قَالَ لَهُ الْخَضِر " فَإِنْ اِتَّبَعَتْنِي فَلَا تَسْأَلنِي عَنْ شَيْء حَتَّى أُحْدِث لَك مِنْهُ ذِكْرًا)⁽¹¹⁾ " فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِل الْبَحْر فَمَرَّتْ سَفِينَة فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ فَعَرَفُوا الْخَضِر فَحَمَلُوهُمْ بِغَيْرِ نَوْل فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَة لَمْ يَفْجَأ إِلَّا وَالْخَضِر قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاح السَّفِينَة بِالْقَدُّومِ فَقَالَ لَهُ مُوسَى قَدْ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْل فَعَمَدْت إِلَى سَفِينَتهمْ فَخَرَقْتهَا لِتُغْرِق أَهْلهَا،يا ترى؟ لَقَدْ جِئْت شَيْئًا إِمْرًا " (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذنِي بِمَا نَسِيت وَلَا تُرْهِقنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا)⁽¹²⁾ " قَالَ : وَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَكَانَتْ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا " قَالَ : وَجَاءَ عُصْفُور فَوَقَعَ عَلَى حَرْف السَّفِينَة فَنَقَرَ فِي الْبَحْر نَقْرَة أَوْ نَقْرَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ الْخَضِر : مَا عِلْمِي وَعِلْمك فِي عِلْم اللَّه إِلَّا مِثْل مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُور مِنْ هَذَا الْبَحْر. ثُمَّ خَرَجَا مِنْ السَّفِينَة فَبَيْنَمَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِل إِذْ أَبْصَرَ الْخَضِر غُلَامًا يَلْعَب مَعَ الْغِلْمَان فَأَخَذَ الْخَضِر رَأْسه فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى " (أَقَتَلْت نَفْسًا زَكِيَّة بِغَيْرِ نَفْس لَقَدْ جِئْت شَيْئًا نُكْرًا)⁽¹³⁾ " قَالَ " (أَلَمْ أَقُلْ لَك إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا)⁽¹⁴⁾ " قَالَ وَهَذِهِ أَشَدّ مِنْ الْأُولَى " (قَالَ إِنْ سَأَلْتُك عَنْ شَيْء بَعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي قَدْ بَلَغْت مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْل قَرْيَة اِسْتَطْعَمَا أَهْلهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيد أَنْ يَنْقَضّ)⁽¹⁵⁾ " أَيْ مَائِلًا فَقَالَ الْخَضِر بِيَدِهِ " فَأَقَامَهُ " فَقَالَ مُوسَى : قَوْم أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَلَمْ يُضَيِّفُونَا " لَوْ شِئْت لَاِتَّخَذْت عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاق بَيْنِي وَبَيْنك سَأُنَبِّئُك بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا " فَقَالَ رَسُول اللَّه " وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصّ اللَّه عَلَيْنَا مِنْ خَبَرهمَا.»

 أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا  وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا  فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا  وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا  .⁽¹⁷⁾

بعض من رأى الخضر

نطق رياح بن عبيدة: «خرج عمر بن عبد العزيز إلى الصلاة وشيخ متوكئ على يده فقلت في نفسي: إذا هذا الشيخ جاف فلما صلى ودخل لحقته فقلت أصلح الله الأمير من الشيخ الذي كان يتكئ على يدك نطق يا رياح رأيته قلت: نعم نطق ما أحسبك إلا رجلا صالحا ذاك أخي الخضر أتاني فأفهمني أني سألي أمر هذه الأمة وأني سأعدل فيها».

«عن محمد بن يحيى نطق نطق علي بن أبي طالب رضي الله عنه: بينما أنا أطوف بالبيت إذ أنا برجل متعلق بأستار الكعبة وهويقول يا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يغلطه السائلون يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك نطق: قلت نادىءك هذا عافاك الله نطق لي وقد سمعته قلت نعم نطق فادع به في دبر جميع صلاة فوالذي نفس الخضر بيده لوحتى عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وحصى الأرض لغفر الله عز وجل لك أسرع من طرفة عين.»

جامع الخضر

يوجد للخضر عدة مقامات بإسمه منها جامع الخضر الموجود في منطقة الكرنتينا على طرف بيروت، وهوآخر جامع على حدود المدينة، كان هذا الجامع في الأصل كنيسة بإسم مار جرجس، حولها علي باشا 1661م إلى مسجد بإسم مسجد الخضر. وفي بغداد بني مقام مسجد الخضر على ضفاف نهر دجلة في جانب الكرخ.

الخضر في الديانات الأخرى

في المسيحية

يعتبر الخضر مقدسًا لدى الكثير من الديانات مثل المسيحية ويقول المسيحيون حتى مار جرجس هونفسه الخضر. والرواية المسيحية هي: حتى تنينًا كان يخرج على سكان بيروت ويرعبهم، ويقتل ويأكل سكان المدينة، بعد حتى طالت السيرة إتفق أهل المدينة على تقديم فتاة جميلة للتنين جميع عام عن طريق القرعة، فداءً عن أهل المدينة، وفي سنة من السنين سقطت القرعة على ابنة حاكم المدينة فأخذ الفتاة إلى مكان الموعد، وكانت الفتاة مؤمنة فتوسلت بالنادىء إلى الله، فتصور لها مار جرجس وهويركب حصاناً وفي يده حربة، وعندما خرج التنين برأسه من البحر، ومضى ليبتلع الفتاة، باغته مار جرجس فطعنه بحربته المسننة، فمات في الحال، فشيد والد الصبية كنيسة في الموضع الذي اغتال فيه التنين. يقول المسيحيين بأن مار جرجس اغتال 23 نيسان 303م بعد حتى أعتنق الدين المسيحي، في عهد الملك الروماني دقلديانوس. يعيد المسيحيون جميع عام بعيد مار جرجس.

في اليهودية

السيرة اليهودية ⁽¹⁹⁾ تشابه السيرة الإسلامية ولكن باختلاف أسماء الشخصيات وهما يوشع بن لاوي وإلياس وتختلف عدة أمور عن سيرة موسى والخضر. تبدأ السيرة بطلب يوشع من الله حتى يلقى بإلياس فيستجيب الله نادىءه، وعندما التقى يوشع بإلياس يطلب منه حتى يطلعه على بعض الأسرار فيرد عليه «إنّك لا طاقة لك على تحمّل ذلك»،فيلح حتى يرافقه في سفره إلى حتى وافق إلياس بشرط وهو: حتى لا يسأله عن أي شيء يراه، وإذا سأله فإن إلياس حرٌ في هجره.

في الدرزية

الخضر نبي مبجل أيضًا لدى الموحدون الدروز، ومشابه كثيرًا للرواية الإسلامية.

انظر أيضًا

• القرآن الكريم.
• محمد
• موسى في الإسلام.
• القصص القرآني.
• سورة الكهف.
• ماحص
• مقام الخضر^[]

حواش

• 1: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 65.
• 2: القرآن الكريم - سورة النمل - آية 40.
• 3: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 66.
• 4: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 82.
• 5: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 61.
• 6: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 62.
• 7: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 63.
• 8: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 63.
• 9: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 67.
• 10: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 69.
• 11: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 70.
• 12: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 73.
• 13: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 74.
• 14: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 75.
• 15: القرآن الكريم - سورة الكهف - آية 77.
• 16: والفروة البيضاء هي الحشيش الأبيض، ونطق ابن الأعرابي: الفروة أرض بيضاء ليس فيها نبات، وحكي عن مجاهد: أنه قيل له الخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله.
• 17: القرآن الكريم - سورة الكهف - الآيات 79/80/81/82.
• 18: القرآن الكريم - سورة الأنبياء - آية 34.
• 19: ولكن ليس أكيدًا أنهما نفس السيرة.

المراجع