في فهم النفس المعهدي، يشير مصطلح تأثير تفوق الحدثة إلى الظاهرة المتمثلة في حتى إدراك الناس للحروف المُقدمة ضمن حدثة أفضل من إدراكهم للحروف المعزولة أوالحروف المقدمة ضمن «لا حدثة» (هجريبة من الحروف لا تمثل حدثة موجودة في اللغة: القارئ بالإنكليزية يفهم المراد بـ «non-word» أما بالعربية وجب توضيحها. تكون خاطئة من الناحية الإملائية، ولا يمكن لفظها: في الإنكليزية هناك حدثة لا يمكن لفظها «wdrk» أما في العربية يمكن لفظ أي ترتيب للحروف «ودرك» لغياب الحاجة للأحرف الصوتية في الكتابة). ظهر تأثير تفوق الحدثة في الدراسات عند التعهد على حرف ضمن حدثة مقارنةً بالتعهد على حرف ضمن حدثة زائفة (هجريبة من الأحرف تشبه حدثة موجودة بالعمل مثل: عثل) والألفاظ المتجانسة الزائفة (هجريبة من الحروف غير سليمة إملائيًا لكنها تعطي عند لفظها حدثة موجودة مثل: هاذه).

وصف كاتيل (1886) هذا التأثير للمرة الأولى، وقدم ريشر (1969) وويلر (1970) مساهمات مهمة. خط كاتيل في بداية الأمر: «أجد حتى قراءة الحدثات غير المترابطة تستهلك تقريبًا ضعف الوقت الذي تحتاجه قراءة الحدثات التي تُكوّن جملًا، وقراءة الحروف التي ليس لها علاقة ببعضها تستهلك ضعف الوقت مقارنة بالحروف التي تشكل حدثات، عندما تُكون الحدثات جملًا والحروف حدثات، لا تتداخل عمليات الرؤية والتسمية عند الفرد وحسب، بل يمكنه عندها التعهد على مجموعة كاملة من الحدثات أوالحروف ببذل الجهد العقلي مرة واحدة فقط».

طور جي. ريشر ودي. ويلر النموذج التجريبي الأساسي في دراسة تأثير تفوق الحدثة، ويسمى نموذج ريشر-ويلر. في هذا النموذج، يُقدَم للمراقب حدثة أولا حدثة متبوعةً بقناع (محفز قصير المدة لقياس التأثيرات على السلوك). ثم يُطلب من المراقب تسمية أحد الأحرف في الحدثة أواللاحدثة المُلقَنة. ويجب في الاختبار انتقاء خيار إجباري من احتمالين. فمثلًا، الحرف ق في حدثة «ورقة»، قد يُطلب من المراقب الاختيار بين الحرفين ق وك. ويكون المراقب عادةً أكثر فعالية في الإجابة هنا مقارنة بإجابته عندما تعرض عليه لاحدثة مثل: «ورفة» ويخضع بعدها لنفس الاختبار. عند اختيار واحد من الاحتمالين المقدمين تتشكل حدثة محتملة.

دُرس تأثير تفوق الحدثة دراسة كثيفة في سياق العمليات المعهدية التي تنطوي عليها القراءة. وجرت الكثير من الأبحاث لمحاولة نمذجة التأثير باستخدام الشبكات الارتباطية.

المهمة التجريبية

تقليديًا، اختُبر تأثير تفوق الحدثة باستخدام المسراع (آلة لاختبار الإدراك البصري)، وذلك نظرًا للحاجة إلى ضبط فترة عرض هجريبة الأحرف بعناية. مؤخرًا، سمحت برمجيات عرض المحفز بتبسيط عملية ضبط فترة العرض باستخدام الحواسيب. وُصف تأثير تفوق الحدثة دون استخدام المسراع.

تُعرض هجريبة من الحروف سريعًا على شاشة، أربعة أوخمسة حروف في العادة، لبضع أجزاء من الثانية. يقدَم بعدها للقارئ حرفان، ويطلب منه تحديد الحرف الذي ينتمي للهجريبة التي شاهدها. فمثلًا، إذا عرضت اللاحدثة «عثل»، يطلب من القارئ تحديد ما إذا كان الحرف «ث» أو«هـ» قد ظهر فيها. يظهر تأثير تفوق الحدثة باختيار الأفراد الحرف السليم على نحوأكثر اتساقًا عندما تمثل هجريبة الحروف المعروضة حدثة حقيقية مقارنةً بالحروف المعزولة أواللاحدثة.

الفرضيات

ينطوي وجود تأثير تفوق الحدثة على نوع من ميزات الوصول أوالترميز التي تختص بها الحدثات في العقل مقارنةً بالحدثات الزائفة أوالحروف المنفردة. اقترحت دراسات عدة حتى هذا التمايز هونتيجة لاختلاف الحدثات عن اللاحدثات في قابلية اللفظ (لا يمكن لفظ اللاحدثات وبالتالي لا يتذكرها الفرد بسهولة)، والتكرار (نصادف الحدثات الحقيقية ونستخدمها بشكل متكرر)، والمعنى (الحدثات الحقيقية ذات قيمة دلالية لذاقد يكون الاحتفاظ بها في الذاكرة أفضل)، والانتظام الإملائي (تتبع الحدثات الحقيقية قواعد إملائية مألوفة لذاقد يكون الاحتفاظ بها في الذاكرة أفضل)، وكثافة الجوار (تميل الحدثات الحقيقية إلى مشاركة الحروف مع حدثات حقيقية أخرى مقارنةً باللاحدثات، ولذلك تكون أكثر قدرة على تنشيط الدماغ).

تقترح دراسات أخرى حتى تأثير تفوق الحدثة يتأثر بشدة بعوامل تجريبية وربما سببته هذه العوامل، مثل نوع القناع المستخدم بعد عرض الحدثة، أومدة عرض القناع.

النماذج

النموذجان الشهيران اللذان يحاولان شرح تأثير تفوق الحدثة، هما نموذج التنشيط التفاعلي ونموذج الترميز مزدوج المسار. لا يأخذ هذان النموذجان الانتباه في عين الاعتبار، دُرست هذه العلاقة في الأبحاث حول تأثير تفوق الحدثة. تُظهر الدلائل حتى تأثير تفوق الحدثة يستمر دون وعي المراقب الواعي بالحدثة المقدَمة، ما يعني حتى الانتباه ليس ضروريًا في تأثير تفوق الحدثة ولا يشارك في هذه الظاهرة. ومع ذلك، ظهر حتى الانتباه بهجريز يعدل تأثير تفوق الحدثة، ما يتوافق مع البيانات الفيزيولوجية العصبية الحديثة التي تفسر ذلك بأن الانتباه يعدل المراحل الأولى من عمليات معالجة النصوص.

نموذج التنشيط والتحقق هونموذج آخر طُور بهدف تفسير بيانات زمن التفاعل في مهمة تمييز المفردة وقرار تسميتها. العمليات الأساسية التي تُستكشف في نموذج التنشيط والتحقق والتي تشارك في التعهد على الحدثات والحروف هي الترميز والتحقق واتخاذ القرار. يشهجر نموذج التنشيط التفاعلي ونموذج التنشيط والتحقق في الكثير من الافتراضات الأساسية، كحقيقة حتى المحفز المُدْخَل ينشط وحدات الحروف المحددة مكانيًا، والتي تعمل عند تنشيطها على تعديل نشاط وحدات الحدثة، ويتأثر التعهد على الحرف والحدثة بشكل متكرر بعمليات نزولية (فمثلًا، عند قراءة تعبير «صوت القطة ...» يخمن الفرد حدثة مواء وعندما يتحقق من وجود الحرف م في أول الحدثة يتجاهل بقية الحروف).

تأثير تفوق الحدثة ونموذج التنشيط التفاعلي

أثبت تأثير تفوق الحدثة أنه نتيجة هامة لنماذج التعهد على الحدثات، وهذا ما يدعمه بشكل خاص نموذج روميلهارت وماكليلاند للتنشيط التفاعلي للتعهد على الحدثات. تبعًا لهذا النموذج، عندما تعرض الحدثة على القارئ، فإن جميع حرف على التوازي سيحفز أويثبط كواشف الميزات المتنوعة للحروف في العقل (الشكل المنحني لـلحرف «ر» يميزه، والخط العمودي يميز الحرف «ا»). تحفز كواشف الميزات بعد ذلك أوتثبط كواشف الحروف المتنوعة، والتي ستحفز أوتثبط في آخر الأمر كواشف الحدثات المتنوعة. يمتاز جميع اتصال منشط بتأثير معين، إلى غير ذلك تنشط حدثة «عمل» مثلًا أكثر من أي حدثة أخرى (فيتعهد عليها القارئ).

وفقًا لنموذج التنشيط التفاعلي، يفسر تأثير تفوق الحدثة على هذا النحو: عندما يعرض الحرف المستهدف ضمن حدثة، تتنشط جميع كواشف الميزة وكواشف الحروف وكواشف الحدثات، ما يزيد فعالية التعهد النهائي على المحفز. أما عند تقديم الحرف المنفرد، تتنشط كواشف الحروف فقط. لذلك، نتذكر الحدثة المقدمة بشكل أوضح مقارنة بالأحرف المنفردة، فنكون أكثر دقة عند تحديد الحروف المكونة لها، وهوما يلاحظ في تأثير تفوق الحدثة.

نموذج التنشيط والتحقق

يتعامل هذا النموذج مع عمليات الترميز والتحقق واتخاذ القرارات. يُستخدم مصطلح الترميز لوصف العمليات الباكرة التي تؤدي إلى التنشيط اللاواعي للوحدات المُتعلَمة في الذاكرة. يجري التحقق بعد ذلك. ويؤدي التحقق غالبًا إلى الإدراك الواعي لمفردة مُدخلة منفردة. يجب حتى يُنظر إلى التحقق على أنه تحليل للمحفز ذوطابع مستقل ونزولي يسترشد بتمثيل الحدثة المخزن أوالمُتفهم. يمكن محاكاة التحقق آنيًا عبر محاكاة حاسوبية. أخيرًا، تعتمد العوامل التي تؤثر على سرعة ودقة الأداء في نموذج معين على كون القرارات مستندة بشكل أساسي إلى المعلومات المستمدة من الترميز أوالتحقق.

تأثير المعاكس لتفوق الحدثة

من النتائج التي توصل إليها جونستون وماكليلاند حتى تأثير تفوق الحدثة لا يحدث بشكل حتمي في جميع مرة نقارن فيها حدثة بلاحدثة. ويعتمد ذلك بنسبة ما على الاستراتيجيات التي يستخدمها القارئ في أثناء المهمة. فإذا أولى القارئ مزيدًا من الانتباه لموضع حرف معين، سيختبر التأثير المعاكس لتفوق الحدثة. فالقارئ هنا لا يستفيد من تنشيط كواشف الحدثة بشكل كبير إذا أهمل الهجريز على الحدثة الكاملة.

مراجع