دخول العثمانيين الحرب العالمية الأولى

عودة للموسوعة
جزء من حول
تاريخ الدولة العثمانية
الدولة العثمانية

بدأ دخول الإمبراطورية العثمانية إلى الحرب العالمية الأولى عندما قامت سفينتان اشترتا مؤخراً تابعة لبحريته، لا تزال تدار من قبل أطقمهما الألمانية ويقودها أدميرالهما الألماني، بتطبيق غارة البحر الأسود، وهوهجوم مفاجئ ضد الموانئ الروسية، في 29 أكتوبر 1914. أجابت روسيا بإعلان الحرب في 1 نوفمبر 1914، ثم أعرب حلفاء روسيا، بريطانيا وفرنسا، الحرب على الإمبراطورية العثمانية فيخمسة نوفمبر 1914. ولم تكن مسببات العمل العثماني واضحة على الفور، بما حتى الإمبراطورية لم تكن متحالفة رسميا مع أي من القوى العظمى.

سيؤدي هذا القرار في نهاية المطاف إلى وفاة مئات الآلاف من العثمانيين، والإبادة الجماعية الأرمينية، وفسخ الإمبراطورية، وإلغاء الخلافة الإسلامية.

الخلفية

في بداية القرن العشرين، كانت الإمبراطورية العثمانية تتمتع بسمعة "رجل أوروبا المريض"، بعد قرن من التقهقر النسبي البطيء. ضعفت الإمبراطورية بسبب عدم الاستقرار السياسي، والهزيمة العسكرية، والصراع المدني والانتفاضات من قبل الأقليات القومية.

استنزفت الموارد الاقتصادية للإمبراطورية العثمانية بتكلفة حروب البلقان في عامي 1912 و1913. قدم الفرنسيون والبريطانيون والألمان مساعدات مالية، عارض خلالها فصيل مؤيد لألمانيا تأثر ب‍أنور باشا، الملحق العسكري العثماني السابق في برلين، الأغلبية الموالية لبريطانيا في الحكومة العثمانية وحاول تأمين علاقات أوثق مع ألمانيا. في ديسمبر 1913، أوفد الألمان الجنرال أوتوليمان فون زاندرس وبعثة عسكرية إلى القسطنطينية. كان المسقط الجغرافي للإمبراطورية العثمانية يعني حتى روسيا وفرنسا وبريطانيا لديها مصلحة متبادلة في الحياد الهجري، إذا ما كانت هناك حرب في أوروبا.

في عام 1908، استولى الأتراك الشباب على السلطة في القسطنطينية وقاموا بنصب السلطان محمد الخامس كقابلة في عام 1909. نفذ النظام الجديد برنامجا للإصلاح لتحديث النظام السياسي والاقتصادي للإمبراطورية وإعادة تحديد طابعها العرقي. وأعاد الأتراك الشباب الدستور العثماني لعام 1876 وعاود عقد البرلمان العثماني، وبدأ بالعمل العهد الدستوري الثاني. وقد أنشأ (أعربوا) أعضاء حركة (تسمى اللجنة، المجموعة، وما إلى ذلك) الأتراك الشباب، في الخفاء ذات مرة أحزابهم. ومن بين هذه الأحزاب، كانت "جمعية الاتحاد والترقي" و"حزب الحرية والوفاق"، المعروف أيضا بالاتحاد الليبرالي أوالوفاق الوطني، من بين الأحزاب الرئيسية. وأجريت انتخابات عامة في أكتوبر ونوفمبر 1908، وأصبحت جمعية الاتحاد والترقي حزب الأغلبية.

قدمت ألمانيا، وهي مؤيد متحمس للنظام الجديد، رأس مال استثماري. اكتسب الدبلوماسيون الألمان نفوذا، كما حتى الضباط الألمان ساعدوا في تدريب الجيش وإعادة تجهيزه، ولكن بريطانيا ظلت القوة المهيمنة في المنطقة.

مهدت الإصلاحات العسكرية العثمانية التي لا تعد ولا تحصى الطريق لتحويل الجيش الكلاسيكي العثماني إلى الجيش العثماني الحديث الذي سيشهد معركة الحرب العالمية الأولى. خلال هذه الفترة قابل الجيش العثماني الكثير من التحديات بما في ذلك الحرب الإيطالية الهجرية (1911)، وحروب البلقان (1912–13)، والاضطرابات على المحيط (مثل في ولاية اليمن وتمرد دروز حوران)، والاضطرابات السياسية المستمرة في الإمبراطورية: فقد أعقب الانقلاب العسكري المضاد الذي سقط في عام 1909 ترجيع، ثم انقلاب آخر في عام 1912، أعقبته غارة على الباب العالي في عام 1913. إلى غير ذلك، وفي بداية الحرب العالمية الأولى، كان الجيش العثماني قد شارك بالعمل في القتال المستمر خلال السنوات الثلاث الماضية.

كان المناخ السياسي الدولي في بداية القرن العشرين متعدد الأقطاب، بدون حتى تكون هناك دول واحدة أواثنتين من الدول البارزة. وقد أتاحت تعددية الأقطاب بصورة تقليدية للعثمانية القدرة على تحريض قوة ما ضد قوة أخرى، وهوما قاموا به، وفقاً لما ذكره المحرر مايكل رينولدز، عدداً من المرات بمهارة فائقة الأداء. وقد أيدت ألمانيا نظام عبد الحميد الثاني وحصلت على موطئ قدم قوي. وفي البداية، تحولت جمعية الاتحاد والترقي المشكلة حديثا والاتحاد الليبرالي إلى بريطانيا. وأعربت الإمبراطورية عن أملها في كسر قبضة فرنسا وألمانيا والحصول على استقلالية أكبر للباب العالي من خلال تشجيع بريطانيا على التنافس ضد ألمانيا وفرنسا.

ازداد العداء تجاه ألمانيا عندما ضمت حليتفها، النمسا - هنغاريا، البوسنة والهرسك في عام 1908. ومضى المؤيد جمعية الاتحاد والترقي تانين إلى حد حتى يشير إلى حتى دافع فيينا في تطبيق هذا العمل هوتوجيه ضربة ضد النظام الدستوري وإثارة رد عمل من أجل تحقيق سقوطه. وقد أوفد إلى لندن عضوين بارزين في جمعية الاتحاد والترقي، هما أحمد رضا والدكتور ناظم، لمناقشة إمكانية التعاون مع السير إدوارد غري (وزير الخارجية البريطاني) والسير تشارلز هاردينغ (أحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية).

في بداية عام 1914، وفي أعقاب حروب البلقان (1912–13)، أصبحت جمعية الاتحاد والترقي على اقتناع بأن التحالف مع بريطانيا والوفاق هووحده الكفيل بضمان بقاء ما تظل من الإمبراطورية. واتى رد بريطانيا السير لويس ماليه الذي أصبح سفيرا لبريطانيا لدى الباب العالي عام 1914، مشيرا إلى أن:

«تتمثل الكيفية التي تتبعها هجريا في ضمان استقلالها في إقامة تحالف معنا أوالتعهد بالاتفاق الثلاثي. وهناك أسلوب أقل خطورة [يعتقد] أنه سيكون بموجب معاهدة أوإعلان ملزم لجميع القوى باحترام استقلال ونزاهة هذه الملكية الهجرية الحالية، التي قد تمضى إلى حد الحيدة، ومشاركة جميع الدول العظمى في المراقبة المالية وتطبيق الإصلاح» – السير لويس دوبان ماليه

لم يكن بإمكان جمعية الاتحاد والترقي حتى تقبل هذه المقترحات. وأعربوا عن شعورهم بالخيانة بسبب ما نظروا فيه من تحيز السلطات الأوروبية ضد العثمانيين أثناء حروب البلقان، وبالتالي فإنهم لا يثقون في إعلانات القوى العظمى بشأن استقلال الإمبراطورية ونزاهتها بشكل مجرد؛ وكان إنهاء المراقبة المالية الأوروبية والإشراف الإداري أحد الأهداف الرئيسية لجمعية الاتحاد والترقي. ويبدوحتى السير لويس مالوت، السفير، يغفل تماما عن ذلك.

الموقف الروسي

كان اقتصاد روسيا المتوسع يتحول بسرعة وبشكل مقلق إلى الاعتماد على المضائق البحرية العثمانية في الصادرات، وكان ربع المنتجات الروسية بالعمل يمر من المضائق، وبذلك شكلت السيطرة على المضائق وعلى القسطنطينية أولوية مهمة للمخططات الدبلوماسية والعسكرية الروسية. وخلال الاضطرابات العامة المترافقة مع ثورة هجريا الفتاة والانقلاب العثماني المعاكس في عام 1909، فكرت روسيا في إنزال فرق عسكرية في القسطنطينية. في مايو1913، أولت البعثةُ العسكرية الألمانية إلى أوتوليمان فون ساندرز مسؤولية تدريب الجيش العثماني وإعادة تنظيم صفوفه. لم يكن ذلك مقبولًا لدى سان بطرسبرغ، فنظمت روسيا مخططًا لاجتياح واحتلال ميناء طرابزون على البحر الأسود أوبلدة بايزيد في شرقي الأناضول بهدف الثأر، ولم يكن بمقدور الروس آنذاك إيجاد حل عسكري من أجل تطبيق اجتياح تام يحتمَل حتى يتأتى عن هذا الاحتلال صغير النطاق.

وإذ لم يتوفر الحل عن طريق احتلال بحري للقسطنطينية، فقد تمثل الخيار التالي في تعزيز الجيش الروسي القوقازي. وفي سياق دعم جيشها، أسست روسيا صلات محلية مع جماعات إقليمية ضمن الدولة العثمانية. واعتزم الروس حتى يجري العمل بالتنسيق بين الجيش والبحرية ووزارات المالية والتجارة والصناعة من أجل حل معضلة النقل وتحقيق التفوق البحري وزيادة عدد الرجال والعتاد المدفعي المخصص للعمليات البرمائية، الأمر الذي يحتاج هذا الجيش تحقيقه خلال التعبئة. وقرر الروس أيضًا توسيع شبكة الخطوط الحديدية القوقازية التابعة لروسيا باتجاه الدولة العثمانية. دقت طبول الحرب الروسية في عام 1913، وكانت روسيا آنذاك تطالب بتطبيق حزمة إصلاحات أرمنية.

الموقف الألماني

كانت ألمانيا تولي اهتمامًا خاصًا بالدولة العثمانية في العقود الأخيرة أكثر من أي جهة أخرى، وكان بين الطرفين تعاون في ما يتعلق بالتمويل والتجارة وسكك الخطوط الحديدية والاستشارة العسكرية. أصبح الجنرال الألماني ليمان فون ساندرز في عام 1913 آخر أفراد سلسلة من الجنرالات الألمان الذين عملوا على تحديث الجيش العثماني، وحين اندلعت الحرب أوكلت إليه قيادة دفاعات جاليبولي وألحق الهزيمة بالحلفاء.

كان ثمة نزاع قائم منذ زمن طويل بين بريطانيا وألمانيا بشأن سكة حديد بغداد المارة عبر الدولة العثمانية، وكانت هذه السكة كفيلة بمنح ألمانيا قوة تجاه دائرة نفوذ بريطانيا (الهند وجنوب فارس). حُلت القضية في يونيو1914، إذ وافقت برلين على عدم تشييد الخط جنوب بغداد، وعلى الاعتراف بالمصلحة البريطانية الراجحة في المنطقة، وبذلك انتهت القضية إلى حل يرضي الطرفين فلم تكن من بين مسببات اندلاع الحرب.

ردود العمل

كان من شأن معركة أوديسا حتى حرضت تشكل بيئة مأزومة ضمن صفوف القيادة العثمانية، إذ أبدى جميع من سعيد حليم باشا ومحمد جافيد بك احتجاجًا شديدًا على أنور باشا. كان الهجوم ضعيفًا واتى على شكل غارات بحرية متفرقة، كي لا يزيد عن كونه استفزازًا سياسيًا أكثر مما هوعملية بحرية جادة. أفهم طلعت باشا فانغنهايم حتى تام أعضاء مجلس الوزراء -باستثناء أنور باشا- معترضون على الحراك البحري.

خلال اليومين التاليين، غرق جميع شيء في فوضى عارمة. قدم سعيد حليم باشا استنطقته للسلطان، وقدم آخرون كثر استنطقاتهم لسعيد حليم باشا. وكان محمد جافيد بك، وزير المالية، واحدًا من أربعة وزراء استنطقوا، إذ أعرب:

«سيكون في ذلك دمار بلادنا، حتى إذا انتصرنا.» – جافيد باشا

أكدت الخسائر في جاليبولي صحة كلامه. عملى الرغم من اعتبار الاشتباك «فوزًا» للعثمانيين، قُيض لهم حتى يتكبدوا خسارة فادحة بلغت ربع مليون جندي من جيش قوامه 315,500 جندي في الأساس.

أظهرت الفوضى بشائر حل في نهاية المطاف حين شرح أنور باشا لطلعت باشا الأسباب التي دعته إلى اتخاذ موقف مناصر لسياسة التدخل، غير حتى أكبر دواعي التهدئة بدر عن روسيا، التي أعربت الحرب في 1 نوفمبر، بسابق إنذار يومين من 29 أكتوبر. ووجد سعيد حليم باشا نفسه في هذه الحالة يتحدث إلى روسيا وبريطانيا وفرنسا.

الجاهزية العسكرية

كان قد أعِد قانون تجنيد إلزامي حديث بعد ثورة هجريا الفتاة من قبل وزير الحربية في أكتوبر 1908 (انظر التجنيد في الدولة العثمانية). ووفقًا لمسودة القانون، إذ كان على جميع الرعايا الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 سنة حتى يؤدوا الخدمة العسكرية الإلزامية.

في 13 نوفمبر 1914 خلال مراسم جرت بحضور السلطان محمد الخامس ومع اقتباسات من الأحاديث النبوية، أعلِن الجهاد («الحرب المقدسة»). شرّعت خمسة آراء شرعية هذا الطلب، إذ دُعي جميع المسلمين –لا سيما سكان المناطق الخاضعة لحكم قوى الاستعمار البريطانية والفرنسية والروسية- للمرة الأولى إلى الانتفاض في وجه الكفار. وأبدى المجتمع الإسلامي عمومًا شيئًا من الحماسة تجاه هذه الاستغاثة في صفوف رجال الدين العرب، غير حتى دعم شريف مكة كان أمرًا حاسمًا، ورفض الشريف حسين حتى يربط نفسه من خلال تصريحه بأن الأمر قد يحرض حصارًا، وربما قصفًا، لموانئ الحجاز من قبل البريطانيين (الذين كانوا يفرضون سيطرتهم على البحر الأحمر ومصر). وأخمِدت ردة عمل العالم الإسلامي الأكبر. ففي مصر والهند، على سبيل المثال، أكدت الآراء الشرعية على أنه من الإلزامي إطاعة البريطانيين.

سقط العبء الرئيسي في توفير القوة البشرية المقاتلة على كاهل فلاحي الأناضول الأتراك، الذين كانوا يشكلون نحو40 بالمئة من تام السكان العثمانيين في مستهل الحرب.

التحليل

كان ثمة عدد من العوامل التي تواطأت للتأثير على الحكومة العثمانية، وشجعتها على دخول الحرب. وتمثلت هذه العوامل في: التهديد الروسي، والوضع المالي، وحتمية الحرب، والمخاطرة بكل شيء، والمناورات الألمانية.

التهديد الروسي

كانت روسيا تشكل العامل المحوري من الناحية السياسية. حين جُرت بريطانيا إلى الوفاق الثلاثي وبدأت بتوطيد العلاقات مع روسيا، نال الارتياب من مقر الباب العالي. كان الباب العالي قد انساق تدريجيًا –مع معارضة من البرلمان- إلى علاقة سياسية وثيقة مع ألمانيا، وكان من شأن العلاقة القائمة بين المملكة المتحدة وفرنسا حتى شجعت إيطاليا على الاستيلاء على طرابلس الغرب، إضافة إلى حتى مخططات روسيا بشأن المضائق البحرية (بهدف الحصول على وصول مفتوح إلى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي من موانئ البحر الأسود) كانت معروفة تمامًا. تضافرت هذه الظروف كي تتسبب في اصطفاف المملكة المتحدة وفرنسا وروسيا ضد ألمانيا. وحتى جمال باشا المناصر للوفاق لاحظ أنه لا خيار أمام الدولة العثمانية سوى حتى تبرم اتفاقية مع ألمانيا بهدف تجنب العزلة طالما مرورها بأزمة أخرى.

كانت سياسة الباب العالي تميل بطبيعة الحال إلى الاعتماد على برلين، ووعد التحالفُ العثماني الألماني بعزل روسيا. في لقاء المال والسيطرة المستقبلية على أراضٍ هجرية، تخلت الحكومة العثمانية عن موقفها الحيادي وانحازت إلى صف ألمانيا.

الوضع المالي

بلغ دين الدولة العثمانية الإجمالي قبل الحرب 716 مليون دولار أمريكي، وكان لفرنسا 60 بالمئة من هذا المبلغ، ولألمانيا 20 بالمئة، وللمملكة المتحدة 15 بالمئة. كان من شأن الانحياز إلى صف ألمانيا، صاحبة الحصة المتدنية من الدين (20 بالمئة بالمقارنة مع 75 بالمئة)، حتى وضع الدولة العثمانية في موضع يخولها إلى تسوية ديونها أوحتى تلقي عفوحربي. وبالعمل، في يوم توقيع معاهدة التحالف مع ألمانيا، أعربت الحكومة عن نهاية دفعات سداد الدين الأجنبي. اقترح السفير الألماني تنظيم احتجاج مشهجر مع بقية الدول الدائنة للعثمانيين، على أساس أنه من غير الممكن إلغاء القوانين التنظيمية الدولية من طرف واحد، غير أنه لم يُستطَع التوصل إلى اتفاق على نص العريضة الاحتجاجية.

حتمية الحرب

تمثلت النقطة المسلّم بها ضمن جميع هذه الجدالات في حتى مجموعة صغيرة من السياسيين كانت تربط الدولة بقوى المركز، وكان السؤال الأكثر أهمية هوما إذا كانوا يملكون خيارات، وقد حاولت الدولة العثمانية حتى تسلك درب الحياد قدر ما تسنى لها ذلك.

المخاطرة بكل شيء

صُورت الدولة العثمانية على أنها تخاطر بكل شيء في سبيل حل القضايا الإقليمية. في تلك الفترة الزمنية، بناءً على السجلات، لم تكن الدولة العثمانية قد صاغت أهداف الحرب بشكل دقيق. ولم تخسر ألمانيا شيئًا، بل شكّلت معضلة استراتيجية بالنسبة إلى الوفاق، وكانت ألمانيا على العموم هي الرابح الأكبر من دخول الدولة العثمانية في الحرب.

من غير السليم القول إذا الدولة العثمانية خاطرت بكل شيء، فقد مضىت إلى الحرب غير طائعة. تعين استبعاد أنور باشا من منصبه، إذ كان احتفاؤه بمعركة أوديسا (1914) قد عزله عن بقية أعضاء مجلس الوزراء. من المحتمل حتى أنور باشا كان يعهد عواقب أوديسا مسبقًا، وأظهره دفاعه بمظهر المتواطئ.

المناورات الألمانية

في غضون ثلاثة أشهر، تحولت الدولة العثمانية من الموقف الحيادي إلى الانغماس المزهوفي الحرب.

عُزي الفضل في تغيير موقف الدولة العثمانية إلى السفير فانغنهايم ونائب الأميرال (الفريق البحري) زوخون. كان السفير فانغنهايم مكلفًا في الدولة العثمانية، أما حضور فيلهلم زوخون فقد اتى وليد المصادفة. وقد قُلد فيلهلم زوخون وسام الاستحقاق، أعلى الرتب العسكرية لدى ألمانيا، في 29 أكتوبر 1916.

كانت البحرية العثمانية تعدم القوة الثقيلة، وترسخت البعثة البحرية البريطانية بوصفها فرعًا مساعدًا. وصل الأميرال آرثر ليمبوس في أبريل 1912. وقُيض للبعثة البحرية البريطانية حتى تتحول إلى بعثة تامة الأركان بوصول سفينتين حربيتين إلى الأحواض البريطانية كما تقضي الخطة. أنهى البريطانيون الفائدة التي شكّلها الأميرال آرثر ليمبوس للدولة العثمانية بعد السيطرة على سفينتي السلطان عثمان الأول والرشادية في 2 أغسطس 1914. ومع الارتياب من شرعية مصادرة البريطانيين للسفينتين الحربيتين الحديثتين وما أعقب ذلك من غضب عام، أدى هذا التصرف إلى فتح المنصب أمام الأميرال زوخون، فناورت ألمانيا وملأت الفراغ. وأعرب ونستون تشرشل، اللورد الأعلى للأميرالية، حتى لعنة لا رادّ لها ستحل على الدولة العثمانية والمشرق.

انظر أيضاً

  • أسباب الحرب العالمية الأولى
  • دول المركز

ملاحظات

مراجع

  1. ^ Nicolle 2008، صفحات 167
  2. ^ Balci, Ali, et al. "War Decision and Neoclassical Realism: The Entry of the Ottoman Empire into the First World War." War in History (2018), doi:10.1177/0968344518789707
  3. ^ Ordered to Die: A History of the Ottoman Army in the First World War, by Huseyin (FRW) Kivrikoglu, Edward J. Erickson Page 211.
  4. ^ "Military Casualties-World War-Estimated", Statistics Branch, GS, War Department, 25 February 1924; cited in World War I: People, Politics, and Power, published by Britannica Educational Publishing (2010) Page 219
  5. ^ Totten, Samuel, Paul Robert Bartrop, Steven L. Jacobs (eds.) Dictionary of Genocide. Greenwood Publishing Group, 2008, p. 19. (ردمك 978-0-313-34642-2).
  6. ^ Fewster, Basarin & Basarin 2003، صفحة 36.
  7. Haythornthwaite 2004، صفحة 6.
  8. ^ Aspinall-Oglander 1929، صفحات 1–11.
  9. ^ Fewster, Basarin & Basarin 2003، صفحات 37–41.
  10. ^ Howard 2002، صفحة 51.
  11. ^ Erickson 2013، صفحة 32.
  12. ^ Howard 2002، صفحات 51–52.
  13. ^ Reynolds 2011، صفحة 26.
  14. ^ Kent 1996، صفحة 12
  15. ^ Kent 1996، صفحات 19
  16. ^ Reynolds 2011، صفحة 40
  17. ^ Reynolds 2011، صفحة 41
  18. ^ Ulrich Trumpener, "Liman von Sanders and the German-Ottoman alliance." Journal of Contemporary History 1.4 (1966): 179-192.
  19. ^ Mustafa Aksakal (2008). . صفحات 111–13. مؤرشف من الأصل في 02 مارس 2020.
  20. Erickson 2001، صفحات 36
  21. ^ Erickson, Edward J. (2007). Gooch, John and Reid, Brian Holden, ed. Ottoman Army Effectiveness in World War I: A Comparative Study. Military History and Policy, No. 26. Milton Park, Abingdon, Oxon: Routledge. (ردمك 978-0-203-96456-9).
  22. ^ Finkel 2007، صفحات 529
  23. ^ Finkel 2007، صفحات 530
  24. ^ Finkel 2007، صفحات 528
  25. ^ Nicolle 2008، صفحات 168
  26. ^ Erickson 2001، صفحات 30
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:05:04
التصنيفات: 1914 في الدولة العثمانية, الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى, سياسة الدولة العثمانية, علاقات دولية في 1914, مدخلة إلى الحرب العالمية الأولى حسب البلد, بوابة الحرب العالمية الأولى/مقالات متعلقة, بوابة الدولة العثمانية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تشكيل الأهلي أمام بتروجت.. عبد المنعم والسولية والشحات أساسيين

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:41
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 45%

حفيد "أم كلثوم" يؤكد اعتماد خطة تطوير منزل وقرية كوكب الشرق بالدقهلية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:39
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 37%

البطلة الذهبية «بسنت حميدة» إلى نهائي سباق 200 متر عدو بوهران

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:29
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

وزير التموين عن أزمة الزيت: المحاصيل الزيتية غير صالحة في مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

الكرة فى الوحل.. بولندا تعلن بدء بطولة كرة قدم المستنقعات.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:40
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 44%

شعبة الهندسة الميكانيكية نظمت ورشة عمل “النيوماتيك”

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:27
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

ملامح الموقف المصري تجاه مفاوضات تغير المناخ

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:25
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 61%

إيطاليا تسجل نحو 60 وفاة و84 ألفًا و700 إصابة بكورونا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:14
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 51%

عدد تكبيرات عيد الأضحى 2022 من السنة النبوية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:23
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

فى مديح أسوان جميلة الجميلات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:21
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

غداً.. نهضة روحية فى ذكرى استلام رفات أول الشهداء استفانوس بقوص

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:26
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

4 شهور منحة للعاملين بالبريد بمناسبة عيد الأضحى وفائض الميزانية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:18
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

موعد انتهاء امتحانات الثانوية الأزهرية 2022 وظهور النتيجة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:24
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

العلاج الحر بالسويس ينفذ قراراً بالغلق لمركز طبي خاص

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:27
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

ذكريات طفولة.. عمر نجل أسامة بن لادن يعرض لوحاته الفنية فى فرنسا.. صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-02 21:21:41
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 42%

تحميل تطبيق المنصة العربية