ديانات الشرق الأدنى القديم

عودة للموسوعة

كانت ديانات الشرق الأدنى القديم متعددة الآلهة، مع بعض الأمثلة على المونولاترية؛ أي عبادة إله واحد مع الإيمان بتعدد الآلهة (على سبيل المثال، اليهوهية والآتونية). يعتقد بعض الفهماء حتى أوجه التشابه بين هذه الأديان تشير إلى أنها ذات صلة، وهوما يُعهد بممضى النمذجة أوالتنميط أوالمحاكاة..

يمكن عزوالكثير من الديانات في الشرق الأدنى القديم وفروعها إلى الديانات السامية القديمة. من بين الديانات الأخرى في الشرق الأدنى القديم؛ ديانة المصريين القدامى، وديانات اللويين والحيثيين في آسيا الصغرى، والسومرية في بلاد الرافدين القديمة. تضم فروع الديانات السامية القديمة، الديانة البابلية الآشورية، وديانات الفينيقيين، والأساطير العربية. اليهودية هي تطور لديانة الفينيقيين، وقد أثرت الديانات الهندوأوروبية والسامية على الديانة الإغريقية، وكانت الزرادشتية نتاجًا للديانة الهندوإيرانية القديمة الذي كانت في الأساس الديانة الإيرانية القديمة. في اللقاء، أثرت هذه التنطقيد الدينية بقوة على ديانات توحيدية تالية؛ المسيحية، والمندائية، والصابئة، والغنوصية، والإسلام، والمانوية، التي ورِثت توحيدها من اليهودية والزرادشتية.

بلاد الرافدين

القس الأعلى للإله سين في إشكون-سين حوالي عام 2400 ق.م

فهم التنجيم

إن تحديد هوية الآلهة والإلهات (أنثى الإله) بأجرام سماوية، كالكواكب والنجوم والشمس والقمر، وتعيين مراكز جميع الآلهة في السماء، موجود في الديانة البابلية الآشورية.

كان تجسيد النجمين العظيمين، الشمس والقمر، المستوى الأولى في نشوء هذا النظام، وأعقب ذلك وضع الآلهة الأخرى بمكانة الشماش أوتووسين. أدت هذه العملية، التي بلغت ذروتها في فترة ما بعد الحمورابية، إلى ارتباط كوكب الزهرة بالإله عشتار (إنانا)، والمشتري بمردوخ، والمريخ بنرغال، وعطارد بنابو، وزحل بنينورتا.

يمثل النظام توليفة متناغمة من عاملين، أحدهما ذوالأصل الشعبي، والآخر نتيجة المضاربة في المدارس الملحقة بالمعابد البابلية. والعامل الشعبي هوالإيمان بتأثير حركات الأجرام السماوية على أحداث على الأرض، وهواعتقاد، بطبيعة الحال، يوحي به اعتماد الحياة والغطاء النباتي والتوجيه على النجمين العظيمين. ابتداء من هذا الاعتقاد، كوّن الكهنة نظرية التطابق الوثيق بين أحداث الأرض والظواهر في السماء. تمثل السماء تغييرًا مستمرًا حتى للناظر السطحي، وخُلّص الاستنتاج إلى وجود صلة بين التغيرات والحركة دائمة التغير في مصير الأفراد والطبيعة وكذلك في مظهر الطبيعة.

كانت إشارات السماوات تُقرأ لفهم معنى الأحداث على الأرض، وبإنجاز ذلك، كان من الممكن أيضًا التنبؤ بما تنذر به الأحداث من مكانة وعلاقة جميع منها بالآخر من الشمس والقمر والكواكب وبعض النجوم. كانت الأساطير التي ترمز إلى التغيرات في الفصول أوالأحداث في الطبيعة متسقطة في السماء، والتي وُضعت لتتوافق مع انقسامات الأرض.

جميع الآلهة والشياطين والأرواح لهم أماكنهم في السماوات، وفُسرت الحقائق على أساس الإلهيات النجمية، بما فيها ما يقع في نطاق التاريخ السياسي. تحكَم هذا النظام، خلال الزمن، بعقول البشر، إذ اكتسبت الطوائف والعبادات، لكونها تعبيرًا عن المعتقدات الإحيائية، اللون المستمد من التفسير «النجمي» للأحداث والعقائد. وهجر أثره في التعاويذ والطوالع والتراتيل، وأولد فهم الفلك، الذي غُرس بدأب لأن فهم السماوات هي الأساس لنظام العقيدة الذي كشفه كهنة بابل وآشور.

كتوضيح للكيفية التي جُعلت بها مذاهب الدين متوافقة مع النظرية الفلكية السائدة؛ سيكون كافيًا الإشارة إلى التعديل الذي جرى في عملية الآراء هذه، التي تطورت في فترة مبكرة جدًا، وقسمت السيطرة على الكون بين الآلهة الثلاثة «أنووإنليل وإيا». بنأي هذه الآلهة عن جميع الصلات المحلية، أصبح «أنو» السلطة التي تتولى السماء، وأسنِد إلى إنليل الأرض والجوأعلاه مباشرة، بينما حكم إيا عميقًا. مع انتنطق جميع الآلهة إلى السماوات، وتحت تأثير عقيدة التوافق بين السماوات والأرض، أصبح أنووإنليل وإيا، «الطرق» الثلاثة في السماوات (كما يُطلق عليهم).

يبدوحتى «الطرق» في هذه الحالة هي تسمية لحلقة المسار الشمسي، التي قُسمت إلى ثلاثة أقسام أومناطق؛ المنطقة الشمالية والوسطى والجنوبية، كُلف أنوبالمنطقة الأولى، وإنليل بالثانية، وإيا بالثالثة. نجحت الإلهيات النجمية للديانة البابلية-الآشورية -مع أنها تحمل إشارات لنظام ابتكره الكهنة- في استيعاب المعتقدات التي كانت تمثل المحاولات السابقة لمنهجة الجوانب الدينية الأكثر شيوعًا، إلى غير ذلك كفل توحيد العناصر المتنوعة التي أدت إلى تفسير محتويات وشكل الدين من حيث نظام الإلهيات النجمية.

الأخلاقيات

من ناحية الجوانب الأخلاقية، فإن الديانة البابلية بشكل خاص، وإلى حد أقل من الآشورية، تظهر تقدمًا إلى مفاهيم ملموسة عن الصفات المرتبطة بالآلهة والواجبات المفروضة على الإنسان. استثُمر شاماش، إله الشمس، في العدالة كصفة رئيسية له، وصُور مردوخ على أنه مليء بالرحمة واللطف، وإيا عمومًا هوحامي البشرية، والأب الذي يحتمى به. لا ريب حتى الآلهة يُثار غضبها بسهولة، وفي بعضٍ منها، كانت الجوانب الأليمة مهيمنة، لكن وجهة النظر تصبح أكثر وضوحًا بوجود سببٍ للعقاب الإلهي دائمًا. غير أنه، عند تبرير غضب الآلهة، لا يوجد تمييز حاد بين الإساءات الأخلاقية وإهمال الشعائرية، ومع ذلك، فإن الضغط الذي يتشكل في التراتيل والصلوات، وكذلك في طقوس التكفير المستفيض المحددة لإرضاء الآلهة، والحاجة لأن تكون طاهرة ونقية في نظر القوى العليا، وغرس التواضع بشكل كاف، وعلاوة على ذلك، ضرورة الاعتراف بالذنب والخطايا دون أي تحفظ، جميع هذا يشهد على القوة التي اكتسبها العامل الأخلاقي في نطاق الدين.

يبدوهذا العامل أقل جدوى في الكشف عن الأراء المتعلقة بالحياة بعد الموت. طوال جميع فترات التاريخ البابلي-الآشوري، ساد تصور وجود كهف مظلم كبير تحت الأرض، ليس بعيدًا عن أبسو-هاوية المياه العذبة المحيطة والمتدفقة تحت الأرض- إذ جُمع جميع الأموات وعاشوا حياة بائسة معدومة النشاط، وسط الغمام والغبار. بين الحين والآخر، كان يُسمح لأحد الأشخاص المفضلين بالفرار من هذا المصير العام ووضعه في جزيرة جميلة. يظهر أيضًا حتى الحكام كانوا دائمًا يستفردون بنعمة إلهية، وفي الفترات السابقة من التاريخ، نظرًا للاعتقاد السائد حتى الحكام كانوا أقرب إلى الآلهة من غيرهم من البشر، كان الملوك يُعبدون بعد الموت، وفي بعض الحالات، يقدّم لهم التبجيل الإلهي حتى خلال حياتهم.

فهم الشياطين

عهدت ديانات الشرق الأدنى القديم نظامًا متطورًا من الشياطين الخيرة والمحايدة والشريرة (التي كانت أشبه بالشياطين اليونانية أكثر من المفهوم المسيحي للشياطين الشريرة)، وكان جزء كبير من الشفاء يتألف من طرد الأرواح الشريرة، مثل لاماشتو، وهي الشيطانة المخنثة المسؤولة عن مضاعفات الولادة ووفيات الرضع.

في الأساطير الآشورية والبابلية، تُعهد الشياطين السبعة الشريرة باسم شيدوأولاماسو، بمعنى «شياطين العاصفة». وكانت ممثَلة في شكل الثور المجنح، وهي مستوحاة من الثيران الضخمة المستخدمة باعتبارها جني حامي للقصور الملكية، واكتسب اسم «شيد» معنى العبقري الملائم في نصوص السحر البابلية.

إيران الكبرى

كانت الأراضي الإيرانية القديمة تتسم بالتنوع في المعتقدات الروحية، وضمت الديانات الزرادشتية، والمازدكية، والمانوية، واليزدانية، والمندائية، وغيرها. كان الميتاني القديم يتمركز في كردستان العصر الحديث، واتضح من الحفريات حتى له تاريخًا من الممارسات الزرادشتية.

مصر القديمة

اندمجت الطقوس والمعتقدات الدينية السائدة في مصر القديمة وتطورت بمرور الوقت. على سبيل المثال، خلال المملكة المصرية الحديثة، وُحدت الآلهة رع وآمون في إله واحد، أمون-رع. لا بد من تمييز مثل هذا التواحد عن مجرد الدمج، ويشار إليه أيضًا بـ«الأُسر» مثل آمون، وموط، وخونسو. مع مرور الوقت، شاركت الآلهة في علاقات تواحدية متعددة، على سبيل المثال، الجمع بين رع وحورس إلى رع-حوراختي. وعلى نحومماثل، أصبح بتاح وسوكر وأوزيريس، بتاح-سوكر-أوزيريس.

بلاد الشام

آلهة حيثية قديمة تعود لأواخر عهد الإمبراطورية الحيثية الأصلية (القرن الثالث عشر قبل الميلاد)

من بين الآلهة التي كانت تُعبد في ديانات الكنعانيين إبان العصر البرونزي الأخير، عليون وأبناؤه وإلوهيم والإلهة عناة وهدد، إله العاصفة، وإله البحار؛ يم. بدأ تكوين الكتاب المقدس العبري بعد قرون من انهيار العصر البرونزي، ولكن الكثير من هذه الأسماء لا تزال تنعكس في العبري التوراتي، بما في ذلك إلوهيم ولقب بعل، الذي كان في الأصل لقبًا للهدد، كمنافس أوعدوليهوه.

الأناضول

تحافظ ديانات الحيثيين واللويين، التي تتأثر بشدة بأساطير بلاد الرافدين، على أسس الهندوأوروبية الإشارة، مثل تيشوب، إله الرعد، وصراعه مع الإله الثعباني -الألويانكا.

كان لتيشوب ابنًا؛ تيلبينو، وابنة؛ إنارا. كانت إنارا مشمولة في مهرجان الربيع بورولي. تعد إلهة الحماية. وتعد إيشارا إلهة القَسَم.

انظر أيضًا

  • الشرق الأدنى القديم

مراجع

  1. ^ Samuel H. Hooke (1970). The Siege Perilous: Essays in Biblical Anthropology and Kindred Subjects. Ayer Publishing. صفحة 174. ISBN .
  2. ^ See Delitzsch, Assyrisches Handwörterbuch. pp. 60, 253, 261, 646; Jensen, Assyr.-Babyl. Mythen und Epen, 1900, p. 453; Archibald Sayce, l.c. pp. 441, 450, 463; Lenormant, l.c. pp. 48–51.
  3. ^ Sarah Iles Johnston, Religions of the Ancient World: A Guide, Harvard University Press 2004, p.9
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:08:33
التصنيفات: أساطير بلاد الرافدين, أساطير شرق أوسطية, الدين في التاريخ القديم, ميثولوجيا الشرق الأوسط القديم, مقالات يتيمة منذ نوفمبر 2019, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة الشرق الأوسط/مقالات متعلقة, بوابة الشرق الأوسط القديم/مقالات متعلقة, بوابة علم الأساطير/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الوزراء الكوري الجنوبي يصادق على الميزانية الإضافية

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:26:18
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 40%

"أحياها" تقيم فعالية ترفيهية لأطفال السرطان بالمدينة المنورة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:24:43
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

"الناتو": من حق الحلف الانتشار في أوروبا الشرقية

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:24:29
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

الجمهور يقتحم الملعب بعد هبوط سانت إيتيين للدرجة الثانية

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:24:35
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

قائد الأسطول الخامس: نتائج واعدة لمسيّراتنا البحرية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:22:49
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 91%

عاجل: إيران تحتجز سفينة وقود وتعتقل أفراد طاقمها

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:24:39
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

سيلتيكس يقهر هيت بمساعدة تيتوم ويبلغ نهائي دوري السلة الأمريكي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:24:36
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

أسعار المواد الاساسية بأسواق جهة مراكش يومه الاثنين

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 12:15:29
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 47%

عاجل.. الموت يفجع الفنان المراكشي طهور

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 12:15:28
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 42%

المقصيون من السكن الاجتماعي لبلدية تلعصة يناشدون والي الشلف

المصدر: صوت الشلف - الجزائر التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:26:06
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

غياب «المناعة المتقاطعة» مهد الطريق لانتشار «جدري القردة»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:22:51
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 90%

كلوديا كاردينالي تحضر حفل إطلاق اسمها على شارع في مسقط رأسها بتونس .. صور

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:26:37
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

نيبال : تحطم الطائرة المفقودة على سفوح جبال الهيمالايا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:24:24
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

من جديد وكيل الملك لدى محكمة برشيد.. يداهم مقاهي وأوكار ” الشيشة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 12:15:32
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 45%

هل يُنتخب بري رئيساً للبرلمان اللبناني في الدورة الأولى؟

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:22:50
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 89%

عوالق ترابية على حائل حتى الـ 8 مساءً

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:24:27
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

جماعة مراكش تخطط للتملص رسميا من تدبير المرافق العامة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 12:15:30
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 42%

أخضر التايكوندو يعانق الذهب الدولي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:24:34
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

ضباب على الرايس وينبع وينبع النخل يستمر حتّى الصباح

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-30 09:26:10
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 36%

تحميل تطبيق المنصة العربية