مستشفى اللقطاء

عودة للموسوعة

مستشفى اللُقطاء، هي في الأصل مؤسسة لاستقبال الأطفال اللقطاء الذين هُجروا أوتُركوا في العراء ليجدهم الناس ويتولون رعايتهم. ليس بالضرورة حتى تكون مستشفى اللُقطاء مُجرد مُستشفى طبي علاجي، بل أكثر من ذلك، فهي تُعتبر منزلًا لهؤلاء الأطفال، حيثُ تقدم لهم المأوى والخدمات التعليمية أيضًا.

يرجع أصل هذه المؤسسات إلى مُمارسات الكنيسة الكاثوليكية التي توفر نظامًا إغاثيًا، إذ كانت تهجر الأطفال في هياكل رخامية على أبواب الكنيسة، حيث كان المُسقمون الذكور أول المُقبلين عليهم يليهم بعض الآباء بغرض التبني. خلال القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر، تأسست الكثير من المؤسسات خصيصًا لأجل هؤلاء اللقطاء في مُدن مثل ترافيز وميلانوومونبليية.

تطوّرت رعاية الأطفال اللُقطاء تاريخيًا بشكل بطيء بسبب الاختلاف الكبير بينها وبين الحالات الأخرى مثل رعاية الأيتام. يُعد السبب في المعاملة المتناقضة بين الأطفال اللقطاء والأطفال الأيتام إلى الفهم بأن الأطفال الذي هجرهم آباؤهم يحملون معهم عبئًا من اللا أخلاقية (الفجور). غالبًا ماقد يكون آباء هؤلاء الأطفال من الفقراء أوغير المتزوجين. وعادة ما يُرى عبء الحمل غير المرغوب فيه كتشجيع على البغاء والخيانة الزوجية. شنَّ طوماس مالثوس، ديموغرافي وخبير اقتصادي إنجليزي في كتابه مبادئ التعداد السكاني (المجلد الأول، الصفحة 434) هجومًا عنيفًا على مُستشفيات اللقطاء، واتهمهم بالمساعدة في تثبيط الزواج وبالتالي تعداد السكان، وحتى أفضل الإدارات الماهرة لم تكن قادرة على تقليل مُعدل الوفيات المُرتفع بين هؤلاء الأطفال. خط أيضًا :«يُمنع اغتال أي طفل وُلِد عرضيًا بسبب عار زائف أوفضيحة، حتى ولوكانت الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي التضحية ببعض أفضل وأسمى مشاعر القلب البشري لجزء كبير من الأمة».

مستشفيات اللقطاء في العالم

النمسا

تشغل مُستشفيات اللقطاء في النمسا مكانًا بارزًا في التعليمات العامة التي أصدرها الإمبراطور جوزيف الثاني في السادس عشر من إبريل -آيار- عام (1781) إلى لجنة المنح الخيرية. أُعلن ضم مصحّات اللقطاء وبيوت الولادة إلى مؤسسات الدولة في عام (1818). طبقًا لهذا، وفرّت خزينة الدولة الدعم اللازم لهم حتى صدور القانون المبدئي في العشرين من أكتوبر -تشرين الأول- عام (1860)، والذي قضى بإحالتهم إلى اللجان المحلية بالمقاطعات. بداية من عام (1910)، اعتمدت مؤسسات محلية على تمويل المقاطعات لها، وكانت منفصلة لحد ما عن معهد فقراء الرعية (معهد الفقراء الأبرشي).

كان قبول الأطفال مجانيًا تمامًا طالما العثور عليهم في الشارع أو في حال إرسالهم من قِبل محكمة جنائية أوفي حالة تعهُد الأم بالعمل لنحوأربعة أشهر كمسقمة أوكقابلة (داية ومولدة) في أحد الملاجئ أوطالما حصولها على شهادة من كاهن الرعية (الأبرشي) تُفيد بعدم امتلاكها للمال.

أمّا في الحالات الأخرى، كانت تُسدد مدفوعات تتراوح ما بين ثلاثين ومئة فلورين للطفل الواحد. بعد مرور شهرين، كان الطفل يُرسل إلى منازل في الجوار لأشخاص متزوجين ومحترمين وحاصلين على شهادة من الشرطة ومن سلطات قانون الفقراء بذلك، وخاضعين لإجراءات التفتيش والكشف الطبي الخاص. يحصل هؤلاء الأشخاص على إعانات مادية تتناقص باستمرار، ويُمكن الاتفاق على التسوية خلال أربعة عشر يومًا مع مراعاة كلا الجانبين. يُمكن للأسرة المُحتضنة للطفل الاحتفاظ به تحت رعايتها حتى سن الثانية والعشرين، ولكن يستطيع الأبوان الحقيقيان استعادة طفلهما اللقيط في أي وقت عند تسديد لقاء اللجوء، وتعويض الوالدين بالتبني عن الفترة التي قضاها الطفل بحوزتهما.

بلجيكا

تُشبه الإجراءات المُتبعة لإعانة ومساعدة الأطفال اللقطاء في بلجيكا وتخصيص المعونات المالية لهم إلى حد كبير تلك الموجودة في فرنسا، والتي لا يُمكن تقييمها بشكل جيد بغض النظر عن المسائل العامة للحكومة المحلية وإدارة قانون الفقراء. على الرغم من وجود دور رعاية المدنيين العجزة، إلا أنها هيئات مُشهجرة تتلقّى الدعم المالي من جميع من الدولة والإدارات المحليّة. وجه مرسوم عام (1811) بأنه يجب وجود ملجأ ودار لاستقبال الأطفال اللقطاء في جميع مقاطعة. كانت آخر دار هي أنتورب، وأُغلقت عام (1860).

بريطانيا العُظمى

إنجلترا

تأسس مُستشفى لندن للقطاء من خلال مرسوم ملكي عام (1739) لرعاية وتعليم الأطفال المهجورين. تنص عريضة توماس كورام -الذي كان مخولًا بالتقييم الكامل لهذه المؤسسات- على هدف منع جرائم القتل العمد المتكررة للأطفال الفقراء عند ولادتهم، والقضاء على العادات اللا إنسانية بتعريض هؤلاء الأطفال للموت بهجرهم في الشوارع. حافظت مُستشفى لندن للقطاء على استقبال هؤلاء الأطفال حتى خمسينيات القرن الماضي، عندما نقل القانون البريطاني مركزية رعاية الأطفال اللقطاء من دور الرعاية إلى التبني. تعمل مُستشفى اللقطاء الآن كجمعية خيرية لرعاية الأطفال واسمها «كورام فاميلي». تُعرض مجموعتها الفنية والتاريخية في متحف اللقطاء.

اسكتلندا

لا يظهر حتى اسكتلندا كان لديها مُستشفى للقطاء، في عام (1759)، هجر جون واطسون الكثير من الأموال للأغراض الخيرية والدينية مثل منع القتل العمد للأطفال من خلال تأسيس مُستشفى لاستقبال النساء الحوامل ورعاية أطفالهن كلقطاء. لكن من خلال قانون برلماني عام (1822)، والذي حدد شروطًا واضحة مثل مدى مصداقية الغرض الأصلي لهذه الأموال، أُعطت الأموال للوصاة لتشييد مستشفى لإعالة وتعليم الأطفال المُعدمين.

إيرلندا

دوبلين

أفتتح مُستشفى للقطاء في دوبلين عام (1704)، والذي كان يستقبل من 1,500 إلى 2,000 طفل سنويًا. قرر اللورد جلينلج غلق المؤسسة في عام (1835) بسبب مُعدل الوفيات المرتفع والتكاليف المالية الباهظة للمُستشفى.

كورك

افتتح مستشفى للقطاء في كورك عام (1747) في شارع ليتريم بعد صدور قانون من البرلمان الإيرلندي عام (1753). كانت تحصل المُستشفى على التمويل اللازم لها من خلال الضرائب المحليّة. كان المبنى الذي تشغله الآن ليديز ويل أومورفيز بروري، يتكون من أربعة أجزاء رئيسية هي كنيسة صغيرة وفصول دراسية ومهاجع للأولاد والبنات ووحدات سكنية لفريق العمل. تبع ذلك، سن قوانين الفقراء في إيرلندا حيثُ قامت إصلاحيات الاتحاد بقانون الفقراء التي أُنشأت عام (1841) بالكثير من مهام مستشفى اللقطاء، لتُغلق بعدها المُستشفى في يوليو/ تموز عام (1855)، ليحولها مفوض الهجرة إلى أحد مراكز الهجرة والنزوح.

إيطاليا

بداية من عام (1910)، كانت إيطاليا غنية جدًا بمُستشفيات اللقطاء البسيطة، حيثُ كان يوزع عليها الأيتام وأطفال الفقراء الآخرين بشكل منفصل. في عهد البابا سيكتوس الثاني، كان هناك فرع واحد لسانتوسبيرتوفي روما، والذي كان مُكرسًا للأطفال اللقطاء. كان متوسط عدد الأطفال اللقطاء الذي يدعمهم سانتوسبريتوفي العام الواحد نحو3,000 طفل. كان يستقبل مُستشفى كازا ديجلى اسبوسيتي الذي تأسس عام (1346) في مدينة البندقية نحو450 طفلًا سنويًا، والذي كان يخضع لإدارة محلية. طُبق الإرث الرائع للدوق لوديفيكومانين الراحل من خلال دعم نحو160 طفلًا من قِبل ثلاثين من المجالس الأبرشية.

روسيا

في ظل حكم النظام الروسي القديم لبيتر الأول، كان يُستقبل الأطفال اللقطاء على نوافذ الكنسية من قِبل طاقم من النساء مُوكل من الدولة. لكن بداية من عصر كاثرين الثاني، كانت مُستشفيات اللقطاء تحت إشراف المخط المحلي للأعمال الخيرية العامة. أسس كاثرين الكثير من المؤسسات المركزية الكبيرة في موسكووسان بطرسبورغ. عند وصول طفل إلى هذه المؤسسات، كانت تطلب اسم المعمودية، وكانت تقدم إيصالًا بموجبه يُمكن استعادة الطفل مرة أخرى حتى سن العاشرة. بعد انتهاء فترة الست سنوات المُعتادة تحت رعاية الدولة، كانوا يُلحقون بالتعليم خصوصًا الواعدين منهم. أدّت هذه المُستشفيات دورًا هامًا في توفير مصدر قيّم من المجندين للخدمة العامة. كانت حقوق الوالدين على أطفالهم محدودة للغاية، بينما حقوق الحكومة كانت واسعة لحد كبير بأمر إمبراطوري أصدره الإمبراطور نيكولاس الأول عام (1836).

الولايات المتحدة الأمريكية

بداية من عام (1910)، ظهرت مُستشفيات اللقطاء في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي هي في الأصل مؤسسات خيرية خاصة، وكان يُوجد معظمها في المدن الكبيرة.

المراجع

  1. Chisholm 1911، صفحة 746.
  2. Chisholm 1911، صفحة 747.
  3. ^ Lewis, Samuel. A Topographical Dictionary of Ireland. S. Lewis & Co, 1837, 'Cork' Section.
  4. ^ The Foundling Hospital Cork. Westmeath Independent,سبعة July 1855.
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:09:22
التصنيفات: حماية الطفولة, مقالات يتيمة منذ نوفمبر 2019, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, مقالات بحاجة لشريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الخطوط المكسيكية تلغي أزيد من 200 رحلة بعد إصابة موظفين بكورونا

المصدر: MAP ANTI-CORONA - المغرب التصنيف: صحة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:43
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 92%

غلق ١١٣ محل مقهى مخالف ووتحرير ١١٧٣٩ محضر متنوع بالإسكندرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:48
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

وزيرا خارجية الصين وروسيا يؤكدان دعم بلادهما لكازاخستان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:24:24
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

مصرع وإصابة 4 بحادث تصادم فى بنى سويف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:24:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

الجنايات تمد أجل الحكم على إعادة محاكمة متهم في أحداث المرج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

الفنانة إيناس عز الدين تستغيث بـ«الخارجية»: مش عارفة أرجع مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 52%

مصر والإمارات تبحثان التعاون فى تنمية وتطوير قدرات الشباب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

«الزراعة» تضع خطة للحد من الفاقد في الخضر والفاكهة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:28
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

اكتشاف متحوّر جديد من كورونا يجمع بين دِلتا وأوميكرون

المصدر: طنجة 7 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:24:21
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 69%

ملك البحرين يؤكد دعم بلاده في الحفاظ على أمن واستقرار كازاخستان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:24:26
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

كورونا الأحد.. 7 وفيات و4963 إصابة جديدة

المصدر: طنجة 7 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:24:14
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

نائب رئيس جامعة عين شمس يتابع امتحانات الدراسات العليا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:32
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

فايزر: لقاح أوميكرون سيكون جاهزًا بحلول مارس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:14
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 61%

إصابة شيكابالا بفيروس كورونا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:19
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

سفراء «مشوارى» يشاركون فى جلسات منتدى شباب العالم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:35
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

حصيلة كورونا في 24 ساعة: تسجيل 2622 مصاب وجهة الرباط تتصدر

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:21:54
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 70%

بن شرقي ينضم لمعسكر المنتخب

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:23:58
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

حادث مروري يصيب 3 طالبات أمام مدرسة في شبرا الخيمة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-10 17:24:00
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

تحميل تطبيق المنصة العربية