أنثروبولوجيا نفسية

عودة للموسوعة

أنثروبولوجيا نفسية أوفهم الإنسان النفسي هوحقل فرعيّ متعدد الاختصاصات للأنثروبولوجيا، يفهم تفاعل العمليات الذهنية والثقافية. يميل هذا المجال الفرعي للهجريز على الطرق من خلال تقدم البشر والتثقف ضمن مجموعةٍ ثقافيةٍ محددةٍ مع تاريخها ولغتها وتطبيقاتها وأصنافها العقلانية. تشكل عمليات الفهم البشرية والعاطفة والإدراك الحسي والدافع والصحة النفسية. تختبر أيضًا كيف من الممكن أن يمكن لفهم الفهم والعاطفة والدافع والعمليات النفسية المشابهة حتى يُشكل أو  نماذجنا عن العمليات الثقافية والاجتماعية أويقيّدها. تملك جميع مدرسة ضمن أنثروبولوجيا النفسية منهجها.

تاريخها

اشتبكت أنثروبولوجيا النفسية مع الأنثروبولوجيا منذ البداية.

كان فيلهلم فونت اختصاصي فهم نفس ألماني ورائدًا في فهم نفس الجماعة. كانت أهدافه تكوين تفسيرات نفسية باستخدام تقارير خبراء فهم الأجناس البشرية. خلق مراحل تعاقد مختلفة مثل الفترة «الطوطمية»، و«عصر الأبطال والآلهة». وعلى عكس الغالبية، افترض فونت حتى عقل المجموعات البدائية والمتمدنة تملك قدرات تعليمية متماثلة، ولكنهم ببساطة يستخدمون هذه القدرة في طرق مختلفة. على الرغم من الارتباط الوثيق في عدة طرق، بقيت عمومًا مجالات الأنثروبولوجيا وفهم النفس منفصلة. في حين كانت الأنثروبولوجيا متجهةً بشكل تقليديّ نحوالنزعة التاريخية والتطورية، كان ما يعنى به فهم النفس غير تاريخيّ وغير ثقافيّ في الطبيعة. جمع التحليل النفسي المجالين معًا.

اقترح فرانسيس هسوفي عام 1972 حتى تُعاد تسمية مجال الثقافة والشخصية بـ «أنثروبولوجيا النفسية». اعتبر هسوحتى العنوان الأصلي من الطراز القديم؛ نظرًا لأن الكثير من فهماء الأنثروبولوجيا اعتبروا الشخصية والثقافة متماثلتين، أوبحاجة لتفسيراتٍ أفضل. خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، بدأت الأنثروبولوجيا النفسية بتوجيه هجريز نحودراسة السلوك البشري في الإطار الطبيعي.

مدارسها

أنثروبولوجيا التحليل النفسي

اعتمدت المدرسة على أفكار سيغموند فرويد وبقية المحللين النفسيين المستخدمة في الظواهر الاجتماعية والثقافية. افترض مؤيدوهذا المنهج حتى تقنيات تربية الطفل المكونة لشخصية البالغ والرموز الثقافية (تضم الخرافات والأحلام والشعائر) يمكن تفسيرها باستخدام نظريات فهم النفس التحليلي وتقنياته. تضمنت الأخيرة تقابل تقنيات معتمدة على التقابل السريري، واستخدام اختبارات إسقاطية مثل اختبار الإدراك الموضوعي (تي إيه تي) واختبار رورشاخ، والميل نحوتضمين دراسات الحالة للأفراد المُقابلين في وصفهم للأعراق البشرية. كان المثال الكبير لهذا المنهج دراسة ست ثقافات تحت إمرة جون وبياتريس وايتنغ في قسم العلاقات الاجتماعية في جامعة هارفرد. اختبرت هذه الدراسة تربية الطفل في ستة ثقافات مختلفة (المجتمع المعمداني في نيوإنجلاند، وحي فليبيني، وقرية أوكيناوا، والقرية الهنجية في المكسيك، ومجموعة طبقة اجتماعية في هند الشمالية، ومجموعة قبلية عشائرية في كينيا).

ينظر بعض الممارسين بشكل خاصّ إلى الاضطرابات العقلية بطريقة عابرة للثقافات (جورج دفريوإكس) أوإلى الطرق التي تؤثر من خلالها العمليات الاجتماعية مثل اضطهاد الأقليات الإثنية على الصحة العقلية (أبرام كاردنر)، بينما يركز آخرون على الطرق التي تؤمّن فيها الرموز الثقافية أوالأعراف الاجتماعية آليةً دفاعيةً (ميلفورد سبيرو) أوتخفف على نحومختلف الصراعات النفسية (جينانث أوبيسيكيري). اختبر البعض أيضًا مدى كون مفاهيم التحليل النفسي العابرة للثقافات عمليةً مثل عقدة أوديب (ميلفور سبيرو).

يُعتبر الآخرون جزءًا من هذه المدرسة وهم  عدد من الباحثين الذين على الرغم من التحليل النفسي أجروا عملًا ميدانيًا (إريك فروم) أواستخدموا تقنيات التحليل النفسي لتحليل مواد جمعها فهماء الإنثروبولوجيا (سيغمويد فرويد وإريك إريكسون وغيزا روهيم).

نظرًا إلى حتى الكثير من فهماء الاجتماع الأمريكيين كانوا على فهم عابرة على الأقل بنظرية فهم النفس التحليلية خلال الثلثين الأولين للقرن العشرين، فكان من الصعب التحديد بدقة أي منهم هم من الفهماء الرئيسين للأنثروبولوجيا النفسية التحليلية. استعان الكثير من فهماء الأنثروبولوجيا الذين درسوا الشخصية (كورا دوبوا وكلايد كلوكون وجيفري غورير) بفهم النفس التحليلي بكثرة، قام بهذا معظم أعضاء «مدرسة الشخصية والثقافة» لأنثروبولوجيا النفسية.

في السنوات الاخيرة، استمرت نظرية فهم النفس التحليلية -وبشكل أعم نظرية فهم النفس الدينامية- في التأثير على بعض فهماء أنثروبولوجيا النفسية (مثل غيلبرت هيردت ودوغلاس هالون وروبرت ليفين) وساهمت كثيرًا في عدة مناهج مثل الأنثروبولوجيا المتمركزة حول الإنسان أوالأنثروبولوجيا السريرية، ما يجعل التفكير في أنثروبولوجيا النفسية التحليلية في الجزء الأخير من القرن العشرين أكثر منطقية باعتبارها أكثر من نمط  أومجموعة من مخططات الأبحاث التي تختصر عدة مناهج أخرى ضمن الأنثروبولوجيا.

الثقافة والشخصية

الشخصية هي إجمالي الصفات التي يمتلكها الشخص. تُكتسب جميع هذه الصفات ضمن ثقافة، وعلى أي حال، عندما يغير إنسان ثقافته، تتغير شخصيته تلقائيًا بسبب تفهم الشخص اتباع مبادئ وقيم الثقافة الجديدة، ما يؤثّر على صفات الفرد الشخصية.

المنهج التكويني

يصف هذا المنهج الثقافة بشكل مشابه للشخصية، وذلك حتى تفسير التجارب الموجه بالبنية الرمزية، يكوّن الشخصية التي «تُنسخ» إلى الثقافة الأكبر. تتضمن الأشكال البارزة روث بندكت وألفرد إرفينغ هالويل ومارغريت ميد.

الشخصية الأساسية والمزاجية

تتضمن الشخصيات الرائدة جون وايتنغ وبياتريس وايتنغ وكور دوبوا وفلورنس كلوكون.

الصور الوطنية

تتضمن الشخصيات البارزة عالم الاجتماع أليكس إنكيلز وعالم الإنثروبولوجيا كلايد كلوكون.

فهم النفس الإثني

الشخصيات الرائدة: فنسنت كرابانزانو، وجورج دفريوإكس، وتوبي ناثان، كاترين لوتز، وميشيل زيمباليست روزالدو، وريناتوروزالدو، وتشارلس نوكولس، وبراد شور، ودورين كي كوندو.

أنثروبولوجيا المعهدية

تتناول الأنثروبولوجيا المعهدية عددًا من الأساليب المنهجية، ولكن تستفيد عمومًا من أفكار العلوم الاستعرافية في نموذجها عن العقل. الافتراض الأساسي هوحتى الأشخاص يفكرون مع مساعدة المخطط، يُفترض حتى وحدات من الفهم المشهجرة حضاريًا تتمثل في الدماغ في شبكات من الاتصالات العصبية. يحتاج هذا خصائص مؤكدة لنماذج ثقافية، وقد يفسر جزئي الجمود الملاحظ للنماذج الثقافية (يكون تغيير افتراضيات الأشخاص عن طريقة عمل العالم صعبًا) وأنماط الارتباط.

يرى روي دوأندريد (1995) تاريخ الأنثروبولوجيا المعهدية سليمًا بصفته قابلًا للقسمة إلى أربع مراحل. يبدأ الأول في خمسينيات القرن العشرين مع صياغة واضحة للثقافة كالفهم من قبل فهماء الأنثروبولوحيا مثل وارد غوديناف وأنتوني والاس. ومنذ أواخر خمسينيات القرن العشرين حتى منتصف الستينيات، رُكّز الاهتمام على التبيويب، والتحليل العنصري (تقنيةٌ مستوحاةٌ من اللسانيات البنيوية)، والأنظمة الأصلية أوالشعبية للفهم (العلوم الإثنية منها مثلًا فهما النباتات الشعبي وفهم اللغة الإثنية)، وكذلك الاكتشافات في أنماط اللون المسماة من قبل برينت برلين وباول كاي. خلال خمسينيات القرن العشرين والستينيات، أُجري معظم العمل على الأنثروبولوجيا المعهدية في ييل، وجامعة بنسيلفانيا، وستانفورد، وبركلي، وجامعة كاليفورنيا، وإيرفاين، وقسم العلاقات الاجتماعية في هارفرد. نظرت الفترة الثالثة في أنماط الأصناف (إلينر روش) والنماذج الثقافية، وبالاستعانة بنظرية المخطط، في العمل اللغوي على المخطط (جورج لاكوف ومارك جونسون). بدأت الفترة الحالية في تسعينيات القرن العشرين، وركزت أكثر على معضلة كيفية تشارك النماذج الثقافية وتخريبها، وكذلك على الدافع، ويُجرى عمل مهمّ في جامعة كاليفورنيا (سان دييغو)، وجامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس)، وجامعة كاليفورنيا (بيركلي)، وجامعة كونيتيكت، والجامعة الأسترالية الوطنية، وغيرها.

انظر أيضًا

  • علوم استعرافية
  • فهم نفس ثقافي
  • مركزية الذات
  • تاريخ الأديان
  • فهم النفس الاجتماعي
  • نظرية التفاعل الرمزي

مراجع

  1. ^ Bock, P. K., & Leavitt, S. C. (2018). Rethinking Psychological Anthropology: A Critical History. Waveland press. صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  2. ^ D'Andrade, R. G. (1995). The development of cognitive anthropology. New York, Cambridge University Press.
  3. ^ Schwartz, T., G. M. White, et al., Eds. (1992). New Directions in Psychological Anthropology. Cambridge, UK, Cambridge University Press.
  4. ^ Murray, H. A. (1943). Thematic Apperception Test. Cambridge, Massachusetts, Harvard University Press.
  5. ^ Whiting, Beatrice and John Whiting. 1975. Children of Six Cultures: a psychocultural analysis. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press.
  6. ^ Obeyesekere, G. (1985). Depression, Buddhism, and the work of culture in Sri Lanka. In: Culture and depression: studies in the anthropology and cross-cultural psychology of affect and disorder. A. Kleinman and B. J. Good. Berkeley / Los Angeles, University of California Press: 134-152.
  7. ^ Kilborne, B. and L. L. Langness, Eds. (1987). Culture and human nature: Theoretical papers of Melford E. Spiro. Chicago, University of Chicago Press.
  8. ^ D'Andrade, Roy G. (1995). The Development of Cognitive Anthropology. Cambridge, UK: Cambridge University Press.
  9. ^ Strauss, Claudia and Naomi Quinn (1997) A Cognitive Theory of Cultural Meaning. Cambridge, UK: Cambridge University Press.
  10. ^ Goodenough, W. H. (1969). Rethinking "status" and "role": toward a general model of the cultural organization of social relationships. Cognitive Anthropology. S. A. Tyler. New York, Holt, Rhinehart and Winston: 311-330.
  11. ^ D'Andrade (1995: 244-248)
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:14:51
التصنيفات: علم الإنسان, صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون, بوابة طب/مقالات متعلقة, بوابة علم الإنسان/مقالات متعلقة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الدوري الانجليزي يستحوذ على أغلى الانتقالات الدولية في 2021

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 11:19:51
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 76%

سفارة مصر في بلجراد تنظم جولة لعازف بيانو في 4 مدن بصربيا

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 11:18:29
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

«الماسة اللغز».. أكبر ماسة في العالم في مزاد بدبي

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-17 11:20:42
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

الحبس 5 سنوات للمتهم بالاعتداء على «سيدة الوراق»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 11:22:16
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

افتتاح مركز خدمات ودعم ذوي الإعاقة بجامعة القاهرة الأربعاء القادم

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 11:18:31
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

حكم مثير للجدل يقود غرفة الـ"VAR" بمباراة المغرب والغابون

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 11:20:52
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

«الشيوخ» يوافق على تشكيل لجنة القيم ‎‎

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 11:18:23
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

مجلس الشيوخ يواصل مناقشة قانون العمل‎‎

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-17 11:18:25
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية